مسقط - ش
استعرضت جامعة السلطان قابوس أمس الثلاثاء المشاريع البحثية الإستراتيجية الممولة من المنحة السامية في النسخة الثالثة للملتقى الذي ينظمه مكتب نائبة الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي.
وفي تصريح له قال أمين عام مجلس البحث العلمي راعي الحفل سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي: إن البحث العلمي أساس المعرفة وأساس الصناعات المتقدمة، والمكرمة السامية لحضرة صاحب الجلالة لدعم البحث العلمي من خلال البحوث الإستراتيجية الممولة في جامعة السلطان قابوس أفادت المنظومة البحثية كثيرًا في السلطنة من خلال تركيز وتأهيل الباحثين، وأيضًا ربط النتائج والبحوث بمتطلبات التنمية، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأبحاث في شتى المجالات الطبية منها والإنسانية والزراعية وغيرها التي تنقل المعرفة مباشرة للمستفيدين منها.
تأهيل الباحثين
وقال سعادته إنه على مدى قرابة 18 سنة من هذه البحوث أصبح هناك ربط أقوى بين المختبرات وبين المجتمع بشكل عام، ومن خلال هذه البحوث يتم تأهيل باحثين ورفع مكانة السلطنة عن طريق النتاج العلمي للأوراق العلمية المقدمة وبالأخص رفع مكانة جامعة السلطان قابوس في التصنيفات العالمية، مؤكدًا على أنه بدون هذه البحوث ذات الجودة العالية مكانة الجامعة ومكانة السلطنة ستكون دائمًا متدنية.
وفي افتتاح الملتقى قالت نائبة الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية إن منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية تعد محركًا رئيسياً للبحوث المبتكرة عالية التأثير في جامعة السلطان قابوس وفي السلطنة، وذكرت أنه منذ تأسيسها في عام 2001م، قامت المنحة بتمويل 95 مشروعا بحثيا واسع النطاق لمعالجة قضايا العالم الحقيقي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، منها 23 مشروعاً أجراها باحثون بكلية العلوم الزراعية والبحرية، و18 في كلية العلوم، و15 في كلية الطب والعلوم الصحية، و11 في كلية التربية، و9 في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية. يلي ذلك 8 مشاريع بحثية أجريت في كلية الهندسة، و7 في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومشروع واحد في كلية التمريض، و3 مشاريع أجرتها المراكز البحثية المختلفة في الجامعة.
وأشارت الدكتورة رحمة إلى أن تطور البنية الأساسية للبحث العلمي في الجامعة يساعد على بناء سمعة جامعة السلطان قابوس المحلية والدولية، من خلال زيادة عدد الاقتباسات لكل باحث وأكاديمي، وطلبات براءات الاختراع، وتطوير البرامج الأكاديمية التي تجذب عددا متزايدا من الطلبة المحليين والدوليين، وبناء الشبكات المهنية محليا وعالميا، وتعزيز السمعة الأكاديمية للجامعة بين الباحثين في جميع أنحاء العالم، لذلك فإن انخراط الباحثين في الجامعة في المشاريع البحثية الإستراتيجية الممولة من منحة المكرمة السامية يسهم بشكل كبير في رفع التصنيف العالمي للجامعة.
مجالات مختلفة
وأكدت الدكتورة المحروقية على أن المشاريع التي تدعمها المنحة تغطي مجموعة متنوعة من المجالات الإستراتيجية، وتشمل هذه المجالات الاستدامة والقيمة المضافة في الزراعة وصيد الأسماك، والتخفيف من الأمراض النباتية والحيوانية، والصحة العامة، واستغلال الموارد الهيدروكربونية والمعادن والموارد المتجددة، والسياحة المستدامة، وكفاءة الخدمات المالية للبلد، وتطوير وتأمين أساس البنية الأساسية للسلطنة، بما في ذلك الإنترنت والكهرباء والمياه، والتنويع الاقتصادي، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز نظام التعليم في البلد، وحماية بيئته وغيرها.
واستعرض الملتقى هذا العام تسعة مشاريع بحثية إستراتيجية شملت مجالات متعددة منها: الطاقة والزراعة والسياحة والتأمين والصحة والبنية التحتية، جاءت عناوينها كالآتي: "صناعة مركبات جديدة من العناصر الانتقالية واللانثانات وتطبيقها كمواد ضوئية إلكترونية" للباحث الرئيسي الأستاذ الدكتور محمد صلاح الدين خان، من قسم الكيمياء بكلية العلوم، الذي يهدف إلى تصنيع خلايا ضوئية قادرة على تحويل الطاقة الضوئية الشمسية إلى طاقة كهربائية.
ودراسة بعنوان "أجهزة مبتكرة ومصغرة لتحديد الكميات الكلية للبوليفينول في الفواكه والعسل العماني" للباحث الرئيس الدكتور حيدر بن أحمد اللواتي، بقسم الكيمياء كلية العلوم، والذي توصل إلى أن إنتاج دبس التمر العماني قد يكون مجديًا من الناحية الصحية والاقتصادية، كما أن بيع العسل دون تحويله إلى دبس العسل له فوائد أكبر ويكون مجديًا أكثر من الناحية الاقتصادية أيضًا. كذلك دراسة "تقييم التَّحورات اللاحقة وجودة الخزانات النفطية الفتاتية للعمر الكمبري الأوسط حتى الأوردوفيشي المبكر للأحواض الرسوبية الداخلية بسلطنة عمان"، للباحث الرئيس الدكتور محمد علي خليفة الغالي من كلية العلوم، قسم علوم الأرض، ومركز أبحاث علوم الأرض بالجامعة، إذ استنتج أن الأحجار الرملية للوحدة الوسطى والعليا لتكوين أمين والوحدة الوسطى لتكوين مقراط وتكوين البشائر وتكوين بارك ذات إمكانيات فعالة كخزانات نفطية جيدة؛ وذلك بسبب انتشارها الأفقي والرأسي.