تعرف على سيناريوهات استضافة السلطنة لبعض مباريات مونديال قطر 2022

الجماهير الاثنين ١١/مارس/٢٠١٩ ٠٥:٢٥ ص
تعرف على سيناريوهات استضافة السلطنة لبعض مباريات مونديال قطر 2022

قراءة - سالم الحبسي
فتحت الزيارة الأخيرة التي قام بها انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" للكويت ولمسقط في غضون أسبوع.. فتحت كل الخيارات على مصرعيها فأصبحت كل التوقعات متاحة وكلها ممكنة وهناك أكثر من سيناريو يمكن أن يحدث أو يتحقق!

السيناريو الأول
يعمل انفانتينو على السيناريو الأول وهو أن يرفع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال قطر 2022 من "32 منتخبا إلى 48 منتخبا" وهو الملف الذي بدأ طرحه منذ العام 2016/2015 والذي تم اعتماده للتنفيذ في مونديال 2026 الذي تستضيفه ثلاث دول مشتركة "أمريكا وكندا والمكسيك" وربما الجزء الأكبر الذي رجّح ملف أمريكا الثلاثي المشترك بأنها ركّزت على زيادة عدد المنتخبات إلى "48 منتخبا".
ويخضع حاليا ملف الزيادة لعدد "16 منتخبا" جديدا للكثير من المناقشة وهو الملف الذي يهتم به انفانتينو بشكل شخصي وكبير لعدة أسباب منها مزيد من المكاسب في المراحل المقبلة.. وربما اجتماع يومي 14 و15 مارس الجاري الذي سيقوده المكتب التنفيذي بأمريكا هو إحدى الخطوات لتدارس الجوانب الفنية التي يمكن أن ينعكس عليها الزيادة إذا تمت..!!
الحسم في زيادة عدد المنتخبات سيتم بشكل نهائي في اجتماع الجمعية العمومية في الخامس من يونيو المقبل وهو الموعد الذي ستكون فيه الصورة واضحة من أكثر من طرف.. أول طرف الفيفا وجمعيته العمومية التي ستكون صاحبة الحق الثاني في رفع عدد المنتخبات بعد دولة قطر صاحبة الحق الأول في الموافقة من عدمها.
المشاورات والاتصالات التي أجراها الفيفا مع قطر والاتحادات القارية وسلطنة عمان والكويت بلغت ذروتها حتى اللحظة.. إلا أن النسب في تحقيق السيناريو الأول متساوية "50% 50%".

السيناريو الثاني
هناك سيناريو رقم "2" وهذا السيناريو لم يتم التطرّق له إعلاميا لا من قريب ولا من بعيد في حالة بقاء عدد المنتخبات كما هو "32 منتخبا" فماذا سيحدث..؟!
وهو أن قطر لديها النية والتوجه بأن تمنح السلطنة والكويت استضافة بعض من مباريات مونديال قطر 2022 وهو ملف تم طرحه في الكواليس وتمت مناقشته بين الأطراف الثلاثة "قطر من جهة والفيفا من جهة ثانية والسلطنة والكويت من جهة ثالثة".. وبالتالي هذا السيناريو يمكن أن يكون الخيار الثاني في حالة لم ينجح الفيفا في الحصول على موافقة أغلبية الأصوات بالجمعية العمومية المقبلة في شهر يونيو المقبل.
ولكن السيناريو الأول والسيناريو الثاني يعتمد أيضا على موافقة السلطنة والكويت بشكل كامل نحو تنفيذ الاشتراطات المطلوبة لاستضافة المونديال..!!

السيناريو الثالث
يتوقع بنسبة محتملة بأن تخرج بعض الأصوات التي تعارض فكرة الفيفا من أعضاء الجمعية العمومية في حالة رفع عدد المنتخبات إلى "48 منتخبا".. بأن تطالب بعض الدول بإعادة التصويت على استضافة مونديال قطر بالنسبة للشركاء الجدد على اعتبار بأن العقد الموقع لمونديال 2022 هو لاستضافة "32 منتخبا" وبالتالي الزيادة الجديدة يمكن أن تفتح الباب بالمطالبة بالتصويت الجديد أو دخول منافسين جدد مع السلطنة والكويت.. مع بقاء حق قطر في مونديال 2022 لأنها ملتزمة بالعقد الموقع.. فيما التغيير في رفع عدد المنتخبات جاء بطلب الفيفا.
من خلال هذا السيناريو يسعى الفيفا لأن يكون قادرا على السيطرة عليه بشكل قوي وإلا فإنه يمكن أن يبعثر الأوراق كلها وهو ما لا ترغب فيه قطر التي تعمل مع الفيفا بشكل متواز في كل خطوات الزيادة من عدمها.. رغم أن المؤشرات تقول بأن كل تحركات الفيفا تمت بشكل منظم وأصبح الملف مكتملا.

ما هي المكاسب..؟!
ماذا تكسب السلطنة إذا شاركت في استضافة مباريات أو مجموعات من مونديال قطر 2022 المقبل الذي أقر إقامته في شتاء 2022..؟!
بحسبة بسيطة جدا تستطيع السلطنة أن تحقق مكسبا اقتصاديا كبيرا من خلال الجماهير التي ستحضر لمشاهدة مباريات المونديال في السلطنة.. فلو حضر عدد مليون مشاهد وصرف كل مشاهد ما قيمته "500 دولار" فقط ستحقق السلطنة عائدات تبلغ "500 مليون دولار".. وهو رقم مرشح للزيادة.
المكسب الثاني الذي يمكن أن تستفيد منه السلطنة هو أن تكون وجهة سياحية مقبلة بعد كأس العالم.. لأن حجم الترويج لاسم السلطنة قبل وخلال وبعد المونديال سيكون ضخما ويحتاج إلى استثمار ليحقق العديد من النجاحات.
المكسب الثالث الذي يمكن أن تستفيد منه السلطنة هو إنشاء ملاعب جديدة لكرة القدم بمواصفات كأس العالم وهي فرصة بأن تكون هناك ملاعب أكثر تميزا وبسعة أكبر من "30 إلى 40 ألف مقعد".
المكسب الرابع وهو أن تتمكن السلطنة بأن تكون واجهة رياضية مستقبلا وتستطيع استضافة بطولات قارية وهذا يساهم في تحريك الرياضة بشكل عام والكرة بشكل خاص وينعكس ذلك على تطوير الرياضيين وزيادة تحفيزهم من أجل تحقيق نتائج أفضل.
المكسب الخامس وهو تأهيل الكادر البشري ليكون مستعدا للمساهمة في تنظيم فعاليات رياضية كبيرة وضخمة وبالتالي يساهم هذا الجانب بوجود كوادر عمانية مؤهلة التأهيل المناسب والاستفادة منها في المحافل الرياضية محليا ودوليا.. وبالتالي تأهيل الكادر البشري في كل المجالات الرياضية.
المكسب السادس هو تغيير التفكير النمطي للأجيال القادمة وتقبل الأسر العمانية نحو الانخراط في المجال الرياضي ولكرة القدم خاصة وتفهم أكثر لقوانينها وزيادة عدد أكبر للممارسين للعبة.
وهناك مكاسب كثيرة منها مكاسب مباشرة ومنها مكاسب غير مباشرة من المؤمل بأنها ستغير الكثير من الأنماط الرياضية للأفضل في السلطنة وستصنع الشغف الكروي بشكل مغاير.

قصة المونديال في عُمان..!
تحظى السلطنة ومعها الكويت بدعم وبرغبة جامحة من الفيفا الذي يعمل على تنفيذ هذا المخطط لذلك قام بزيارات مكوكية سابقا ومؤخرا لجمع كل تفاصيل المشروع في ملف واحد وناجح..
فيما تحظى السلطنة برغبة قطرية بأن تكون بعض مباريات مونديال 2022 بمسقط.. بدأت منذ العام والنصف.. من خلال جس نبض ومشاورات بين قطر والاتحاد العماني لكرة القدم ووزارة الشؤون الرياضية..
وارتفعت هذه الرغبة القطرية رغم التحفظات العمانية السابقة.. وتمت هذه المرة بزيارة انفانتينو للسلطنة والذي استقبله فيها صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد بتكليفٍ سامٍ من لدن جلالة السلطان.
أصبح الفيفا بعد هذه الزيارة في انتظار الموقف والقرار العماني ليكون ملفه مكتملا للعرض على الجمعية العمومية في يونيو المقبل.. ليبقى القرار النهائي في يد الجمعية العمومية.. هذا إذا أبدت السلطنة والكويت استعدادهما التام للاستضافة.

مكاسب الفيفا
هل سيستفيد الفيفا من هذه السيناريوهات.. وخاصة سيناريو زيادة العدد إلى "48 منتخبا"..؟!
المعروف بأن الفيفا سيحقق مداخيل تصل إلى "6 بلايين دولار" من مونديال قطر 2022 بحالته الحالية "32 منتخبا".. وبالتالي الزيادة إذا تمت ستكون عبئا ماليا إضافيا أكثر من أن تكون دخلا إضافيا.. رغم أن بعض الأرقام تشير إلى أن حجم الزيادة في العائدات إذا تمت زيادة المنتخبات ستتراوح ما بين "700 إلى 800 مليون دولار" وهو رقم بسيط لا يُقارن بالعائدات المضمونة التي ستبلغ "6 بلايين دولار".