بلدية مسقط تؤكد على الدور المجتمعي في المحافظة على النظافة

بلادنا الاثنين ١١/مارس/٢٠١٩ ٠٤:٥٠ ص
بلدية مسقط تؤكد على الدور المجتمعي في المحافظة على النظافة

مسقط- ش

تحرص بلدية مسقط على جعل المدينة مستدامة، وتعمل بشكل مستمر على توفير الخدمات والمرافق التي تقدمها للمقيمين والزوار، كما تعمل على إضفاء اللمسات الجمالية على محافظة مسقط من خلال زيادة المسطحات الخضراء على الشوارع، وزراعة الأشجار والزهور والنباتات حتى تكون هذه الأمكان مقصداً للتنزه والاستراحة، وممارسة الأنشطة البدنية المختلفة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه البلدية على الاستمرار في تطوير هذه المرافق وتحسين الخدمات المرتبطة بها؛ فإن الدور المجتمعي في استدامتها مهم أيضاً، من خلال المحافظة على هذه المرافق والممتلكات العامة وعدم العبث بها، وذلك أخذاً بالجوانب التوعوية والإرشادات التي تؤكد على هذا الأمر، وعدم تجاوز القوانين المنظمة للعمل البلدي، والتي يؤمل من خلالها التقليل من العبث بالممتلكات العامة، والمحافظة على رونق وجمال المظهر العام للمدينة.

ظواهر العبث بالمرافق
وفي هذا الجانب تحدث رئيس قسم الاتصالات المساندة بالمديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب أحمد بن سيف الحارثي قائلاً: تلاحظ لدى القائمين على قطاع النظافة العامة في بلدية مسقط قيام بعض الأفراد بممارسات فردية لا تنم عن الوعي الكامل بأهمية الحفاظ على المرافق العامة والمحافظة على النظافة، حيث تكثر ظواهر العبث بالممتلكات والمرافق، وكذلك العبث بألعاب الأطفال، مع وجود تجاوزات تخالف القوانين والأنظمة التي تحرص البلدية على وضعها في اللوائح الإرشادية بالمتنزهات. حيث تكثر هذه الظواهر في أوقات الإجازات والعطل الرسمية؛ كرمي المخلفات في غير أماكنها المخصصة، وتكسير بعض المرافق العامة، والشوي على المسطحات الخضراء، الأمر الذي يفقد المكان رونقه، ويتسبب بعدم قدرة البعض على الاستمتاع في تلك الأماكن.
وأضاف أحمد الحارثي: كما تتمثل بعض الظواهر السلبية في قطف الزهور والنباتات أو المشي عليها، ما يعرضها للتلف، ويفقد المكان اخضراره وبهاءه، والعبث بالمماشي والممرات، وترك صنابير المياه مفتوحةً لدورات المياه في بعض الأماكن مثل شاطئ السيب وموقع مواقف ببرج الصحوة، كما تتمثل أضرار العبث أيضاً في تكسير المصابيح بالمتنزهات، والكتابة على أعمدة الإنارة، ولصق الإعلانات الورقية عليها، أو العبث بالأسلاك الكهربائية، وكل هذه الأمور تشكل عبئًا إضافيًا على البلدية، إذ أن الأموال التي تخصص للمشاريع يُستنزف جزءً منها في التحسين وإصلاح الضرر العام، في الوقت الذي يؤمل أن توجه فيه تلك الموارد إلى مشاريع ومرافق خدمية جديدة يستفيد منها مرتادو المكان.

تكاتف مجتمعي
وعبرت سعاد بنت سرور البلوشية عن رأيها قائلة: لا يمكن لحملات النظافة والتوعية الميدانية أن تسهم وحدها في الحد من أشكال العبث، إذ يجب أولًا على المجتمع أن يعي أهمية دوره في المحافظة على المشاريع القائمة كالمتنزهات مثلًا، وأن يسهم في استمراريتها من خلال التزامه بالمحافظة عليها، واستخدامها الاستخدام الأمثل الذي يضمن بقائها له وللأجيال؛ لأن المشكلة تكمن في أن البعض يمارس العبث على اعتبار أن هذا المرفق أو المتنزه ليس جزءا من ممتلكاته الشخصية، لذا فهو يرى بأن هناك من سيعمل على تنظيفه أو الصرف على تجميله باستمرار، كما يجب ثانيًا على القانون أن يردع المخالفين للضوابط التي تحمي هذه المرافق.
وعبر مدير شؤون الجلسات واللجان بالمجلس البلدي لمحافظة مسقط عبدالله بن سالم الجهوري قائلاً: يعد توافر المرافق العامة من أركان البنية الأساسية للمدن الحديثة، والتي تساعد على تحقيق تنافسية عالية على مستوى تقديم الخدمات البلدية وفق المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. لذا كان لزامًا أن تظهر الشراكة الحقيقية بين المؤسسة الحكومية متمثلة ببلدية مسقط والقطاع المجتمعي؛ بحيث يعنى الأول بإنشاء المرافق العامة وصيانتها، ويحمل الآخر عاتق المحافظة عليها ضمانًا لاستدامتها.
وأضاف الجهوري: حين استشعر بأن يد التخريب غير المسؤولة ستطال المنجزات على مستوى المرافق العامة، أصبح لزامًا توثيق ذلك بقوانين ذات صبغة تنظيمية توضح حدود المرافق العامة وأنواعها، وعقوبة التعدي عليها، حيث تكلل ذلك على مستوى محافظة مسقط بإصدار الأمر المحلي رقم 32/97 بشأن حماية المرافق العامة التابعة لبلدية مسقط. وفي حقيقة الأمر فإن المجتمع هو المستهدف الأول من أجل توفير المناسب له من المرافق العامة، لذا فإن استشعاره بأهمية المحافظة عليها لابد أن يبنى على خلق دور له في تحديد احتياجاته منها، إلى جانب ضرورة الدفع بعامل المشاريع التطوعية وإدارتها، حيث تعوّل الكثير من المجتمعات على هذا النمط من الأعمال في تكريس ثقافة المحافظة على المرافق العامة، وذلك من خلال إشراك كافة الفئات العمرية لكي تتغذى بهذه الثقافة، وتتأصل عليها تحقيقًا لاستدامة منجزات هذا الوطن.

الدور الإعلامي والتوعوي
وحول توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة والمرافق العامة، وخطورة العبث وآثاره، قال مدير إدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط الدكتور سهيل بن سالم الشنفري: يتمثل الدور الإعلامي والتوعوي في عدة جوانب؛ أبرزها الرسائل التوعوية التي يتم نشرها في حسابات البلدية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الأخباروالتحقيقات والتقارير الصحفية حول أهمية المحافظة على النظافة، والسلوكيات غير المرغوبة. كما يتم التخطيط لحملات توعوية تشتمل على العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التثقيفية التي تحث المجتمع على الاستخدام الأمثل لهذه المرافق، بالإضافة إلى تنظيم حملات النظافة بمشاركة الفرق التطوعية والجمعيات وطلبة المدارس وأعضاء المجلس البلدي بالولايات. كما تقوم البلدية بعمل النشرات والبرامج التوعوية واللوحات الإرشادية لتسليط الضوء على الظواهر والسلوكيات الخاطئة، وكيفية الوقاية والحد منها، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأضاف الدكتور سهيل الشنفري: ويتم تنفيذ المشروع المدرسي التوعوي بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، والذي يركزعلى مجموعة من البرامج الهادفة وفقًا لأعمار الطلبة ومراحلهم المدرسية؛ إذ تم تصميم برنامج "حوار توعوي" الذي يعد بمثابة نافذة حوارية مباشرة مع طلاب المدارس، يتم من خلاله تقديم محاضرات توعوية، وجلسات نقاشية، وورش للرسم والتلوين، وهناك برنامج "فاصل توعوي" الذي يهدف إلى توظيف الإذاعة المدرسية كوسيلة لإيصال الرسائل البلدية التي تحث على نبذ الظواهر السلبية التي تضر بالمجتمع والصحة العامة، ولم يغفل المشروع دور أولياء الأمور، إذ تم وضع برنامج مخصص باسم "المجلس التوعوي" يقوم على بناء حلقة وصل بين البلدية والمدرسة والمجتمع؛ لتعريفهم بأهم الممارسات والسلوكيات السلبية المتعلقة بالعمل البلدي. ويتضمن المشروع أيضاً برنامجا ميدانيا بعنوان "الحي النظيف" يحتوي على حملات نظافة عامة بالتعاون مع بعض المدارس والمديريات الخدمية ببلدية مسقط والفرق التطوعية؛ بهدف غرس ثقافة التطوع البيئي، وتعزيز المسؤولية المجتمعية الداعية لأهمية المحافظة على النظافة والصحة العامة.