المدونة الانستغرامية حليمة آل عبد السلام: الغرور وهوس زيادة المتابعين هما أبرز أمراض وسائل التواصل الإجتماعي

مزاج الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٠١:١٢ ص
المدونة الانستغرامية حليمة آل عبد السلام: 
الغرور وهوس زيادة المتابعين هما أبرز أمراض وسائل التواصل الإجتماعي

مسقط – لورا نصره
مع سيطرة وسائل التواصل الإجتماعي على كل تفاصيل حياتنا من تسوق وشراء وبيع وتواصل وتعارف وتسلية وعمل، برز جيل جديد من المدونين الشباب الذين تمكنوا بالكاريزما الخاصة التي يمتلكونها من تصدر هذه الأنشطة وتسلم زمام القيادة والتأثير بالعشرات من متتبعي هذه الوسائل والوسائط.
حليمة آل عبد السلام من الوجوه القيادية المعروفة في العالم الافتراضي وهي أول مدونة انستغرامية ويتابعها أكثر من مائة ألف عبر حساباتها على الانستغرام وسناب تشاب والفيسبوك وتويتر وبيريسكوب وغيرها.
تحمل حليمة شهادة في هندسة البرمجيات وتعمل كضابط أول في أكبر قطاع مصرفي عماني و هي أيضا رائدة أعمال، تمتلك شركة ترويج و تسويق الكتروني. عن العالم الافتراضي بسلبياته وإيجابياته كان لنا هذه الرحلة في العالم الواقعي مع حليمة:
تعتبر حليمة أول مدونة انستغرامية في السلطنة، تشارك متابعيها آراءها في الخدمات والمنتجات التي تجربها وتدون عنها، بالإضافة لتغطية الفعاليات ونشر ما هو جديد أول بأول.
وعن البدايات وتأسيسها لشركتها تقول: "كانت بدايتي قبل عدة سنوات من خلال الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ نشاطي يزداد في العام 2013 مع الانستغرام حيث كان ما أطرحه يلاقي الاستحسان ويولد جملة من الاسئلة وعندما ازداد عدد المتابعين خلال فترة بسيطة أحسست بأنني شخصية مؤثرة بمن حولها وقررت استثمار هذا الامر بشكل احترافي فأسست شركة تسويق و ترويج و قمت بتسجيلها في 31 ديسمبر 2014 ليكون لي تعاملات رسمية موثقة مع الشركات والمؤسسات التي تود التعامل معي في هذا المجال".

التسويق الالكتروني
ومع توجه معظم الشركات للتسويق الالكتروني وإقرارهم بتفوقه اليوم على أية وسائل تسويق أخرى من حيث سرعة الوصول إلى أكبر عدد من المتلقين وبتكلفة منخفضة وجدت حليمة في هذا فرصة مثالية للعمل من حيث تبرع وتنجح بشكل لافت ووجدت فيها الشركات الكبيرة وجها قياديا مؤثرا على هذه الوسائل فبدأت كبرى الشركات تتعامل معها للتسويق لمنتجاتها. تقول: "كما ذكرت مسبقا، فأنا أدون تجاربي في المنتجات والخدمات، ومن هنا أصبحت الكثير من الشركات والمؤسسات تطلب التعاون معي في أعمال تسويقية، لذلك إرتأيت أن تكون التعاملات مع الشركات الكبيرة ضمن إطار رسمي موثق وذلك حفاظا للحقوق لكلا الطرفين. أما بالنسبة للخطط التي أتبعها، فهي نوعا ما تختلف من جهة لأخرى على حسب متطلبات الجهة الأخرى، البعض قد يتشابه والبعض قد يختلف. عموما يقوم عملي على مشاركة تجاربي في المنتجات والخدمات والتدوين عنها في الإنستغرام، هذا بالإضافة لتغطية الفعاليات ونشر ما هو جديد أول بأول. كما أن حسابي @Halima.AlAbdulSalam هو أول حساب عماني يختص في تقييم المطاعم والأفلام تحت هاشتاق #Halima_Dineout و#Halima_Movies بالإضافة للمسابقات الدورية التي أقوم بها والتي شاركت برعايتها كثير من المؤسسات المعروفة محليا.

المصداقية والثقة
لازال البعض يتخوف من القيام بأية عمليات شراء عبر وسائل التواصل خشية الوقوع في فخ الاحتيال أو خوفا من شراء منتج ردئ وخاصة مع عشرات الاخبار التي تتحدث عن مثل هذه القصص التي يتعرض لها البعض، فكيف تعمل حليمة على بناء ثقة متابعيها بها ؟ تقول:" نشاطي عبر وسائل التواصل لا أقوم به بدافع الشهرة أو جمع المتابعين وزيادة عددهم، فمن يعرف حليمة قبل ظهور الإنستغرام، يعرف إن هذه الأمور هي شغفي، فأنا أعشق السينما وأستطيع زيارتها يوميا، كما أنني أحب كثيرا تجربة المطاعم الجديدة. و قبل ظهور الإنستغرام كنت أشارك معارفي على نطاق ضيق هذه الأمور عن طريق الواتساب والإيميلات والبلاك بيري، وبعد ظهور الإنستغرام، كنت في البداية أطرحها كيومياتي ومن ثم طورتها بطريقة تكون مفيدة أكثر للمتابعين وأستمتع بها كثيرا لأنني أفعل ما أحب.
وتضيف حليمة : "أعتقد أن هناك جملة من الامور التي تلعب دورا في نجاح التسويق الالكتروني والتي يأتي على رأسها المصداقية فأنا حليمة، من المستحيلات أن أروج عن شيء، لم أقم بتجربته بنفسي وإن كان ذلك مقابل مبلغ مالي ضخم. فمن المهم جدا بالنسبة لي أن أكون صادقة مع من يتابعونني لأنني بنيت ثقتهم بي، ولن أهدمها بأي مقابل".
وعن مدى اعتمادها على التسوق الإلكتروني في حياتها اليومية تقول حليمة :" بصدق لست من الذين يتسوقون كثيرا من الإنترنت، فأنا لازلت نوعا ما أفضل الطرق التقليدية في البيع والشراء، وأحب أن أجرب الشيء قبل شرائه. لكن هناك أمور معينة قد ألجأ لشرائها عبر الانترنت ومنها تذاكر السفر، والسينما، أو حجوزات الفنادق.

هوس الفولورز
يتفاخر نشطاء العالم الافتراضي بأعداد المتابعين لهم ويبذل بعضهم جهودا مادية ومعنوية لزيادة هذا العدد والتفاخر أمام أصدقاء الواقع الافتراضي فهل أصاب حليمة هذا الهوس أيضا وما رأيها به . تقول: "هذا صحيح، أعتقد أن المرض الافتراضي الذي يصيب أغلب مستخدمي الإنستغرام هو الهوس في تجميع الفولورز (المتابعين) حتى وإن إضطروا إلى شرائهم ليوهموا الناس بأنهم أشخاص ذو شعبية كبيرة. أقول أن حليمة ليست من هذا النوع وما يهمني بالدرجة الاولى هو جودة المتابعين ومدى تواصلهم معي وليس عددهم.
وتتابع: "أحب ان أنوه إلى مشكلة أخرى تصيب رواد مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرين وهي الغرور الذي يصيب البعض، فالبعض منهم ما أن يزيد عدد متابعيه، يبدأ بالغرور والتعالي على متابعيه، فلا يرد عليهم أو على إستفساراتهم، ولا يخصص ولو جزء بسيط منه يومه للتواصل معهم وهذا خطأ كبير يؤثر على المصداقية مع مرور الوقت ".

متى يصبح إدمانا
تخصص حليمة خمسة ساعات يوميا من وقتها لتصفح الانترنت والقيام بعملها ومتابعة متتبعيها عبر وسائل التواصل وبشكل خاص الانستغرام ورفدهم بالجديد يوميا . وهذا وقت مناسب باعتبار أن بعضا منه هو عمل بحد ذاته وليس فقط تسلية ، وتقول حليمة أن الكثيرين ينزلقون إلى الإدمان على تصفح وسائل التواصل وهذا خطأ ولا يفيد أحدا وعن ذلك تقول: "عندما يكون شغلك الشاغل هو قضاء أغلب وقتك في التنقل بين وسائل التواصل المختلفة وترك أشغالك المهمة وتضييع وقتك دون هدف يذكر فإنك تكون قد وصلت مرحلة الإدمان وعليك الحذر.
وعن نصيحتها للشباب ورؤيتها للمستقبل من منظور الشباب تقول: "لا أحد ينكر أهمية ومكانة وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في عالمنا ولاحقا في المستقبل ولكنني أقول دائما أن صديق حقيقي واحد في العالم الحقيقي أفضل بمائة مرة من صديق على موقع التواصل الاجتماعي لذلك لا تتركوا العالم الافتراضي يأخذكم من التواصل الحقيقي مع الناس وبينهم .
وبالنسبة للمستقبل وكيف أراه كشابة عمانية فإنني أتوقع تطورا مستمرا لمواقع التواصل الاجتماعي التي سيستمر القائمون عليها في إدهاشنا في إنتاجهم للتطبيقات التي تواكب احتياجات المستخدمين والسوق محليا و عالميا، و على المستخدمين أن يكونوا دوما على إطلاع لمواكبة التغيرات السريعة و تثقيف نفسهم وإستغلال هذه التحديثات لتطويرحياتهم و إستخدامها بالطرق السليمة التي تعود بالفائدة علينا جميعا.
أتمنى شخصيا أن أستمر بتقديم كل ما هو جديد ومفيد للمتابعين و أن أمثل بلدي كمدونة عمانية بطريقة مشرفة خليجيا و دوليا.