ساعة واحدة للأرض

مزاج الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٠١:٠٥ ص

مسقط –
178 بلداً وملايين الأشخاص انضموا قبل أيام إلى مبادرة ساعة الأرض في نسختها العاشرة، لتغرق مواقع شهيرة وأيقونات معمارية بالظلام لمدة ساعة واحدة حسب التوقيت المحلي لكل بلد، في عُمان أيضاً أطفأت المجمعات التجارية والشركات الكبرى إضافة إلى المرافق السياحية والثقافية مثل دار الأوبرا السلطانية أضواءها الخارجية معلنة عن مشاركتها العالم في تحركه البيئي والمناخي الأبرز.

أثناء متابعتنا للنقاش العام الذي يدور كل ســنة حول هذه المبادرة، لاحظنا بعض التقييمــات الســلبية للخطوة انطلاقاً من قناعة مطلقيها بأن العالم بحاجة إلى أكثر من ساعة للاهتمام بمستقبل الكوكب الأم، هؤلاء قاموا ببعض الحسابات ووجدوا أن ما يتم توفيره من الطاقة خلال هذه الساعة سنوياً لا يشكل شيئاً على مستوى ما نحتاجه بالفعل، لا أعرف ما الذي دفع بهؤلاء إلى محاولة تقييم المبادرة وكأن هدفها الأساسي ترشيد الاستهلاك وليس دق ناقوس الخطر وتوعية العالم بحجم الكارثة المحدقة والتي تضع كوكبنا على حافة الانهيار نتيجة الاستخدام غير المسؤول للمصادر الحيوية، ربما يعود السبب لخلل في إيصال الرسالة أو ربما لأسباب أخرى نجهلها، لا نعرف، إلا أن الثابت في الأمر أن الفكرة لم تصل بعد، والدليل هو عدم انتشارها فعلياً بين الأفراد، وبقاؤها حبيسة الشركات والمؤسسات التي اتخذت منها مادة دعائية لا أكثر ولا أقل، لا اعتراض بالطبع، فالمشاركة هي الهدف بغض النظر عن النيات، إلا أن الموضوع الأهم هو الإجابة عن السؤال كيف يمكننا إقناع الأفراد داخل المنازل بالانضمام إلى هذه المبادرة العالمية أسوة بنظرائهم في دول أخرى، مشاركة تنطلق من رغبة في الفعل وليس الاستعراض، هذا هو مربط الفرس كما يقولون وهذا ما يجب على القائمين على هذه المبادرة التركيز عليه في السنوات المقبلة فالأرض تحتاج بالفعل إلى الجميع والوسيلة الوحيدة لإشراكهم هي إقناعهم بجدوى ما يفعلون وهذه مهمة كبرى ليس من السهل إنجازها وتتطلب الكثير من المثابرة والجهد.
تحية للقائمين على ساعة الأرض، وتحية لمن شارك في نسختها الأخيرة، والتحية الكبرى هي لمن سيشارك في العام المقبل للمرة الأولى.