تقنية تلقيح للنخيل بدلا من «التنبيت» التقليدي

بلادنا الثلاثاء ٠٥/مارس/٢٠١٩ ٠٩:١١ ص
تقنية تلقيح للنخيل بدلا من «التنبيت» التقليدي

مسقط-
تلقى تقنية «التنبيت» بمعلق حبوب اللقاح في تلقيح أشجار النخيل -إحدى أهم العمليات الزراعية التي تجرى لنخيل التمر- إقبالا متزايدا خلال الفترة الحالية نظرا لتميزها بالعديد من المزايا، وقد نجح العديد من أصحاب المزارع في السلطنة في تطبيق هذه التقنية لتلقيح أشجار النخيل؛ حيث تتسم التقنية بالسرعة والإتقان لرفع إنتاجية النخلة وتحسين جودة الثمار ورفع المردود الاقتصادي لهم. وتعتبر عملية التلقيح (التنبيت) إحدى أهم العمليات الزراعية التي تجرى لنخيل التمر والتي تتوقف عليها كمية ونوعية المحصول وعادة ما تتم بالطريقة التقليدية اليدوية عن طريق الصعود لرأس النخلة ووضع عدد محدد من شماريخ الأزهار المذكرة بصورة مقلوبة في الجزء العلوي من النورات الانثوية.

ويقول مدير مركز بحوث النخيل بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية د.يوسف بن محمد الرئيسي بأن العملية التقليدية تتطلب الكثير من الوقت والجهد حيث تحتاج كل نخلة إلى فترة زمنية تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة اعتمادا على غزارة الصنف وارتفاع النخلة، إضافة إلى كلفتها العالية حيث تقدّر الكلفة بريال عماني واحد لكل نخلة، كما أن أسعار أغاريض اللقاح مرتفعة حيث يتفاوت سعرها وفق آلية العرض والطلب فقد يبلغ سعرها من 2-3 ريالات في حين أنها قد تصل إلى 20-30 ريالا في حالة ندرة المعروض للقيام بعملية تنبيت الأصناف المبكرة التي تتميز بها السلطنة. وعليه فقد تمّ في قسم بحوث بستنة النخيل بمركز بحوث النخيل ابتكار تقنية الرش بالمعلق السائل ليكون بديلا سهلا ويسيرا من حيث الكلفة وسهولة وسرعة التنفيذ حيث لا تحتاج النخلة إلى أكثر من دقيقة إلى دقيقتين كل مرة وقد خضعت هذه التقنية للعديد من الدراسات منذ العام 2004م وقد أثبتت جدواها في تحقيق نسب عقد مماثلة للتلقيح التقليدي.
وأضاف د.يوسف الرئيسي قائلا: إن هذه التقنية لا تلغي الأسلوب التقليدي في التلقيح ولكنها توفر بديلا مناسبا خاصة للمزارع الإنتاجية الكبيرة التي يصعب إتمام عملية تلقيح الأشجار فيها في الوقت المناسب نظرا لقصر فترة التلقيح وعدم توفر حبوب اللقاح في الوقت المناسب إضافة إلى الكلفة العالية التي تزداد مع ازدياد أعداد الأشجار في المزرعة.
وقال: بناءً على هذا النجاح الذي حققته السلطنة، فقد قام مشروع تطوير نظم مستدامة لإنتاج نخيل التمر في دول مجلس التعاون الخليجي بتبنّي هذه التقنية ونشرها في جميع دول المجلس، وتلقى هذه التقنية حاليا رواجا محليا وعالميا حيث تم عرض نتائجها في العديد من المؤتمرات العالمية.