كلية الدفاع الوطني تختتم ندوة «الثورة الصناعية»

بلادنا الاثنين ٠٤/مارس/٢٠١٩ ٠٩:٢١ ص
كلية الدفاع الوطني تختتم ندوة «الثورة الصناعية»

مسقط-

اختُتمت صباح أمس بكلية الدفاع الوطني ندوة «الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل»، حيث تم استعراض محاور الندوة وما تمت مناقشته خلال مدة انعقادها من التحديات والنتائج والمبادرات والتوصيات التي توصّل إليها المشاركون في الدورة السادسة بالكلية بمشاركة المستشارين والخبراء والمختـــــصين من القطاعين العام والخاص ورواد الأعمال بعد أن تم استخدام أساليب علمية وطرق منهجية متنوعة من عمليات العصــــــف الذهني ومهارات الحوار والمناقشة والتحليل والاستنتاج في الندوة التي بدأت منذ الرابع والعشرين من فبراير الفائت.

وقد رعى حفل الختام وزير القوى العاملة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر البكري، بحضور الأمين العام بوزارة الدفاع معالي محمد بن ناصر الراســــــبي، ورئيس أركان قوات السلطان المسلحة الفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني، وآمــــــر كلية الدفاع الوطني اللواء الركن سالم بن مسلم قطن، وعـــــدد من المكرمين وأصـــــحاب السعادة، وعدد من كبــــــار الضبــــــاط بقوات السلطان المسلحة والجهات العسكرية والأمنية، وعدد من كبار المسؤولين بالقطــــاعين العام والخاص، والمختصين، وجـــمع من المدعوين، بالإضافة إلى الموجهين الإستــــــراتيجــــــيين بكلية الدفاع الوطني والمشاركين في الدورة السادسة.

بلورة الحلول والرؤى

بدأ حفل الختام بكلمة آمر كلية الدفاع الوطني قال فيها: «بفضل من الله تمكنت الكلية من تنفيذ ندوتها السنوية ضمن مقرر القضايا الإستراتيجية، وجاءت هذا العام بعنوان «الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل» وقد تزامنت الندوة مع التوجيهات السامية لمجلس الوزراء الموقر بتأسيس كيان يعنى بتشغــــــيل الباحثين عن عمل وتكون له صلاحيات للتعليم والتدريب والـتأهيل والتشغيل والإحلال، والعمل بشراكة مع القطاع العام والخاص، وقد أعطت التوجـــــيهات السامية زخما كبيرا للكلية، وتمكن المشاركون في الندوة من بلورة الحلول والرؤى في هذا الجانب، وخلال فعاليات الندوة صدر المرسوم السلطاني السامي رقم 22/ ‏2019م بإنشاء المركز الوطني للتشغيل، لذلك أعاد المشاركون التحليل وخرجوا بمبادرات تتوافق مع مهمات المركز، وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح، وأن تكون هذه الندوة مثمرة وتكون رافدا وتعين الجهات المعنية وذات العلاقة».

عرض مرئي

بعدها شاهد معالي الشيخ راعي المناسبة والحضور عرضا مرئيا عن حلقات النقاش ومحاور الندوة والتحديات والحلول والمبادرات، ثم قدم عدد من المشاركين في الدورة السادسة العرض الختامي للتوصيات والحلول المبتكرة التي توصلوا إليها من خلال التحليل والنقاش الهادف، حيث خرجت الندوة بحلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

وتأتي إقامة هذه الندوة ضمن برنامج الكلية السنوي لندوات القضايا الإستراتيجية وضمن منهاج ومقررات الكلية، وتتم فيها مناقشة عدد من القضايا الإستراتيجية الوطنية بمشاركة عدد من المستشارين والخبراء وذوي الاختصاص لإيجاد الحلول والمقترحات التي تخدم الموضوعات والقضايا الإستراتيجية ذات الشأن الوطني، وصياغة أفكار تحقق الأهداف المرجوة، وإعداد المبادرات ودراسة المؤشرات، وكذلك صياغة التوصيات القابلة للتنفيذ.

توصيات مهمة

وبهذه المناسبة أدلى معالي الشيخ وزير القوى العاملة راعي الحفل بتصريح للتوجيه المعنوي قال فيه: «نتوجه بالشكر الجزيل لكلية الدفاع الوطني على تبنّيها لندوة المشروع الإستراتيجي المهم حول الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل، حيث إن مستقبل العمل يمثل تحديا كبيرا لمختلف دول العالم بسبب التغيّرات الاقتصادية وأسواق العمل، والسلطنة كغيرها من دول العالم تعمل على استشراف مستقبل العمل من خلال مواءمة مخرجات التعلـــــيم واحتياجات أسواق العمل والتعاطي مع متطلبات المرحلة القادمة، وما قامت به كلية الدفاع الوطني من خلال الندوة وما استُعرض من محاور وبرامج يدل على أن الندوة أقيمت على نظام رصين بمشاركة جمــــــيع الجهات المعنية، ومن خلال التحليل العلمي تم التوصل إلى الكثير من التوصيات والتي بلا شـــك سوف تخدم جهات الاختـــــصاص والقائمـــين على التنمية الاقتصادية والتخطـــــيط الاستراتيجي وتطوير الكوادر البشرية، وتوصيات الندوة هي محل اهتمام ومتابعــــة وهي تأتي مع تكامل الجهود في الـــــدراسات والاستراتيـــــجيات التي تعمل على الدفع بعلمية التنمية والتطور ومواكبة المتغيرات على كافة الأصعدة والمستويات». وعـــبَّر والي رخيوت سعادة سيف بن أحمد الغريبي (مشارك بالدورة السادسة) قائلاً: «تم خلال الندوة مناقشــــــة أهمية معالجة موضوع الباحثــــــين عن عمل وذلك من خلال إيجاد السُبل الكفيلة باستـــــيعاب مخرجات التعليم في مختلف المستويات، حيث تطرق الجميع إلى ضرورة وجود شراكة حقيقية بين القطـــــاعين العام والخاص مما يؤدي إلى إيجاد حلول سريعة للباحثين عن عمل».

تكامل أوجه الندوة

وقال العقيد الركن مظلي عبدالله بن حمد الحارثي (مشارك): «تحقيقًا لرسالة وأهداف الكلية الدفاع الوطني في توحيد وتكامل وتنسيق الجهود الوطنية، وانطلاقًا من حرص الكلية للمساهمة الفاعلة في دراسة وتحليل القضايا الاستراتيجية والموضوعات التي تهم المجتمع العماني واستشراف اتجاهاتها المستقبلية، جاءت ندوة الكلية بعنوان (الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل)، معزّزةً لنتائج العديد من الندوات والدراسات والتقارير المتعلقة بالربط بين الثورة الصناعية الرابعة والرؤية لمستقبل العمل، وقد حرصت الكلية بتكامل أوجه الندوة بوضع محاور أساسية تخدم نتائج وتوصيات الندوة من خلال محور: مستقبل العمل ومحور السياسات والتشريعات ومحور التعليم والتدريب والتأهيل وجميع المحاور المذكورة ترتبط ارتباطا وثيقا بالتحليل مع استشراف الثورة الصناعية الرابعة».
كما قال العقيد الركن بحري خميس بن سعيد الفارسي (مشارك بالدورة السادسة): «تعد الثورة الصناعية الرابعة نقلة نوعية في مستقبل العمل القادم، كما تمثل تحديا للحكومات من خلال إيجاد بيئة أساسية قادرة على مواكبة التحول القادم للثورة الصناعية الرابعة، كما ناقشت الندوة أيضا الجوانب التشريعية والسياسات، إلى جانب مناقشة مستقبل العمل وجوانب التعليم والتدريب والتأهيل والتدابير المصاحبة لذلك والآليات المعدة لها». وقال المقدم الركن محمد بن وني الخميسي (مشارك بالدورة السادسة): «تأتي ندوة الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل ضمن منهاج كلية الدفاع الوطني حيث ان هذه الكلية تختار سنويا موضوعا إستراتيجيا يناقش الأمن الوطني، وقد ناقش المحور المخصص لنا سياسات التعليم التدريب والتأهيل وناقشنا التحديات والحلول، كما تعد هذه الندوة فرصة سانحة للالتقاء والتحاور والمناقشة مع نخبة من أبناء الوطن في مجالات التخطيط وصياغة الاستراتيجيات سواء على المستوى العسكري أو المدني أو القطاع الخاص».

الثورة الصناعية الرابعة

وعن الجانب الأكاديمي للندوة قال د.علي بن سعيد الريامي -الممثل الأكاديمي لجامعة السلطان قابوس بكلية الدفاع الوطني: «جاء عنوان الندوة تماشيا مع ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة؛ فالثورة الصناعية الرابعة تطرق الأبواب بقوة وبتأثير الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة وغيرها من المفردات المتداولة في الإعلام والجامعات ودوائر صنع القرار أضحت واقعا على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، الأمر الذي يتطلب استجابة واستعدادا على مختلف المستويات لمواكبتها والولوج إليها بوعي وتخطيط سليم وأمين للاستفادة منها والحد من تأثيراتها بما يحقق التنمية المستدامة وإيجاد فرص عمل مستقبلية للشباب».
وقالت جليلة بنت مطر البلوشية -طالبة دكتوراه بجامعة السلطان قابوس بعنوان (مفاهيم ومهارات الاقتصاد المعرفي في ظل الثورة الصناعية الرابعة): «تعد هذه المشاركة في هذه الندوة ناجحة بكل المقاييس، حيث تناقشنا مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين من كافة القطاعات لاستشراف متطلبات مستقبل العمل في السلطنة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، حيث خرجنا بمجموعة من الرؤى والتوصيات القابلة للتطبيق».
وقالت آن بنت سعيد الكندية -عضوة بالجمعية العمانية الاقتصادية: «كعادة كلية الدفاع الوطني في اشراك مؤسسات المجتمع المدني وباقي المؤسسات المختلفة ضمانا لاستيعاب مختلف وجهات النظر لإثراء النقاش المبني على منهجية علمية عبر استخلاص أهم مخرجات الدراسات والبحوث، وقد ناقشت الندوة معطيات الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل فيها، كما ناقـــــــشت الندوة التحديات التشريعية والتعليمية والهيكل الاقتصادي مما تسهم هذه النقاشات والحوارات في وضع رؤية إستراتيجية متكاملة ترفد صنّاع القرار».