الفيتو الروسي ينتظر مشروعا أمريكيا في مجلس الأمن حول فنزويلا

الحدث الخميس ٢٨/فبراير/٢٠١٩ ٠٤:٢٠ ص

نيويورك- أ ف ب

قال عضو في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الامن الدولي التصويت هذا الاسبوع على مشروع قرار يدعو للسماح بدخول المساعدات الانسانية الى فنزويلا. وقال إليوت أبرامز للصحفيين قبل اجتماع للمجلس بشأن الأزمة في فنزويلا «سيكون لدينا (تصويت) هذا الاسبوع على قرار سيدعو إلى إدخال المساعدات الانسانية إلى فنزويلا».

من جانبها، أيّدت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدعوة إلى إدخال المساعدات إلى فنزويلا، داعية إلى تنظيم انتخابات رئاسية لحل الأزمة السياسية في هذا البلد، وذلك قبيل بدء الاجتماع الذي طلبت الولايات المتحدة انعقاده. وقالت هذه الدول وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبولندا في بيان مشترك إنّ الانتخابات الرئاسية الأخيرة «تفتقر إلى الشرعية الديمقراطية»، داعية إلى «العودة إلى الديمقراطية من خلال إجراء انتخابات رئاسية حرّة وشفافة وذات مصداقية».
وأدانت هذه الدول العنف الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على حدود فنزويلا، داعية إلى «ضبط النفس وتجنّب استخدام القوة».
وأضاف البيان أنّه يتعيّن «السماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد»، مؤكّداً «الدعم الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية» بقيادة المعارض خوان جوايدو الذي عيّن نفسه رئيساً انتقالياً وحصل على تأييد حوالي خمسين بلداً، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا وأغلبية أعضاء الاتّحاد الأوروبي.
ويدعم نيكولاس مادورو عدد مماثل من البلدان، وفي طليعتها روسيا والصين.
وقتل أربعة أشخاص خلال نهاية الاسبوع على الحدود الفنزويلية خلال محاولة جوايدو تحدّي مادورو وإدخال المساعدات، وفي إطار التوتر حول منع إدخال المساعدات والمواجهة بين اطراف النزاع. وفي حين يحظى مادورو بتأييد الجيش، فرّ في الإجمال 326 عنصراً في القوات المسلحة الفنزويلية وانتقلوا إلى كولومبيا منذ السبت، وفق جهاز الهجرة الكولومبي. ومن المحتمل أن يواجه مشروع القرار الأمريكي بفيتو من جانب روسيا والصين اللتين تدعمان مادورو وتريان في موقف الولايات المتحدة تدخّلاً سافراً في الشؤون الداخلية لكراكاس.
ويجب أن تحظى قرارات مجلس الأمن الملزمة قانوناً بتسعة أصوات دون استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الأعضاء الخمسة الدائمين وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وسئل أبرامز عن احتمال استخدام روسيا حق الفيتو، فقال «أعتقد أنه سيكون من المخجل استخدام حقّ النقض ضد قرار يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية».
بالمقابل قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ ما يجري «استهزاء بالقانون الدستوري»، داعياً إلى احترام «سيادة» فنزويلا، ومتهماً واشنطن بأنها تريد «أن تطعم بالقوة» الشعب الفنزويلي وهو «تعذيب يمارس في جوانتانامو». وخلال الاجتماع الذي اتّسم بأجواء مشحونة بين الدول المؤيدة لمادورو وتلك المؤيدة لجوايدو تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهام باعتماد كل منهما «خطاب الحرب الباردة».
أما وزير الخارجية الفنزويلي خورخيه آريزا الذي رفع خلال الاجتماع صور متمرّدين مفترضين فاستنكر ما تعرضت له بلاده في نهاية الأسبوع الفائت من «انتهاك» لوحدة أراضيها.
وقال آريزا إن الشاحنات التي من المفترض أن تجلب مساعدات انسانية كانت تحتوي في الواقع معدات (مسامير، أسلاك شائكة ...) تستخدم لبناء حواجز، مؤكّداً أن «الانقلاب فشل». ومنذ مطلع فبراير الجاري يتنافس في أروقة مجلس الأمن مشروعا قرارين متعارضين بشأن فنزويلا، أحدهما أمريكي والآخر روسي.
ويدعو النص الأمريكي إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الدولية إلى فنزويلا وإجراء انتخابات رئاسية. غير أنّ هذا النص مهدّد بالاصطدام بفيتو روسي وربما أيضا بفيتو صيني، لا سيّما وأن بكين كررت في اجتماع مجلس الأمن معارضتها «التدخّل في الشؤون الداخلية» لفنزويلا.
بالمقابل يدين مشروع القرار الروسي التهديدات باستخدام القوة ضد كراكاس والتي تقف خلفها الولايات المتحدة.
من جهة ثانية، أعلن جوايدو من بوجوتا عزمه على العودة إلى كراكاس على الرغم من أنّه يواجه خطر الاعتقال لانتهاكه قراراً قضائياً يحظر عليه مغادرة فنزويلا. وقال جوايدو في مقابلة بثتها شبكة «إن تي إن 24» التلفزيونية إنّ «السجين لا يفيد أحداً، والأمر عينه بالنسبة إلى رئيس منفي. نحن في وضع غير مسبوق (...) وظيفتي وواجبي يمليان عليّ أن أكون في كراكاس على الرّغم من المخاطر، على الرّغم ممّا ينطوي عليه هذا الأمر».
وسافر جوايدو إلى بوجوتا حيث شارك الاثنين في اجتماع لمجموعة ليما التي تتألّف من 14 دولة (13 دولة أمريكية لاتينية وكندا) مناوئة جميعها للرئيس نيكولاس مادورو. وفي الاجتماع دعت مجموعة ليما إلى انتقال ديمقراطي في فنزويلا وأدانت «الوضع الإنساني الخطير» في هذا البلد، لكنها استبعدت خيار استخدام القوة الذي تطرحه واشنطن حليفة جوايدو.