انشقاقات صغيرة

الحدث الأربعاء ٢٧/فبراير/٢٠١٩ ٠٧:٤٣ ص
انشقاقات صغيرة

كاراكاس- أ ف ب

أعلنت أجهزة الهجرة الكولومبية أن أحد عشر عسكريا فنزويليا آخرين عبروا الحدود من بلدهم إلى كولومبيا ما يرفع إلى 167 عدد المنشقين عن الجيش الفنزويلي الذين انتقلوا إلى البلد المجاور.

وذكر صحفيون من وكالة فرانس برس في مدينة كوكوتا الحدودية أن خمسة جنود على الأقل يرتدي أحدهم لباسا مدنيا، عبروا جسر سيمون بوليفار الحدودي الذي يربط بين فنزويلا وكولومبيا. ويرافق اثنان منهم كلباهما المدربان على كشف المخدرات.
وقال أحدهم وصل برفقة عسكريين كولومبيين «نرفض الامتثال لحكومتنا».
ودخل 157 من هؤلاء العسكريين الـ167، إلى منطقة نورتي دي سانتاندر (شمال شرق فنزويلا) وكبرى مدنها كوكوتا، بينما مر عشرة بأراوكا جنوبا.
وأوضح مكتب الهجرة الكولومبي في بيان أن «عددا منهم وصلوا مع عائلاتهم خوفا من إجراءات انتقامية».
وكان زعيم المعارضة خوان جوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفزويلا واعترف به نحو خمسين بلدا، عرض العفو عن العسكريين الذين ينشقون عن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وسجل انشقاق أوائل العسكريين السبت عند إعلان جوايدو توجه المساعدة الإنسانية إلى فنزويلا.
لكن الشاحنات المحملة بهذه المواد الأساسية وتهدف إلى معالجة النقص الخطير في البلاد، اضطرت للعودة أدراجها في مواجهة إغلاق الحدود بأمر من حكومة مادورو، ما أدى إلى أعمال عنف.
وقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح مئات آخرون في صدامات على الحدود بين كولومبيا والبرازيل حيث تم تخزين جزء من المساعدة. وفي كولومبيا يمنح المنشقون وثيقة مؤقتة بانتظار دراسة ملفاتهم وأسباب انشقاقهم.

انتقال ديمقراطي
وطالبت مجموعة ليما المؤلّفة من دول مناوئة للرئيس نيكولاس مادورو الاثنين بانتقال ديمقراطي في فنزويلا ودانت «الوضع الإنساني الخطير» في هذا البلد، لكنها استبعدت استخدام القوة الذي تطرحه واشنطن حليفة زعيم المعارضة خوان جوايدو الذي يريد العودة إلى بلده.

وطالبت المجموعة التي تتألف من 14 دولة في بيان في ختام اجتماع حضره للمرة الأولى جوايدو للمرة الأولى، وكذلك نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في بوجوتا بانتقال ديمقراطي في فنزويلا «من دون استخدام القوة»، مطالبة مادورو من جديد «بالتنحي» عن السلطة.
وأعلنت المجموعة أنها «قرّرت اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لكي تأخذ في الاعتبار الوضع الإنساني الخطر في فنزويلا والعنف الإجرامي الذي يمارسه مادورو -بحسب بيانها- ضد السكان المدنيين ورفضه إدخال المساعدات الدوليّة».
وأضاف البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية الكولومبي كارلوس هولميس تروخيلو أنّ هذه الممارسات هي «أفعال تشكّل جريمة ضدّ الإنسانية».
وقبل الاجتماع اتفق نائب الرئيس الأمريكي وزعيم المعارضة الفنزويلية على استراتيجية لإحكام الطوق حول الرئيس مادورو. وأعلن بنس عن مزيد من العقوبات ضد فنزويلا ومساعدات بقيمة 56 مليون دولار للدول المجاورة لها لمواجهة تدفق الفارين من هذا البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة.

جوايدو يريد العودة
من جانب آخر اكد المعارض الذي توجه إلى كولومبيا على الرغم من أمر قضائي يمنعه من مغادرة البلاد، الاثنين أنه سيعود «هذا الأسبوع» إلى فنزويلا، بينما يتحدث حلفاؤه «تهديدات جدية وتتمتع بالصدقية» ضده. ورد مادورو في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الأمريكية تم بثها في اليوم نفسه، قائلا «يمكنه أن يذهب ويعود وسيواجه القضاء لأن القضاء يمنعه من مغادرة البلاد».

في المقابلة نفسها التي جرت باللغة الاسبانية، اتهم الرئيس الاشتراكي الولايات المتحدة بالسعي إلى إشعال حرب في أمريكا الجنوبية. كما اتهم مجموعة ليما بالعمل من اجل إقامة حكومة موازية.
وقال «انهم يحاولون فبركة أزمة لتبرير التصعيد السياسي وتدخل عسكري في فنزويلا لإشعال حرب في أمريكا الجنوبية». ووصف إدارة ترامب بأنها «حكومة متطرفة لـ(منظمة) كو كلوكس كلان» العنصرية، معتبرا أن واشنطن «تريد نفط فنزويلا (...) ومستعدة لخوض الحرب من أجل هذا النفط». من جهة أخرى، طلبت واشنطن اجتماعا جديدا لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا الثلاثاء، كما قال دبلوماسيون لم يحددوا ما إذا كان الهدف هو عرض مشروع قرار للتصويت عليه. ويعود آخر اجتماع لمجلس الأمن حول فنزويلا إلى 27 يناير عطلت روسيا والصين خلال مشروع إعلان اقترحته واشنطن.
وعقد اجتماع مجموعة ليما التي تضم 13 دولة أمريكية لاتينية وكندا، بعد أعمال العنف على الحدود الفنزويلية مع كولومبيا والبرازيل حيث ما زالت مكدسة المساعدة التي طلبها زعيم المعارضة في الشابع من فبراير.

إعادة الديمقراطية
أكد جوايدو (35 عاما) رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تهيمن عليه المعارضة، أنه «من المهم إعادة الديمقراطية إلى فنزويلا لأن الذين يغتصبون السلطة اليوم يهددون استقرار القارة». وأضاف أن «السماح باغتصاب السلطة سيشكل تهديدا لكل أمريكا». وحذر جوايدو من أن «إطلاق العنان» لمادورو «سيشكل تهديدا لأمريكا كلها». من جهته، أدان الرئيس الكولومبي إيفان دوكي «ديكتاتورية» مادورو ودعا إلى التضييق على الزعيم الاشتراكي بشكل «أقوى وأكثر فعالية». وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصف مادورو بأنه «أسوأ من أسوأ طاغية» وأكد أنه واثق من أن أيام مادورو في السلطة «معدودة».

عقوبات أمريكية

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات الاثنين على حكام أربع ولايات فنزويلية مؤيدة للرئيس لعرقلتهم إدخال شحنات الإغاثة. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن إن «محاولات نظام مادورو غير المشروعة لمنع المساعدات الدولية المخصصة للشعب الفنزويلي معيبة».
وأضاف في بيان أن «وزارة الخزانة تستهدف أربعة حكام ولايات مؤيدين للرئيس السابق مادورو لوقوفهم في طريق المساعدات الإنسانية في ظل الحاجة الكبيرة لها وإطالة أمد معاناة الشعب الفنزويلي».
وأكد منوتشن أن واشنطن «تدعم بشكل كامل» جوايدو وجهوده «للتعاطي مع الفساد المستشري وانتهاكات حقوق الإنسان والقمع العنيف الذي تحوّل إلى سمة مميزة لنظام مادورو غير الشرعي».
وتواجه فنزويلا أزمة إنسانية أعقبت سنوات من الركود والتضخم أدت إلى نقص في الاحتياجات الأساسية كالغذاء والدواء.
ويشير جوايدو إلى أن 300 ألف شخص يواجهون الموت في حال لم يتم إدخال هذه المساعدات بشكل عاجل. لكن مادورو يرفض السماح بإدخالها مشيرا إلى أنها ستشكل غطاء لاجتياح أمريكي.
وبموجب العقوبات، ستصادر واشنطن أي أملاك في الولايات المتحدة تابعة لحكام الولايات الأربع وتمنع أي جهة تستخدم النظام المالي الأمريكي من إجراء تعاملات تجارية معهم. وبين حكام الولايات المستهدفين عمر خوسيه برييتو فيرنانديز، الذي يحكم ولاية زوليا التي يتركز فيها الجزء الأكبر من قطاع صناعة النفط في البلاد وخورخي لويس جارسيا كارنيرو، حاكم ولاية فارجاس المحاذية لكراكاس وحيث يقع المطار الرئيسي.