خميس البلوشي
سيكون منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم امام اختبار قوي الثلاثاء القادم في ختام دوري المجموعات من التصفيات الاسيوية المزدوجة وذلك عندما يحل ضيفا على المنتخب الإيراني المتصدر في مباراة صعبة مطالبين فيها بالنقاط الثلاث فقط من اجل التشبث بالخيط الرفيع من الأمل المُعقّد للوصول الى المرحلة الاخيرة ضمن ال١٢ الكبار في القارة..
منتخبنا يصل ظهر اليوم الأحد الى طهران ويعلم لوبيز ومن معه بأنه يواجه المصنف الاسيوي الاول والفريق الذي يريد الفوز من اجل تأكيد صدارته واستحقاقه للبطاقة الاولى رسمياً.. ويعلم لوبيز ومرافقوه بأن المنتخب المضيف ليس بمنتخب جوام وأننا لم نستطع التغلب عليه في مسقط رغم أفضليتنا في الذهاب ويعلم اكثر واكثر ان هدفه الاول الذي اتفق عليه مع اتحاد الكرة قد يذهب ادراج الرياح ويكون الفشل الاول لو جاء بالتعادل او الخسارة لا قدر الله.. دعونا نتفق في البداية بأننا نتمنى كل الخير للمنتخب ولا نزايد على محبته غير أن المباراة صعبة جداً لاعتبارات كثيرة تتعلق بالمكان والزمان وقيمة المنافس والحالة التي يعيشها المنتخب في هذه الفترة ..ونحن هنا نواجه فريقاً ليس من السهل ابداً التغلب عليه في ملعبه وهو لم يخسر اية مباراة في هذه التصفيات..هي مباراة جاءت في نهاية المشوار ونحاول نحن اليوم في الوقت الضائع ان نجد فيها مخرجاً لطريق متعرج مشيناه بكل مكابرة وعناد وبكل انواع الاعذار والتبريرات ..في كل اربع سنوات نقع في نفس المطب ونفس الفلسفات والخطط العقيمة ونقول بأننا نبي فريقا للمستقبل ولدينا مدرب جديد والعمر يمضي والملايين تُصرف أو تٌهدر واللاعبون يكبرون والاحلام الكبيرة تصغر ..نعود الى التصفيات ونقول ان من شاهد منتخبنا في مباراة جوام الأسبوع الفائت لن يضع الكثير من الاحتمالات الإيجابية للمنتخب وسيصدق بان منتخبنا لا يقاتل من اجل التأهل ..صحيح أنها المهمة الاولى للمدرب ولبعض العناصر لكنها كانت مهمة غير شاقة ولا طعم لها ولم تكشف لنا التغيير الذي ننشده او التجديد الذي يتغنون به ..كانت مباراة بلا شكل او حتى ألوان باستثناء اننا سجلنا هدفاً يتيماً كفل لنا استمرار الأمل المعقد حتى مباراة الثلاثاء وحَفِظَ( الفوز) ماء وجه البعض الذين يترجون رحمة ربهم في الامتار الاخيرة ..نقولها بصراحة اذا لم يتغير المستوى والاداء الذي شاهدناه مع جوام فإننا سنقع في مشكلة كبيرة امام المنتخب الإيراني ..الان لا يهمنا مافات فنحن قد أضعنا الطريق منذ البداية ونحن من أوجدنا انفسنا في هذه الزاوية الضيقة والحرجة وعلينا ان نفكر إيجابيا في مباراة ايران التي كنا نعتقد بأننا سنصل اليها ونحن في أحسن حال ..المركز الاول في المجموعة اصبح مستحيلاً حتى لو كسبنا ايران نظرا لفارق الأهداف الكبير ولكن علينا ان نفكر في الفوز والنقاط الثلاث لنصل الى النقطة ١١( بعد خصم ست نقاط من امام الهند) ومن ثم علينا انتظار نتائج المجموعات الثمان الاخرى لنرى حظوظنا في احد المقاعد الأربعة المخصصة لأصحاب المركز الثاني يعني نقولها بصريح العبارة اخدم نفسك اولاً قبل ان تنتظر خدمات الاخرين وكرة القدم فيها الكثير من الاحتمالات التي قد تكون لمصلحتك ..على الورق لازلنا نملك الأمل اليسير لكن على الواقع الامر بالفعل عسير..لا نريد أن نفرش الطريق وروداً ونكون مفرطين في التفاؤل.. ولا نريد أن نفرش الطريق شوكاً ونكون مبالغين في التشاؤم علينا فقط آن نكون اكثر واقعية ونُسلِم بأن الوضع صعب لكنه غير مستحيل ..وان الوضع لا يستحمل اية اعذار..ولا نريد أن نقول ومع كل أسف ان الوضع ايها الأعزاء عبارة عن حلم قديم يتجدد دون أن ننهض من سباتنا العميق جداً..ننتظر الثلاثاء لعل القادم أجمل .