حلقة عمل حول أنظمة الإنذار المبكر

بلادنا الأربعاء ٢٧/فبراير/٢٠١٩ ٠٦:٥٩ ص
حلقة عمل حول أنظمة الإنذار المبكر

مسقط -
نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز رصد الزلازل أمس الثلاثاء، حلقة عمل دولية حول المخاطر الطبيعية وأنظمة الإنذار المبكر بالتعاون مع الايسيسكو، وذلك في قاعة المحاضرات بكلية الحقوق، برعاية أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم سعادة محمد بن سليّم اليعقوبي، وبلغ عدد المشاركين في الحلقة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام أكثر من خمسين مشاركا من الدول الأعضاء في الايسيسكو. وتهدف الحلقة التدريبية إلى توفير فرصة زيادة الوعي حول المخاطر الطبيعية والحد من مخاطر الكوارث لأصحاب الشأن الرئيسيين الذين لديهم معرفة بشأن إدارة الكوارث. كذلك ستكون فرصة لتبادل الخبرات والدروس من خلال الجمع بين خبراء الحد من مخاطر الكوارث من الدول الأعضاء في الايسيسكو.

تجارب متنوعة

وقدم المشاركون في حلقة العمل التدريبية من البلدان المشاركة تجارب بلدانهم، لاسيما فيما يتعلق بالجهود المبذولة في مجال الحد من مخاطر الكوارث وإدارة مخاطر الكوارث، ونقل المعرفة واستخدام التكنولوجيات الجديدة للحد من مخاطر الكوارث. في حفل افتتاح الحلقة قالت نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د.رحمة بنت إبراهيم المحروقية: إن الموقع المميز للسلطنة على الركن الجنوبي الشرقي من الصفيحة العربية، بإطلالته على ثلاثة بحار وخليجين، يجعلها عرضة لمجموعة متنوعة من المخاطر الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل وأمواج التسونامي وغيرها على مر السنين. في العقدين الأخيرين، ضربت ثلاثة أعاصير وهي جونو، وفيت، ومكونو شواطئ السلطنة، ما ألحق بها دمارًا وأضرارًا كبيرة. إضافة إلى ذلك، تشير الإعدادات السيزموتكتونية في السلطنة إلى احتمال وقوع الزلازل المعتدلة من مصادر عديدة قريبة، ومن المرجح أن تحدث زلازل كبيرة في منطقة الاندساس في مكران، ما يؤدي إلى احتمال حدوث موجات تسونامي ذات تأثيرات خطيرة على الشواطئ العمانية.
وأضافت د.رحمة: لا يقتصر أثر الأعاصير والزلازل وأمواج تسونامي على الخسائر المباشرة، مثل الخسائر في الأرواح، وفقدان المباني، وانقطاع الأعمال فحسب، بل تنتج عن هذه المخاطر أيضا خسائر غير مباشرة، إذ تتسبب في نقص في الإمدادات، وانخفاض الطلب في مختلف القطاعات الاقتصادية. لذلك، تعد أنظمة مراقبة المخاطر الطبيعية والإنذار المبكر من العناصر الأساسية للحد من مخاطر الكوارث والإعداد لها. وجاءت أهمية هذه الحلقة بعد أن أصبحت الكوارث الطبيعية أكثر عنفا وتكرارا في جميع أنحاء العالم بسبب تزايد السكان والتغيرات البيئية. ففي الماضي القريب ازدادت هذه المخاطر من حيث العدد والتردد والتعقيد. كما أصبح مستوى التدمير أكثر حدة مع المزيد من الوفيات بين البشر والحيوانات، وفقدان سبل العيش، وتدمير البنية الأساسية وغيرها من الآثار، مع تأثيرات مدمرة أكثر، حيث تمثل الفيضانات والزلازل والأعاصير والجفاف والأخطار الطبيعية الأخرى تحديات رئيسية تعيق النمو والاستقرار المستدامين للبلدان.

تطوير أنظمة الإنذار المبكر

يعد إنشاء نظام إنذار مبكر (EWS) خطوة أولية وأمرا مهما للغاية، وهو مكون أساسي لا غنى عنه للخفض الفعال لمخاطر الكوارث والقدرة على التأقلم. إن تطوير نظام الإنذار المبكر هذا أمر ضروري للبلدان وصانعي القرار من أجل الحصول على المعلومات ذات الصلة وفي الوقت المناسب بطريقة منتظمة قبل وقوع الكارثة من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة. ففي العام 2015، أطلقت السلطنة نظامها الوطني للإنذار المبكر بالأخطار المتعددة في مسقط، تم تصميم هذا النظام، الذي تم تنفيذه بدعم فني من اللجنة الأوشيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو، للتصدي للأخطار الطبيعية، بما في ذلك أمواج تسونامي والأعاصير والفيضانات.