زعيم في القطار

الحدث الثلاثاء ٢٦/فبراير/٢٠١٩ ٠٤:٥٥ ص
زعيم في القطار

هانوي (فيتنام)- أ ف ب

عبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون، الأحد، الصين على متن قطار مصفّح، فيما تتواصل التحضيرات المكثّفة لقمّته المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي غدا الأربعاء وبعد غد الخميس على وقع تحضير بيونج يانج لاحتمال وصول المحادثات إلى طريق مسدود.

وشوهد ممثّل بيونج يانج الخاص للولايات المتحدة كيم هيوك شول الأحد في فندق في العاصمة الفيتنامية، حيث سيُجري محادثات مع نظيره الأمريكي ستيفن بيجون، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء.
ووصلت طائرة إلى هانوي الأحد وعلى متنها بقية أعضاء الوفد الكوري الشمالي، كما أظهرت صور نشرها الإعلام الفيتنامي.
ويرافق الزعيم الكوري الشمالي مساعده الرئيسي كيم يونج-تشول الذي التقى ترامب في البيت الأبيض الشهر الفائت وعدد من الشخصيات البارزة، بالإضافة إلى شقيقته ومستشارته كيم يو-جونج ومعاونين آخرين قريبين منه، بحسب الوكالة الكورية الشمالية للأنباء.
وتتناول اللقاءات التحضيرية لهذه القمة الثانية بين ترامب وكيم برنامج اللقاء. واتّفق الزعيمان في قمتهما السابقة في 12 يونيو 2018 في سنغافورة على خطة مبهمة لنزع «السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية».
لكنّ ستيفن بيجون اعترف الشهر الفائت بأن الأمريكيين والكوريين الشماليين لن ينجحوا في الاتفاق على معنى «نزع السلاح النووي». وفي سلسلة تغريدات عشية توجّهه إلى قمة تعقد هذا الأسبوع في هانوي، أشاد ترامب بالصين وروسيا لتشديدهما العقوبات على كوريا الشمالية، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّه يرتبط بـ«علاقة عظيمة مع الزعيم كيم».
وأضاف «الزعيم كيم يدرك، وربما أفضل من أي شخص آخر، أنه بدون الأسلحة النووية، يمكن لبلاده أن تصبح وبسرعة واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى في أي مكان من العالم بسبب موقعها وشعبها (وهو)، كما أنها تمتلك مقومات للنمو السريع أكثر من أي دولة أخرى».

مناسبة تاريخية
وفي تعليق قوي الأحد، دعت وكالة كوريا الشمالية للأنباء واشنطن إلى استغلال «الفرصة التاريخية النادرة»، في ردّ على الشكوك التي عبرت عنها الولايات المتحدة بشأن غياب التقدم بعد قمة سنغافورة وبشأن النوايا الحقيقية لبيونج يانج حول التخلص من ترسانتها النووية.

وقالت الوكالة الكورية الشمالية «على الإدارة الأمريكية ألا تنسى دروس العام الفائت حينما أغرقت المحادثات الثنائية بحالة من الجمود دفعت إليها القوى المعارضة (للاتفاق)».
وأضافت «إذا انتهت المفاوضات المقبلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بدون نتيجة، كما تريد تلك القوى، فإن الشعب الأمريكي لن يتخلّص أبداً من التهديدات على أمنه».
في الأثناء، يواصل كيم جونج أون سفره الطويل لمسافة 4 آلاف كيلومتر باتجاه فيتنام، والذي قد يدوم 60 ساعة. ولا تتجاوز سرعة القطار المصفّح 60 كلم بالساعة.
وأكّدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الزعيم الكوري الشمالي غادر السبت بيونج يانج. وبعد ذلك بساعات، تجاوز موكب كيم الجسر الذي يصل كوريا الشمالية بمدينة داندونج الصينية، بحسب وكالة يونهاب وموقع كاي نيوز.
وطلب فجأة من نزلاء فندق قبالة الجسر أن يغادروا الجمعة وتم إبلاغهم بانه سيتم إغلاقه لاجراء تحديثات.
وذكرت مصادر فيتنامية الجمعة أنّ قطار كيم سيتوقف في محطة القطارات في دونجدانج قرب الحدود الصينية وسيواصل طريقه بالسيارة إلى هانوي التي تبعد 170 كلم.
وتم نشر جنود في محطة دونجدانج السبت وعلى طول الطريق المؤدي إلى هانوي، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس الذين شاهدوا العديد من الآليات العسكرية ومعدّات الاتصال في المنطقة.
وأعلنت السلطات الفيتنامية إغلاق جزء من طريق بطول 170 كيلومترا من الساعة 06:00 إلى الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي، ممّا يوحي بأنّ كيم سيسلك هذا الطريق السريع المزدحم عادة.
وقالت وزارة الخارجية الفيتنامية إن كيم سيجري زيارة رسمية لفيتنام «في الأيام المقبلة»، بدون تحديد موعد محدد.
وفي طريق العودة، يمكن للزعيم الكوري الشمالي أن يأخذ القطار بهدف التوقف في بكين للحديث مع الرئيس الصيني شي جينبينج بشأن مضمون لقائه مع ترامب.
لكن في بكين، لم تلاحظ أية إجراءات أمنية غير اعتيادية، ما قد يشير إلى أنه قد لا يتوقف هناك في طريق عودته.
على خطى جدّه
وفي المرة الأولى التي التقى فيها ترامب، سافر كيم إلى سنغافورة على متن طائرة صينية وزار الصين بعدها بأسبوع للقاء شي. ورأى جيونج يونج تاي الباحث في معهد الدراسات حول كوريا الشمالية في سيول أن اختيار كيم السفر بالقطار هذه المرة يسمح للقائد الكوري الشمالي بالإشارة إلى «استقلاليته» عن بكين.

ويرى جاستن هيستنجز -أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيدني- أن «الصين تريد أن تتقدم كوريا الشمالية في مسألة نزع سلاحها النووي، بنفس المستوى الذي تريده الدول الأخرى». وبعد تراجعها على خلفية اختبارات نووية كورية شمالية، تحسّنت العلاقات بشكل كبير بين بكين وبيونج يانج العام الفائت، بعدما أعلنت الأخيرة عن وقف تلك الاختبارات. وتطالب الصين، الحليفة الوحيدة لبيونج يانج، برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تثقل كوريا الشمالية، مع دعوتها في الوقت نفسه للنزع الكامل للأسلحة النووية من البلاد.
والسفر بالقطار تقليد عائلي متوارث عن مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونج، جدّ كيم جونج أون الذي سافر والده إلى روسيا بالقطار في 2001.
وقال البروفسور كوه يوهوان في جامعة دونجوك في سيول إن السفر بالقطار «رسالة قوية إلى الكوريين الشماليين بأن كيم جونج أون قد ورث صفات جده الحميدة، وأن سلالة كيم أقوى من أي وقت مضى».