بارك سانج - هاك رمز الحرب الدعائية في شبه الجزيرة الكورية

الحدث الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٧ ص

سول -
أطلق ناشطون كوريون جنوبيون أمس السبت عشرات آلاف المنشورات التي تهاجم نظام بيونج يانج، في مبادرة من شأنها أن تزيد في حدة التوترات المتفاقمة أصلا في شبه الجزيرة.

وهؤلاء الناشطون الذين انضم إليهم العديد من الكوريين الشماليين المنشقين اعتادوا منذ سنوات على إرسال منشورات بواسطة بالونات. وهذه الوسيلة الدعائية التي تلجأ إليها أيضا بيونج يانج تثير الغضب على أعلى مستوى في كوريا الشمالية.
وقد أرسل بارك سانج-هاك -وهو منشق كوري شمالي أصبح ناشطا- وأصدقاؤه 50 ألف منشور بواسطة ثلاثة بالونات كبيرة من أرض تقع قرب مدينة باجو بالقرب من الحدود الكورية الشمالية، لمناسبة ذكرى نسف زورق القتال الكوري الجنوبي شيونان في 2010 ما أدى إلى مقتل 46 بحاراً كورياً جنوبياً. واتهمت سيول آنذاك بيونج يانج بتلك المأساة وقطعت تجارتها واستثماراتها مع كوريا الشمالية.

ملايين المنشورات

وقد ربط بأحد البالونات الثلاثة التي أطلقها الناشطون لافتة كبيرة تحمل صورة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مبتسما، على خلفية صاروخ يجري تركيبه مع شعار «أمطروا المجنون النووي كيم جونج أون بوابل من النيران». وأكد بارك للصحفيين قائلاً: «ننوي إطلاق 10 ملايين منشور في الإجمال إلى الشمال في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لإدانة التجارب النووية الكورية الشمالية».
وفي أكتوبر 2014 أطلق عناصر من حرس الحدود الكوريين الشماليين النار على بالونات كورية جنوبية ما تسبب بتبادل إطلاق نار بين جهتي الحدود. وسيواجه بارك والناشطون الآخرون احتجاجات السكان والتجار الذين يعيشون قرب الحدود والقلقين من العواقب المحتملة لهذه المبادرة على لقمة عيشهم. ومنذ التجربة النووية الرابعة التي أجرتها كوريا الشمالية في السادس من ‏يناير تدهور الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وهدد كيم جونج أون بالقيام بتجارب نووية جديدة وبإطلاق صواريخ رداً على المناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
في أكتوبر الفائت نشر مئات من رجال الشرطة الكورية الجنوبية على الحدود مع الشمال الكوري قبل قيام ناشطين بإلقاء منشورات دعائية تنتقد حكومة بيونج يانج، التي أطلقت تهديدات بالرد بعنف إذا جرى هذا التحرك. وجاء نشر حوالى 300 شرطي بعدما أعلن ناشطون أنهم ينوون إلقاء منشوراتهم السياسية على حديقة في مدينة باجو الحدودية التي تبعد نحو أربعين كيلومترا شمال سيول. ونوى الناشطون إطلاق بالونات تحمل نحو أربعين ألف بيانا تنتقد حكومة الشمال، عبر الحدود بين البلدين. وبالقرب من الحديقة، أغلق نحو عشرين شخصا طريقا بجرارين وهم يرفعون لافتة كتب عليها «أوقفوا إلقاء المنشورات المناهضة لكوريا الشمالية إنها تضر بحياتنا». وكتب على لافتة أخرى وضعت في أعلى شجرة «سنصبح ضحايا قصف إذا ألقيتم المنشورات». وأكد سكان باجو أن تهديدات كوريا الشمالية برد عسكري جدية مشيرين إلى أن الناشطين يعرضون بذلك حياتهم للخطر. وعلى الرغم من تأكيد سيول أن الناشطين يتمتعون بحقهم الديموقراطي في إلقاء هذه المنشورات، قالت الشرطة إنها يمكن أن تتدخل لمنع وقوع صدامات بين الناشطين والسكان المحليين. وكتبت صحيفة رودونج سينمون الكورية الشمالية الرسمية في تعليق اليوم السبت أنه «إذا جرى تحرك لإلقاء منشورات تمس بكرامتنا ونظامنا في كوريا الجنوبية، فإن نتائجه ستكون خطيرة جدا».

بيونج يانج تهدد

وتوعدت كوريا الشمالية أكثر من مرة باللجوء إلى المزيد من التدابير العسكرية ضد المنشورات الدعائية التي ينشرها نشطاء من كوريا الجنوبية، قائلة إن هذه الحملة تهدد بوضع العلاقات بين الكوريتين في حالة «غير قابلة للتعافي». وانتقدت لجنة إعادة التوحيد السلمي لأرض الآباء في بيونج يانج -في بيان أصدرته اليوم ونقلته وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية- حكومة سول بشدة لعدم قيامها بأي فعل يذكر لإيقاف نشر هذه المنشورات. وبالإشارة إلى إطلاق النار الأخير على بالونات محملة بمنشورات أطلقها نشطاء كوريون جنوبيون، سقطت بعض الأعيرة النارية في أعقابه على الجانب الكوري الجنوبي من الحدود، قالت اللجنة إن «إطلاق هذه المنشورات، كما تبين في واقعة حديثة، هو عمل خطير للغاية يمكن أن يؤدى إلى اندلاع حرب، فضلا عن فشل العلاقات بين الشمال والجنوب». وزعمت اللجنة أنه من الطبيعي لكوريا الشمالية أن «تتخذ تدابير عسكرية مضادة صارمة ضد نشر هذه المنشورات، والذي يعد أحد الأعمال العدائية الحربية بموجب القانون الدولي»، كما اتهمت سلطات الجنوب باللجوء إلى عذر غير نزيه بقولها أنها لا تملك الوسائل القانونية التي تخولها منع مثل هذه الحملات المدنية. وجاء بيان بيونج يانج الأخير بعد ساعات من تأكيد الحكومة الكورية الجنوبية مجددا أنها غير قادرة قانونيا على اتخاذ أية خطوة لمنع حملة إطلاق هذه المنشورات بالقوة.