اوروبا لاتزال تحت صدمة " بروكسل "

الحدث الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٦ ص
اوروبا لاتزال تحت صدمة " بروكسل "

برلين – عواصم – ش – وكالات

أعرب وزير العدل الألماني هايكو ماس عن اعتقاده بأن من غير المستبعد وقوع هجمات إرهابية في بلاده على غرار هجمات بروكسل.
وفي تصريحات لصحيفة "ساربروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة امس السبت، قال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي:" لا ينبغي أن نكتفي بافتراض أن الإرهاب الدولي وضع دائرة دائمة حول ألمانيا".
وتابع ماس أن ألمانيا تعتبر منذ فترة طويلة هدفا محتملا لهجوم إرهابي " لكن سلطات الأمن لدينا ستفعل كل ما في قدرتها لمنع هذه الهجمات وحماية الناس في ألمانيا بأفضل طريقة ممكنة".
ونصح ماس الألمان بألا يقعوا فريسة للذعر" فلو وقفنا متسمرين في خوف وذعر، فعندئذ سيكون الإرهابيون قد حققوا هدفهم".
من جهة اخرى طالب كلاوس بويلون رئيس مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية بتشديد العقوبات على منفذي هجمات على أطقم الإنقاذ وقوات المطافئ وعاملي إغاثة اللاجئين.
تأتي هذه المطالبة في ظل تنامي هذا النوع من الهجمات.
وقال بويلون المنتمي إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي إنه عازم على القيام بمحاولة جديدة خلال المؤتمر المقبل لوزراء الداخلية في يونيو المقبل للتوصل إلى اتفاق بين الولايات التي يحكمها الحزب المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي على مشروع قانون خاص بذلك.
وأوضح وزير داخلية ولاية سارلاند أن "التعديات لم تزدد على أفراد الشرطة وحسب بل على أطقم الإغاثة كذلك، ولا يمكننا السماح بهذا الأمر".

خطط سابقة
من جانب اخر كشفت تقارير إعلامية في اليونان أن الشرطة اليونانية كانت قد اكتشفت في يناير من العام الماضي خططا تشير إلى الهجوم الإرهابي على مطار العاصمة البلجيكية بروكسل والذي وقع يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت محطة (سكاي) اليونانية الإخبارية امس السبت استنادا إلى الشرطة اليونانية إن السلطات في أثينا أعلمت السلطات البلجيكية آنذاك بما عثرت عليه ومن بين ذلك خريطة لمطار بروكسل.
ووفقا للتقرير، فإن المستندات تم اكتشافها في مسكنين مستأجرين من قبل إسلاميين تبين بعد هجمات باريس في تشرين ثان/نوفمبر أن أحد هذين الإسلاميين هو عبد الحميد ابا عود العقل المدبر لهجمات العاصمة الفرنسية، والذي لقي حتفه في هذه الهجمات.
وكان ابا عود قد استأجر مسكنا في العاصمة اليونانية أثينا وذلك خلال أسفاره عبر أوروبا.
وكانت الشرطة الفرنسية سلمت السلطات اليونانية عينة من الحامض النووي (دي إن ايه) لاباعود27/ عاما/ بعد مقتله، وخلال التحقيقات ألقت السلطات اليونانية القبض على رجل 33/عاما/ في المسكن الآخر وقد تم تسليمه إلى بلجيكا.
ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي من الشرطة اليونانية حول ما أوردته القناة في تقريرها.

تاهب بلجيكي
وقال مطار بروكسل امس السبت إنه لن يستأنف الرحلات الجوية قبل يوم الثلاثاء وذلك بعد أن فجر انتحاريان نفسيهما في صالة المغادرة.
يذكر ان الشرطة البلجيكية اطلقت النار على مشتبه به فى اطار مداهمات أوروبية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب أدت إلى توقيفات الجمعة، فيما أشار رئيس فرنسا إلى العمل على "تدمير" شبكة استهدفت باريس وبروكسل. وأدى بلجيكيون الصلوات تحت المطر فى ساحة وسط بروكسل غطت ارضها الزهور ورسائل التضامن عن أرواح 31 قتيلا ومع 300 مصابا فى اعتداءات الثلاثاء الدامية، فيما تفاقم الغضب ازاء الحكومة لأنها اجازت نفاد عدد من الناشطين من مراقبتها. وجرت المداهمات وسط تعرض المحققين البلجيكيين لانتقادات حادة، بعد كشفهم أدلة جديدة على شبكة جهادية اوروبية على علاقة باعتداءات المترو والمطار فى بروكسل وهجمات باريس فى نوفمبر ومخطط اعتداء جديد فى فرنسا. وصرح الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند "ما زال هناك تهديد كبير ولو أن الشبكة التى ارتكبت اعتداءات باريس وبروكسل فى طور التفكيك". وأقرت الحكومة البلجيكية بارتكاب "أخطاء" فيما عرض وزيران تقديم استقالتهما بعد اعلان تركيا أن ابراهيم البكراوى الذى فجر نفسه الثلاثاء فى المطار أوقف ورحل من تركيا وأن بلجيكا تجاهلت الإنذار من أنه قد يكون "مقاتلا إرهابيا أجنبيا".
من جانبه حمّل وزير الداخلية البلجيكى الشرطة مسؤولية الفشل فى تعقب متشدد من تنظيم داعش طردته تركيا فى العام الماضى وفجّر نفسه فى مطار بروكسل يوم الثلاثاء. وفى مواجهة ذهول البرلمان البلجيكى فى جلسة خاصة قال وزير الداخلية جان جامبون الذى عرض استقالته الخميس على خلفية التفجيرات "شخص ما كان مهملا ولم يكن فاعلا بما فيه الكفاية."، وأضاف "شخص ما فى جهاز الشرطة لدينا ارتكب خطأ فادحا." وتواجه السلطات البلجيكية حرجا بعد إعلان تركيا يوم الأربعاء أن أنقرة طردت ابراهيم البكراوى وأعادته إلى أوروبا فى يوليو الماضى وحذرت من أنه متشدد. وكان البكراوى أحد الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات يوم الثلاثاء، وأبلغت تركيا السلطات البلجيكية والهولندية بشكوكها حيال البكراوى وبأنه مقاتل أجنبى يحاول الوصول إلى سوريا. وفى ذلك الوقت ردّت السلطات البلجيكية بأن البكراوي- الذى انتهك بنود إطلاق سراحه المشروط بعدما أمضى أقل من نصف فترة السجن التى تبلغ عشر سنوات لارتكابه جريمة سطو مسلح- مجرم ولكنه ليس متشددا وطلبت المزيد من المعلومات من تركيا. وقال جامبون إن تركيا ألقت القبض على البكراوى على مقربة من الحدود السورية فى 11 يونيو عام 2015.

ممتنع عن الكلام
وأكدت السلطات البلجيكية، عدم حصولها على أى معلومات من صلاح عبد السلام منفذ هجمات باريس، الذى قبضت عليه الأسبوع الماضى، بسبب رفضه التام للحديث أو التعليق على الحوادث الإرهابية التى وقعت فى مدينة بروكسل.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، إنه عندما واجهت الشرطة "عبد السلام" وسألته إذا ما كانت تفجيرات بروكسل انتقاما من القبض عليه، امتنع المتهم عن الكلام، رافضا التعاون مع الشرطة البلجيكية، ومتمسكا بحقه فى الصمت. وتم القبض على السلام قبل وقوع أحداث بروكسل الإرهابية بأيام قليلة، والتى وقع فيها 34 قتيلا، وتم القبض على 12 مشتبه به يومى الخميس والجمعة الماضيين على ذمة التحقيقات. وتم حبس ستة أشخاص من الـ12 المقبوض عليهم فى السجون البلجيكية يوم الخميس، وتبعهم ثلاثة آخرين يوم الجمعة، بينما تم تسريح البقية بعد التأكد من عدم وجود صلة بينهم وبين التفجير. جدير بالذكر أيضا، أن الشرطة البلجيكية حددت اسم المشتبه به الثانى فى أحداث بروكسل وهو نجيم العشراوى، الذى عثر على الحمض النووى الخاص به فى كلا موقعى تفجيرات باريس وهجمات بلجيكا، الأمر الذى يشير إلى وجود صلة وطيدة بين منفذى الحادثين.