"تدمر" تعود إلى واجهة النزاع السوري

الحدث الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٠٣ ص
"تدمر" تعود إلى واجهة النزاع السوري

بيروت – عواصم – ش – وكالات
قالت وسائل الإعلام الرسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس السبت إن قوات الحكومة السورية تحارب مقاتلي تنظيم داعش حول تدمر في الوقت الذي تمضي فيه قدما في هجومها لاستعادة المدينة الصحراوية من متشددي التنظيم.

القلعة الأثرية
وقال التلفزيون السوري إن الجيش سيطر تماما على حي العامرية الشمالي. وكان الجيش طرد مقاتلي داعش من القلعة الأثرية والإستراتيجية المطلة على غرب المدينة أمس الأول.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن القتال مستمر في هذه المنطقة مضيفا أن متشددي داعش شنوا هجمات مضادة بما في ذلك تفجيرات بسيارات ملغومة ضد قوات الحكومة التي تتقدم في المدينة.
واستعادة تدمر التي سيطر عليها المتشددون في مايو عام 2015 ستمثل أكبر تراجع لداعش في سوريا منذ التدخل الروسي الذي حول دفة الصراع المستمر منذ خمس سنوات لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقاتل الجيش السوري ومقاتلون متحالفون معه بدعم من ضربات جوية روسية وسورية على أطراف المدينة منذ أيام. وتحدث المرصد ومقره بريطانيا عن قتال أثناء الليل داخل تدمر في حي المتقاعدين وحي الجمعيات.

تدفق النازحين
وأوضحت تغطية تلفزيونية من القلعة أمس السبت جنديا يلوح بعلم سوريا فوق جدران القلعة بينما تصاعد الدخان في حي بوسط المدينة. ووفقا لتعداد سكاني أُجري في المدينة قبل أكثر من عشر سنوات يبلغ عدد سكان تدمر 50 ألفا. وزاد هذا العدد بشكل كبير جراء تدفق النازحين بسبب الصراع السوري الذي اندلع في عام 2011 ولكن معظمهم فر عندما سيطر تنظيم داعش على المدينة.
واستعادة المدينة سيفتح شرق سوريا أمام الجيش حيث يسيطر تنظيم داعش على معظم محافظتي دير الزور والرقة. وقال جندي للتلفزيون السوري من عند القلعة المطلة على آثار في المدينة تعود للعصر الروماني "تواصل قواتنا الباسلة التقدم من أجل تحرير كل شبر من أرض الوطن الطاهر."
وكان مقاتلو داعش سيطروا في أغسطس على مبنيين أثريين وهما معبدي بل وبعل شمين اللذان وصفت الأمم المتحدة تدميرهما بأنه جريمة حرب. وأوضحت تغطية تلفزيونية بثت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من على أطراف تدمر بعض الهياكل والأعمدة الشهيرة التي ما زالت قائمة غير أنه يستحيل تقييم حجم أي ضرر. وقال مسؤولون سوريون العام الماضي إنهم نقلوا المئات من التماثيل الأثرية إلى أماكن آمنة قبل أن يسيطر تنظيم داعش على المدينة.

داعش يتراجع
وتراجع مقاتلو تنظيم داعش في مدينة تدمر ذات الأهمية الاستراتيجية بسوريا يوم أمس الأول بينما قالت الولايات المتحدة إنها قتلت على الأرجح عددا من القادة البارزين بالتنظيم المتشدد هذا الأسبوع بينهم أكبر مسؤول مالي.
ويمثل التطوران ضربة مزدوجة لداعش في معقلها بسوريا والعراق ووقعا بعد ثلاثة أيام من تفجيرات تبناها التنظيم أودت بحياة 31 شخصا على الأقل في بروكسل وهو أسوأ هجوم في تاريخ بلجيكا.
وستمثل استعادة تدمر التي سيطرت عليها داعش في مايو 2015 أكبر نصر للرئيس السوري بشار الأسد منذ أن تدخلت روسيا في سبتمبر الفائت ما قاد لتحول دفة الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات لصالحه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول إن قياديا بداعش قتل حين استهدفت سيارة كان يستقلها في ضربة بالرقة مساء الخميس.
ولم يحدد المرصد هوية القيادي المتشدد القتيل لكن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قال إن الولايات المتحدة تعتقد أنها قتلت حجي إيمان وهو اسم مستعار لعبد الرحمن القادولي القيادي البارز بداعش المسؤول عن الشؤون المالية للتنظيم بخلاف مهام أخرى تتعلق بالتخطيط والشؤون الخارجية. وقال كارتر إن عددا من كبار قادة التنظيم الآخرين قتلوا أيضا على الأرجح في هجوم كبير يستهدف عملياته المالية.
وفي غضون ذلك؛ قال مصدر موثوق في دمشق إن متشددي داعش تعرضوا لهجوم من جانب المجموعة الجوية الروسية أثناء محاولتهم جلب أسلحة إلى تدمر من الرقة بسوريا.
وأضاف المصدر في مكالمة هاتفية مع وكالة أنباء (تاس) الروسية إن: "الجيش السورى يستعيد السيطرة على الطريق الذى يفصل بين المرتفعات ووسط المدينة التاريخية.. وقد حاول مسلحو داعش جلب معدات عسكرية من الرقة ودير الزور، بيد أن الطائرات الروسية والسورية أحبطت محاولتهم". وأشار المصدر الذى لم تكشف تاس عن هويته إلى أن الإرهابيين يحاولون إخراج عائلاتهم من المدينة.
ووفقا لوزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، فإن موسكو تأمل في نجاح عملية الجيش السورى لتحرير تدمر من تنظيم داعش الإرهابي.

مفاوضات جنيف
وعلى صعيد آخر؛ حذرت الصين طرفي الصراع في سوريا من إضاعة الفرصة السانحة حاليا لتسوية القضية السورية ودعتهم إلى إظهار حسن النية والحكمة والشجاعة والاستمرار في المفاوضات لإيجاد حل للقضية السورية يتناسب مع مصالح جميع الاطراف ويستوعب مخاوفهم.
جاء هذا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لى تعليقا على الوثيقة التى صاغها، وأعلنها ستيفان دى ميستورا، المبعوث الأممي الخاص الى سوريا، والتى تضم 12 بندا يشرح فيها تصوره للحل في سوريا بناء على الاراء التى ابداها طرفى النزاع خلال جولة محادثاتهم التى اختتمت في جنيف.
وجدد هونج تأكيده على دعم بلاده لمحادثات جنيف للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة، مشددا على اهمية الحوار للتوصل الى التسوية السياسية التى تعد المخرج العملى الوحيد من الازمة السورية.
ونوه بما أظهرته كلا من الحكومة السورية والمعارضة من استعداد وصدق خلال جولة المحادثات الماضية لتضييق هوة الخلافات والتوصل الى حل مرضى للقضية.
وقال ان الوثيقة (بيان المبادئ المشتركة) التي أعلنها المبعوث الخاص للامم المتحدة هى خطوة يأمل من خلالها وضع أساس متين للجولة القادمة من محادثات السلام التى من المتوقع ان تعقد في يوم 9 ابريل المقبل وتركز على عملية التحول السياسى في سوريا.

*-*
تركيا: أوروبا أرادت تصدير المتطرفين إلى سوريا
اتهم مسؤولون أتراك الحكومات الأوروبية بمحاولة تصدير مشكلة التطرف الإرهابي لديها إلى سوريا قائلين إن أوروبا فشلت في تأمين حدودها أو الالتزام بتعهداتها لجهة تشارك المعلومات الاستخباراتية والتعاون في محاربة التهديد الإرهابي.
مسؤولون أتراك عددوا لصحيفة "الغارديان" مجموعة من الحالات الموثقة لمقاتلين أجانب غادروا أوروبا مستخدمين جوازات سفر مسجلة على لوائح الانتربول الدولي. وبحسب هؤلاء فإن المقاتلين المذكورين وصلوا من المطارات الأوروبية وبحوزتهم حقائب تحتوي على أسلحة وذخائر لكنه جرى إطلاق سراحهم بعد ترحيلهم من تركيا بالرغم من التحذيرات بأنهم على علاقة بشبكات المقاتلين الأجانب.
وكشف المسؤولون الأتراك أنهم تواصلوا مع نظرائهم الأوروبيين أواخر العام 2012 من أجل التوصل إلى قائمة بالمتطرفين المحتملين الذين لا يسمح لهم بالدخول إلى تركيا لكن اقتراحهم قوبل بالرفض من قبل غالبية أجهزة الاستخبارات.
ورداً على الاتهامات الأوروبية والغربية لأنقرة بتسهيل انتقال الإرهابيين إلى أوروبا قال مسؤول تركي إن "تركيا لم تنشئ داعش. ربما كان يمكننا أن نضبط حدودنا بشكل أفضل. لكن خطأ تركيا هي أنها حذت حذو أوروبا والولايات المتحدة في سوريا". وطالت أنقرة انتقادات كثيرة على خلفية الهجمات الإرهابية التي تشهدها أوروبا في الآونة الأخيرة حيث تتهم السلطات التركية بتسهيل سواء عبور المقاتلين الأجانب والارهابيين إلى سوريا أو عوتهم إليها.