واجهات ومماش مفقودة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٩/فبراير/٢٠١٩ ٠٤:٥٠ ص
واجهات ومماش مفقودة

محمد الراسبي
في أفضل الأماكن وفي أفضل الواجهات البحرية أو حتى غير البحرية منها تجد الزائر لأي دولة يقصد مواقع سياحية مثالية تعتبر بالنسبة لهم تحف مكانية كونها أحد أهدافه الثابتة في مخيلته ومجدوله في روزنامة برنامجه قبل زيارة ذات المكان لما تتمتع به مثل هذه الواجهات السياحية ذات الممشى أو المماشي الرحبة ذات المواقع الميزة والفسيحة في موقعها وتناغم فعالياتها الواقعية وأنشطتها. عندما تبحث عن مثل هذه التحف السياحية في مسقط لا تجدها أو بالأحرى السائح من هو يبحث عن ضالته فالأمكنة الموجودة لا تروي عطش من يعشقون أو تعودوا أن يروا مثل نقاط كهذه وواجهات جاذبة.

لو أخذنا نموذجين كشاطئ القرم وشاطئ السيب في هذه الأماكن الممشى لا يتجاوز المترين أو أقل بمرفقات فقيرة حولها لا تتوازى مع مكانة وجمال مواقعها أو ما يتمناه مرتاديها فلذلك يمر عليها السائح مرور الكرام بسيارته، حيث تجد الشارع يحتل الواجهة يوجد زحمة وضوضاء للمارة بينما المفترض أن يكون في الخلف ويكون ذات الشارع ومحلات تجارية راقية متنوعة كواجهة سياحية.
عفوا.. ليس لدينا اكتفاء ذاتي في الإشباع السياحي لمن يزور محافظة مسقط مثل ماهو موجود في دول أخرى. إن التدخلات البشرية في صقل التركيبة السياحية ما زالت معطلة أو نستطيع أن نقول لا تتقدم ويظل الشارع والبحر والجبال وسوق مطرح والطريق البحري وقلاع مسقط اهم المفردات ومعالم من الطبيعة فرضت نفسها لجمالها دون إضافات رئيسية وواجهات مكمله لمثل هذه المعالم في أمكنه أخرى من مسقط.
أولئك المرتادين (أي السياح) أو من هم في أرض السلطنة حتما انهم وقود النجاح وهم صك الضمان الذي يعطي مؤشر المستقبل بكونهم هم الضيوف وهم والمرتادين لمثل هذه الاماكن ذات الأريحية الكاملة ان وجدت او اوجدت.
السؤال التي تظل اجابته مفتوحة ومطاطة. لماذا لا توجد لدينا واجهات ومماش متكاملة راقية جاذبة في مستوى عالمي القيمة ذات ابعاد سياحية تلفت انتباه بل تجبر كل من يضع رجله على ارض السلطنة اثناء زيارتها.
فلنأخذ من ممشى الموج السيب نموذجا ناجحا بامتياز اذا كنا لا نرغب بالمقارنة بمشاريع دول أخرى وهي كثر!
إن دفع عجلة التنمية السياحية النظيفة ذات الأهداف الاستثمارية في مثل هذه المشاريع لن تفشل بل لن تفي في اشباع رغبة مرتاديها وخاصة العائلية كمتنفسات في مدينة ستكون مزدحمة يوما ما.
مثل هذه المشاريع يجب أن تستوعب الجميع دون حصرها على فئات في امكنة خاصة كما هو حاصل في بعض المشاريع والتي تستكثر على المواطن من ارتيادها برغم انها في بلده ومثل هكذا مشاريع لا يستفيد من مرافقها وجماليتها إلا نازليها !!
الواقع الذي امامنا والذي لا يختلف عليه اثنان انه لا يوجد في محافظة مسقط على طول شواطئها ما يضفي الحداثة والرقي السياحي لعموم المرتادين سوى التقليدي منها وقضاء وقت السائح السريع في الشوارع وزيارة المعالم خلال نصف يوم فقط.
التنافس واثبات نماذج القدرات الناجحة مطلب سامي يعبر عن مدى مصداقية وسمو الأهداف ورفع مرتبة الاستثمار والبناء السياحي المتكامل ذوي الهوية العمانية بل مثل هذا يعبر عن الفكر والبعد الاستراتيجي الحقيق والواقعي عندما يكون ملموسا بخلق نقاط جذب سياحي عائلي في مسقط.
فنرجو ترك المساحات للاخرين ان يبدعوا ويستثمروا باموالهم وبافكارها بدل ان نكون مقيدين ننظر ما حولنا ونقارن في حالة ان كانت انه ليست لدينا الموارد الكافية فلندع الاخرين يبدعوا ولا نعطلهم.. يجب ان ننهض ونجاري وننافس انفسنا وقدراتنا، دعونا نطبق الافكار في الواقع ونطبق الواقع في بلدنا لانه في النهاية هو عائدنا.

نريد محطات سياحية رئيسية متوزعة كقرى أو مدن مصغرة التي تشمل كل منها الممشى الواسع الفسيح والمطاعم والبنايات العصرية ذات الشكل التقليدي والتي سوف تساعد في تمديد عدد مكوث السائح لأيام في مسقط وتشجيع السياحة الداخلية.