الموانئ العمانية تشهد نموا في البضائع العامة

مؤشر الأحد ١٠/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:١٥ ص
الموانئ العمانية تشهد نموا في البضائع العامة

مسقط - ش

حققت "أسياد" -المجموعة اللوجستية للحلول المتكاملة في الشرق الأوسط- أرباحا تفوق التوقعات بنسبة 28% لعام 2018م استكمالا لتحقيق الأرباح المتواصل لعامين متتاليين منذ إنشاء المجموعة في العام 2016م، وتتطلع أسياد لمواصلة هذا النمو في العام 2019. وقد استطاعت المجموعة تحقيق هذه النتائج الجيدة بفضل تبني سياسات موحدة للحوكمة، والاستثمار، والمشتريات، علاوة على تعاضد شركات المجموعة والعمل على تقديم خدمات لوجستية متكاملة تلبي متطلبات الزبائن في الأسواق المحلية والعالمية. وتعكس هذه النتائج قوة ومرونة المجموعة وقدرتها على تحقيق نمو مستدام على الرغم من صعوبة سوق الشحن وارتفاع أسعار الوقود، والمناخ الاقتصادي السائد.

المؤشرات الإقليمية والعالمية
يمثل العام 2018م منعطفا مهما في الارتقاء بالقطاع اللوجستي في السلطنة؛ حيث احتلت السلطنة المركز الأول عربيا والثامن عالميا في مؤشر جودة الطرق، وجاءت الموانئ العمانية في المركز الثامن عشر في مؤشري جودة الربط بين الموانئ وجودة الخدمات- متفوقة على عدد من الدول الرائدة عالميا في هذا المجال. كما أثمرت المشاريع الحيوية التي دشنتها السلطنة في تحسين أداء القطاع، حيث تقدمت السلطنة خمسة مراكز في مؤشر الأداء اللوجستي لتحتل بذلك المركز الـ43 عالميا، ويعكس هذا المؤشر جودة البنية الأساسية، وكفاءة إدارة الجمارك والمنافذ، وسرعة وبساطة إجراءات التخليص، وكفاءة الخدمات اللوجستية في استخدام أنظمة متطورة لتتبع وتعقب الشحنات والبضائع، وتوقيت وصول الشحنات إلى الموقع المقرر في الوقت المحدد.

أداء الشحن والخدمات اللوجستية
حققت الشركة العمانية للنقل البحري ارتفاعا في صافي الأرباح بنسبة 18% وذلك على الرغم من انخفاض كبير وغير متوقع لأسعار الشحن العالمية مصحوبا بارتفاع في أسعار الوقود. حيث عملت الشركة على توسعة أعمالها في مجالات متعددة منها مناولة البضائع السائبة بالإضافة إلى تعزيز كفاءة الإنفاق مستفيدة من القوة الشرائية للمجموعة. وتسعى الشركة إلى تعزيز ربط الموانئ العمانية بأهم المراكز التجارية إقليميا ودوليا وذلك عن طريق التوسع في شبكة خطوط الملاحة البحرية وقطاع الحاويات، بالإضافة لتحديث أسطولها الذي يضم 49 سفينة لتلبية متطلبات الأسواق العالمية.
وفي مجال خدمات البريد، واصلت شركة بريد عمان مسيرة تحولها من شركة تعتمد على عمليات البريد إلى أعمال التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية في أعمالها حيث تحسن الأداء المالي بنسبة 27% لعام 2018م. قامت الشركة أيضا بتدشين خدمة (إرسال) التي تسمح للمستخدم بإرسال أو تلقي أي شحنة في أي مكان داخل السلطنة (الباب إلى الباب) كما تتيح للمستخدم تتبع موقع الشحنة الخاصة به. بالإضافة إلى إطلاق خدمة (متجر) للتسوق الإلكتروني بميزة اختيار وقت شحن البضائع بما يصل إلى ثلاثين يوماً من وقت الشراء دون رسوم إضافية.
يضاف إلى ذلك، حققت شركة عمان للحوض الجاف أفضل أداء مالي للشركة منذ انشائها بتحسن يتجاوز الـ55% خلال العام 2018م مقارنة بالعام 2017م. كما ارتفعت نسبة أعمال الاصلاح التي قامت بها الشركة بنسبة 30% خلال العام 2018م مقارنة بالأعوام السابقة وبدأت الشركة تتبوأ مكانتها الإقليمية إما من خلال رفع مستوى جودة الخدمات التي تضاهي الشركات العالمية أو من ناحية تنافسية الأسعار والتي تقل بما يقرب من 10% عن مثيلاتها في المنطقة والشركة ماضية بخطوات واثقة لتحقيق الربحية أسرع من الخطة الموضوعة لها.

نمو الموانئ العمانية والمناطق الحرة
تشهد الموانئ العمانية نموا في مجال مناولة البضائع العامة بنسبة 33% في ميناء صحار، صلالة والدقم. حيث تشير البيانات إلى أن ميناء صلالة قد حقق ارتفاعا يصل إلى 25% في مجال مناولة البضائع العامة على الرغم من التحديات التي واجهها الميناء في ظل إعصار "مكونو"، وقدرة الميناء على التعافي من آثار الإعصار حيث ارتفعت نسبة الواردات في الحاويات في الميناء بمقدار 22% ونسبة الصادرات في الحاويات بمقدار 12% مقارنة بالعام 2017 على الرغم من تأثر نسبة الحاويات العابرة بإعصار "مكونو".
في الجانب الآخر، حقق ميناء صحار نموا ملحوظا في مناولة البضائع العامة يصل إلى 53%. كما ارتفعت نسبة الصادرات لعام 2018م إلى 17%، والبضائع الواردة بنسبة 10% مقارنة بالعام الفائت. في حين ارتفعت نسبة الواردات في ميناء الدقم إلى 38%، وبلغ عدد السفن التي استقبلها الميناء خلال العام 2018م حوالي 410 سفن.
أما شركة مرافئ والتي أسستها المجموعة العام الفائت فقد حققت أرباحا منذ العام الأول لتشغيلها. وقد تسلمت مسؤولية تطوير عدد من الموانئ العمانية ضمن خطة طموحة لتنمية الموانئ وتفعيل النشاط التجاري لهذه الموانئ داخل وخارج السلطنة. حيث تولت مرافئ جميع العمليات البحرية ومناولة السفن في ميناء السلطان قابوس لتشغيل الأرصفة البحرية عبر شراكات وعلاقات تجارية عالمية. أما ميناء السويق، فقد تسلمت مرافئ مسؤولية تطوير وإدارة الجزء التجاري للميناء والذي تم افتتاحه لخدمة العمليات التجارية كتلبية احتياجات الأسواق المحلية من مواد وسلع استهلاكية إلى جانب أنشطة الصيد البحري، كما سيمكن من تصدير منتجات صناعة الصيد ودعم خدمات منطقة خزائن الاقتصادية، مما يعزز من التنمية الاقتصادية للمنطقة. إضافة إلى ذلك، تعمل مرافئ على تشغيل رصيف المواد السائبة بميناء صحار.
وعلى صعيد المناطق الحرة، استقطبت المنطقة الحرة بصحار استثمارات تصل إلى 162 مليون دولار أمريكي، في حين وقعت المنطقة الحرة بصلالة 23 اتفاقية استثمار، واستقطبت مشاريع تقدر بحوالي 411 مليون دولار أمريكي.
ودشن مركز عمان للوجستيات، وهو جزء من مجموعة أسياد، بالتعاون مع الإدارة العامة للجمارك والجهات الحكومية المختصة "المحطة الواحدة للتفتيش" وفق نظام إدارة المخاطر في كل من ميناء صحار ومطار مسقط الدولي، وساهمت هذه الخطوة في خفض نسبة التفتيش للبضائع من 80% إلى 12% للجمارك، ومن 100% إلى 16% للجهات الحكومية. كما شرعت المجموعة في نظام التخليص الجمركي المسبق للبضائع المنقولة بحرا، حيث ارتفعت نسبة البضائع التي تم تخليصها قبل وصولها للموانئ من 1% إلى 14%. يضاف إلى ذلك، تقلص الفترة الزمنية اللازمة لتخليص البضائع إلى 4 ساعات عبر المنافذ الجوية، و6 ساعات عبر المنافذ البحرية.

توسع خدمات النقل العام
وعلى صعيد خدمات النقل العام، ارتفع عدد الركاب عبر شركة النقل الوطنية العمانية "مواصلات" إلى قرابة 6 ملايين راكب في العام 2018م، بنسبة نمو 30% عن العام 2017. كما ضاعفت الشركة في سنة واحدة عدد خطوط النقل، حيث دشنت 17 خطا ليصل عددها إلى 34 موزعة على مختلف المحافظات. ولأول مرة قامت الشركة بتدشين خدمات النقل العام في ولايتي صحار وصلالة. علاوة على إطلاق خدمة "أجرة مواصلات" لتقديم خدمة الأجرة عند الطلب بتطبيق هاتفي سهل. في حين شهدت الشركة الوطنية للعبّارات نمواً ملحوظاً في معدل الإشغال خلال العام 2018م ويرجع ذلك لتوجه الشركة نحو تحقيق الاستغلال الأمثل للأسطول والتي نتج عنها نقل حوالي 243 ألف راكب، و66.244 مركبة لعام 2018م.

السلطنة مركز لوجستي عالمي
تعزيزا لرؤيتها نحو جعل السلطنة مركزا لوجستيا عالميا، تسعى مجموعة اسياد للترويج للمزايا التي تتمتع بها السلطنة على صعيد القطاع اللوجستي باعتباره أحد مكونات الخطة الوطنية للتنويع الاقتصادي، بما في ذلك التسويق للمناخ الاستثماري والمزايا التنافسية التي توفرها مختلف المناطق الاقتصادية واللوجستية، علاوة على وجود البنية الأساسية المتطورة.

تنمية الكوادر البشرية
الشباب العماني هم الأصول الحقيقية والتنافسية لمجموعة اسياد. لذلك تحرص المجموعة على استقطاب الكفاءات والاهتمام بتطويرهم ليتولوا قيادة المجموعة في المستقبل القريب؛ حيث تبنت المجموع عدة برامج لتطوير القيادات مثل برنامج قادة أسياد والذي يهدف إلى ابتعاث مديري المجموعة للعمل لدى شركائها خارج السلطنة لمدة تتراوح بين سنتين إلى أربع سنوات في التخصصات البحرية والعودة كتنفيذيين للمجموعة. تبنت المجموعة أيضا برنامج القيادات الشابة الواعدة وتسريع تطويرهم من خلال برامج عملية مكثفة. اهتمت المجموعة أيضا بالكوادر العمانية الشابة من خريجي الجامعات حيث توفر لهم فرص التدريب على رأس العمل، حيث يعتبر توفير فرص التدريب للخرجين جزءا لا يتجزأ من سير أعمال المجموعة. كما تعمل اسياد على ترويج ثقافة ريادة الأعمال بدعم منظومة متكاملة لتنمية الطاقات الوطنية، من توفير البرامج التعليمية إلى دعم أصحاب المشاريع ووصولا إلى غرس فكر ريادة الأعمال لدى موظفي المجموعة وفي بيئة العمل.
ولدعم رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة، وقعت مجموعة اسياد مع مؤسسة ريادة، وصندوق الرفد مذكرة تفاهم تهدف إلى دعم المشاريع المبتكرة في القطاع. كما أطلقت المجموعة حاضنة "إبحار" كأول حاضنة لوجستية لتنمية الأفكار المبتكرة والمشاريع الناشئة في القطاع اللوجستي، وتم احتضان أربعة مشاريع في العام 2018.
كم ستبدأ مجموعة اسياد هذا العام بتطبيق 15 فكرة مشروع انبثقت من موظفي شركات المجموعة المشاركين في برنامج "حسبة"، والذي أطلقته المجموعة منذ عامين لتحفيز الموظفين لتبني فكر ريادة الأعمال وإيجاد حلول تجارية والمساهمة الفاعلة في تطوير ونمو شركات المجموعة التي ينتمون إليها.