دماء والطائيين تنثر الفرح والبهجة

الحدث الخميس ٠٧/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:٣٩ ص
دماء والطائيين تنثر الفرح والبهجة

مسقط - عبدالله بن خلفان الرحبي

على نغمات فن الرزحة انطلقت مشاركة ولاية دماء والطائيين للمنافسة في مسابقة الولايات بمهرجان مسقط بمتنزه العامرات مسجلة حضورا لافتا وتفننت في إبراز مكنونات ما تتميز به الولاية ومن تضاريس متنوعة شكلت عنصرا مهما في تشكيل تفاصيل بيئة الإنسان متعددة الصفات والمميزات مما جعل لها خصوصية تنفرد بها عن مثيلاتها من الولايات.

البئية الجبيلة

تميزت مشاركة ولاية دماء والطائيين بوجود البيئة الجبلية بكل تفاصيلها وتقاسيمها وبالرغم من قساوة تلك البيئة إلا أن أهالي المناطق الجبلية سخروا التضاريس الصعبة في خدمة حياتهم اليومية، وأصبحت ملاذا آمنا لهم فتجلت مشاركتهم في عدة أوجه حيث وجدت ثلة من الحيوانات وهي «الحمير» التي سخرت في تنقلاتهم وترحالهم ونقل أمتعهتم من مكان لآخر وفي مكان آخر توظيف خامات في ممارسات حياتهم البسيطة من حيث الصناعات المتنوعة واستغلال الأشجار في بناء البيوت مثل شجرة الشوع، وتسخير الأشجار والنباتات في استخراج أدوية للتداوي واستخلاص الأعشاب المناسبة لبعض الأمراض. وأيضا أسلوب إيقاد النار لطهي الطعام. كما تم استغلال خامات النخيل في صناعة الحبال و»القفير والبساط إلى آخره. وبالرغم من بساطة الحياة وقساوة التضاريس إلا أن حياتهم ظلت في يسر وسعادة، ولفت كبار السن الأنظار من خلال ما جسدوه من صناعات ومن موروثات في البيئة الجبلية.

البيئة الزراعية

تحيط بولاية دماء والطائيين واحات من النخيل والأشجار والمزروعات المتنوعة نظرا لوفرة المياه وتنوع التربة الصالحة للزراعة، وجسد المشاركون طريقة زراعة النخيل والحمضيات وآلية جني التمور وصولا لفرز الصالح منه وتسويقه كما أسهمت تلك الواحات الغناء والمراعي الخضراء في تربية العسل العماني وبإقامة مناحل خاصة للتربية.

الصناعات التقليدية
وتشتهر الولاية كذلك بحرفتي الزراعة وتربية الحيوانات، فهي منطقة زراعية كثيرة المراعي تناسب تربية الثروة الحيوانية، وتعد المصدر الرئيسي لدخل الأهالي من مواطني الولاية. إضافة إلى الزراعة بمنتجاتها المختلفة، وأهمها التمور بأنواعها، والتي تنضج مبكراً بحوالي شهر تقريباً قبل أي ولاية أخرى في السلطنة، الأمر الذي يوفر عائداً مالياً جيداً لأصحاب مزارعها كنتيجة للتسويق المبكر وزيادة الطلب على محصول التمور.

ومن أهم الصناعات التقليدية الموجودة خلال المشاركة صناعة الفخار- النسيج- صياغة الحلي- والحدادة. وصناعة السعفيات المنتشرة في جميع أركان القرية التراثية وتمارس بشكل حي الأمر الذي دفع أبناء الولاية لعمل مصانع خاصة لإنتاج الأثاث المنزلي من كراسي وطاولات وعمل استراحات كلها صنعت من خامات ومخلفات النخيل.
وكانت الفنون الشعبية مثل الرزحة- العازي حاضرا بقوة وشهدت متابعة كبيرة من قبل زوار القرية التراثية ويعتبر فن الرزحة من الفنون الجميلة التي تتميز بها ولاية دماء والطائيين من حيث الأداء والإيقاع.

المشاركة النسوية

تعتبر المرأة بولاية دماء والطائيين امرأة عاملة فكانت شريكة الرجل في كل الأعمال فاقتحمت بعض الصناعات مثل السعفيات التي كانت حكرا للرجال ولكن المرأة حولت صناعة السعفيات بما يتناسب مع خصوصيتها والاستخدمات المنزلية كأدوات تنظيف المنزل والملهبة وصناعة مجسمات كحقايب من خوص النخيل إضافة إلى الصناعات الصوفية والملابس المطرزة كما تم تجسيد طقوس العرس قديما.

المعرض التراثي
وبرز في مشاركة الولاية المعرض التراثي وما به من مقتنيات من أواني معدنية قديمة وبعض قطع الأسلحة والسيوف القديمة.. كما كان لوجود معرض الصور الفوتوغرافية والمتمثل في عرض لوحات التقطت لتبين ملامح الولاية من الناحية الجغرافية وما نالته من تطور في كل مناحي الحياة.