«زيـانـة» فيلم عماني في الصــالات

بلادنا الثلاثاء ٠٥/فبراير/٢٠١٩ ٠٨:٠٥ ص
«زيـانـة»

فيلم عماني

في الصــالات

مسقط - خالد عرابي

يدشن رسميا «زيانة» كأول فيلم عماني عالمي في دور السينما العمانية، ومن ثم في دور السينما الإقليمية والدولية، ومما يميز الفيلم أنه تجربة عمانية شابة، حيث خاطرت مجموعة من الشباب العمانيين ولم يعتمدوا على فكرة الانتظار للحصول على وظيفة حكومية ولا حتى في القطاع الخاص، وإنما فكروا خارج الصندوق وتوجهوا للعمل الحر وفي مجال مختلف تماما فأسسوا شركة صغيرة للإنتاج الفني وكانت باكورة أعمالهم إنتاج هذا الفيلم.

وسيقام اليوم بسينما فوكس جراند مول حفل تدشين الفيلم والعرض الأول له وذلك على هامش فعاليات مهرجان مسقط، برعاية وزير الإعلام معالي د.عبدالمنعم بن منصور الحسني.
و«زيانة» إنتاج عماني - هندي مشترك بين القطاع الخاص، وقد وجد الكثير من الدعم في الهند من استوديوهات شكران جالي كشريك في الإنتاج، وكذلك الدعم اللوجستي من الحكومة الهندية من العمال وعساكر وسيارات وشاحنات وأدوات وغيرها. كما أن نسبة التصوير ما بين السلطنة والهند كانت بنسبة 30 % في عمان و70 % في الهند وقد كانت الخطة منذ البداية أن يكون التصوير 50 % لكلا البلدين ولكن نظرا لأن التصوير في السلطنة أكثر كلفة فتم تقليص مساحة التصوير في السلطنة لصالح الهند.
يقول د.خالد عبدالرحيم الزدجالي، مؤلف ومخرج الفيلم: سيُسجل «زيانة» تاريخيا وفي الفن العماني كأول فيلم وعمل سينمائي عماني دولي وذلك لأنه عمل تم إنتاجه وتمويله وتمثيله وإخراجه وكتابته وإعداد السيناريو دوليا بالتعاون بين السلطنة والهند وهذه سابقة تحدث لأول مرة في السلطنة.
واشار الزدجالي إلى أن هذه التجربة مهمة جدا وثرية وتسجل كسابقة فنية لأن فنانينا بهذا العمل خرجوا من إطار العمل الفني المحلي إلى العالمية، وتكرار مثل هذه الأعمال يكشف لنا عن وجود نجوم دوليين لدينا؛ لأننا اليوم نتردد كثيرا لأن نقول عن ممثلينا إنهم نجوم، ولكن عندما يقومون بأعمال دولية ويكون فيها انفتاح على الآخر يظهر النجم العماني لأن طبيعة العمل تبرز ذلك.
وأكد أن الفيلم لا يتخذ أهميته من منطلق فني فقط ولكن من منطلق اقتصادي آخر حيث إنه يساهم في دعم مشاريع الشباب والشركات وخاصة الصغيرة والمتوسطة؛ فشركة الإنتاج العمانية تأسست عن طريق مجموعة من الشباب الباحثين عن عمل، حيث كانوا يبحثون عن عمل ولم يجدوا الفرصة ومن ثم كانت الفكرة ومن خلال لقائي معهم تم تأسيس شركة «الماسة للأعمال»، وتعمل في مجال الإنتاج الفني والسينمائي وكنت أنا شخصيا شريكا معهم بالخبرة والجهد من حيث تدريبهم على الكتابة والإخراج، وقد حققنا أكثر من مفهوم ومنها دعم الشباب الباحثين عن عمل، فهم الآن موظفون بها، كما دخلوا مجال العمل الفني ويدعموه، وقد شاركوا في كتابة العمل، وواصلوا حتى مراحله النهائية.
وبدأ العمل على الفيلم منذ أواخر 2017 إلا أنه تأخر في مرحلة المونتاج والموسيقى بسبب تعرض استوديوهات الشركة الهندية لإحدى العواصف المدارية التي حطمت الاستوديوهات مما أدى إلى تعطل العمل لديهم وتطلبت عودة العمل بها ستة أشهر مما أدى إلى تأخير الفيلم والعديد من أفلامها الأخرى.
ويؤكد د.خالد الزدجالي على أنه «عقب عرض الفيلم بدور السينما بالسلطنة سيتم عرضه في شركات أخرى ودور عرض في دول أخرى وأولها الهند، كما أننا نعمل على المشاركة به في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، حيث طلبت منا إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي بمصر ووافقنا على عرضه بها ومن بعدها ستأتي المشاركة تباعا في مهرجانات أخرى، حيث إن معظم المهرجانات تبدأ خلال الصيف من بعد شهر يوليو وهذا يعطي لنا فرصة كبيرة للمشاركة، خاصة وأن المهرجانات تقبل مشاركة الأفلام لمدة عامين».
وعن قصة الفيلم يقول الزدجالي: تدور حول سوء استغلال المرأة وهي قضية دولية، ونحن كفيلم انتصرنا لها؛ لأنه مهما طالبت المرأة بالمساواة فما زالت هي الحلقة الأضعف في المجتمعات، وقد وجدنا أن النموذج الهندي شبيه للعربي تماما.
وأضاف: كنت قد كتبت سابقا القصة، ومن بعدها تشاركت مع عدد من الشباب أصحاب الشركة العمانية المشاركة في الإنتاج في كتابة السيناريو، حيث شارك معي فيه فيصل ميران وفاطمة السالمية، ثم تواصلت شخصيا مع عدد من المنتجين والمخرجين في عدد من الدول العربية والأجنبية ووجدت استجابات كثيرة ولكن اخترنا الهند لأننا وجدناها الاستجابة الأسرع، ثم أكملنا السيناريو بحسب طبيعة القصة وشاركت معنا فيها الهندية أنسلين، وبعدها بدأنا مباشرة في اختيار الممثلين ما بين عمانيين وهنود ورتبنا للتصوير الذي تم تباعا.
وعن التحدي الذي قابله كفيلم إنتاجه وتمثيله عربي - هندي وكيف تغلب على ذلك، قال: ببساطة بالتعامل الواقعي إذ جعلت الكل يتحدث بلغته، فالعمانيون يتحدثون العربية والهنود الهندية وهناك ترجمة ولكن أحيانا كنا نستخدم «اللغة الخليط» التي تستخدم في الحياة اليومية. نعم كانت تجربة متعبة ولكن فضلتها لأنها واقعية وقد تغلبنا عليها.