نيازك عمانية من القمر

بلادنا الاثنين ٠٤/فبراير/٢٠١٩ ٠٤:٢٣ ص
نيازك عمانية من القمر

مسقط - خالد عرابي
بدأ فريق الهيئة العامة للتعدين بالتعاون مع فريق متحف التاريخ الطبيعي السويسري وجامعة بيرن السويسرية عملية بحث وجمع للنيازك العمانية منذ منتصف الشهر الفائت والتي تستمر حتى منتصف الشهر الجاري، حيث تم العثور حتى الآن على مجموعة من القطع النيزكية ستكشف الهيئة عنها بعد انتهاء مهمة فريق العمل وحصر جميع القطع التي تم العثور عليها.
وذكر بيان هيئة التعدين أن الفريق قام بعملية بحث وجمع للنيازك العمانية خلال نفس الفترة من العام الفائت، حيث تم العثور على ما مجموعه 352 قطعة نيزكية بما يوازي 53 كيلوجراما.
وقال مدير مركز أبحاث علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس د.صبحي ناصر في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة»: تعد السلطنة ثاني منطقة في العالم من حيث عدد وجود النيازك، وذلك بعد القطب المتجمد.
وأكد ناصر على أن عدد النيازك المكتشفة في السلطنة والتي تم التعرف عليها واعتمادها في منظمة النيازك العالمية وتسميتها حتى الآن بلغ 5500 نيزك، بينما هناك حوالي 300 نيزك غير مسمى أو ما زالت في أيدي صائدي النيازك وبعض المواطنين.
وأشار د.ناصر إلى أن أهمية النيازك في السلطنة تكمن في النوعية المتحصل عليها وهي أن نسبة كبيرة منها من النيازك القمرية «أي القادمة من القمر» وتمثل مناطق متعددة من سطحه ويبلغ عددها حوالي 190 نيزكا، أما النيازك المريخية «أي القادمة من المريخ» فيصل عددها إلى 80 نيزكا وجميعها نيازك نادرة.
وأكد على أن أغلب النيازك العمانية توجد في المناطق الواقعة ما بين ولايات أدم وثمريت وهيماء وفي منطقة الغافات؛ وذلك لأن تلك المناطق صحراوية لونها أبيض في حين أن النيازك لونها داكن أو يميل إلى اللون الأسود مما يسهل التعرف عليها.
وعن القيمة الاقتصادية للنيازك قال د.صبحي ناصر بأن معظم النيازك العادية والمسماة بالحجرية ليست لها قيمة سوى العلمية لذا يتراوح سعرها ما بين 100 إلى 200 دولار أمريكي لكل نيزك، وذلك إذا ما تمت تسميتها وإعطاؤها الاسم العلمي، في حين أنه إذا لم تتم تسميتها فلا توجد لها قيمة.
وأكد د.ناصر أن القيمة الاقتصادية العالية والتي تصل إلى ملايين الدولارات تكون للنيازك القمرية والمريخية، وتعتمد أسعارها على أوزانها، حيث يصل سعر الجرام الواحد منها ما بين 2000 إلى 4000 دولار وذلك حسب نوعها.
وأشار د.صبحي إلى أن كميات كبيرة من النيازك العمانية تم تصديرها قبل العام 2006 للخارج من قبل «صائدي النيازك» بشكل غير قانوني، بينما تم خلال هذا العام وضع قانون يحظر ذلك وتمت مراقبة «صائدي النيازك» مما ساهم في حجز العديد منها قبل تهريبها ومعاقبة من قاموا بذلك.
أما عن أهمية النيازك في حد ذاتها وفيما تستخدم فقال: القيمة علمية وذلك بسبب استخدامها للتعرف على الكون وذلك من خلال عينات من القمر أو المريخ وهو ما يتم من خلال تلك النيازك، بدلا من إرسال السفن الفضائية وتكلفة ملايين الدولارات.
واوضح بيان هيئة التعدين: «يقدر تدفق النيازك التي يزيد وزنها عن 10 جرامات من 36 إلى 116 نيزكا لكل مليون كيلومتر مربع سنويا، مما يعني سقوط من 11 إلى 36 نيزكا كل عام على أرض السلطنة البالغة مساحتها 309 آلاف كيلومتر مربع، فالهيئة العامة للتعدين تسعى من خلال هذا البحث إلى الحفاظ على هذه الثروة واستغلالها علميا من خلال إجراء البحوث والدراسات عليها واتاحتها للباحثين والدارسين، وإمكانية استغلالها بما يخدم الدولة اقتصاديا، وذلك انطلاقا من أهمية المحافظة على هذه الثروة الطبيعية».