مسقط - ش
انطلق بالركن الثقافي بمتنزه العامرات العام "ملتقى الفن الجرافيتي" ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان مسقط 2019.
وقد تميز منذ انطلاقته بالإبداع والجمال وتنوع الرسومات المعروضة والتي جسدها الفنانون بصورة مباشرة أمام الزوار وقد نظم الملتقى جمعية الصداقة العمانية الإسبانية بالتعاون مع اللجنة الثقافية بمهرجان مسقط، حيث يمكن لأي هاو أو محترف أن يمسك بالبخاخ أو قلم ويرسم ما شاء على حوائط وجدران وضعت خصيصا للرسم.
يقول باقر عبدالرضا المشرف على تنظيم هذه الفعالية: الهدف من إقامة هذه الفعالية هو تهيئة ساحة فنية للشباب المحليين المبدعين في هذا النوع من الفن وإبرازه للمجتمع وتعريفهم به ولفت نظر المسؤولين حتى يخصصوا مساحات أكبر للشباب المهتمين بهذا الفن.
وعن المشاركة قال: تم تسجيل المشاركين قبل أن يأتوا إلى هنا حتى يكون الملتقى منظم بشكل كبير وحتى لا تكون هناك رسومات جرافيتية خارج المسموح به، وهناك تقييم للمشاركين ورسوماتهم التي لا بد أن تتقيد بعادات وأعراف المجتمع وأن لا تخرج عنه، وسيقام أيضا يوم خاص للمهتمين والذين يودون تجربة الفن الجرافيتي.
وعن الفن الجرافيتي قال: هو يرمز لرسالة معينة وقد تطورت فكرته من أيام العصور الحجرية في الكهوف حتى الآن والذي أصبح يمارس على الجدران أو ديكورات الفنادق والمنازل والمقاهي والأندية.
وسألناه عن الفنانين الجرافيين فقال: الفنان الجرافيتي لا يقدر أن يرسم في مكان عام ويترك بصمته لذا فهو غير معروف أو مشهور مثل بقية الفنانين التشكيليين وهنا يأتي دورنا في تخصيص مساحة فنية لهم لإبراز مواهبهم وتشجيعهم لمزيد من التألق والإبداع .
ويضيف: الفن الجرافيتي هو في الأساس موهبة فنية للفنان لكن يمكن صقلها بالدراسة وخاصة في كيفية استخدام البخاخات وتشكيلها واستخدام الألوان بشكل احترافي وجذاب.
وعن الإقبال قال: كتجربة أولى سعيدين بما نشاهده من إعجاب الزوار وسؤالهم عن كل صغيرة وكبيرة حول هذا الفن الذي بدأ يجذب فئة كبيرة من الشباب.
وفي زاوية أخرى من المهرجان التقينا بالفنان حسين علي العامري من ولاية ازكي، حيث اتخذ مكانا منفردا لرسوماته الجميلة وأمامه طاولة فوقها كل أنواع بخاخات الألوان التي يستخدمها إضافة إلى انه يجفف لوحاته عن طريق اللهب أو النار وهي طريقة حديثة ومبتكرة في تجفيف اللوحات، وقد أبدى الزوار إعجابهم بطريقة رسمه ونفخه اللهب في لوحاته التي يرسمها بكل خفة واقتدار .
يقول حسين العامري: بدأت منذ الطفولة في الرسم الجرافيتي والتي كانت على الجدران لكنني الآن أرسم في لوحات وقد تطورت موهبتي كثيرا بفضل التشجيع الذي أجده وأيضا اطلاعي على هذا الفن وقراءة كل ما يدور حوله.
ويعد فن الجرافيت من الفنون الحديثة في السلطنة وهو فن الكتابة والرسم على الجدران، وهو فن يعبر عن قضايا المجتمع إضافة إلى أفكار الفنان، وغالبا ما يستعمل هذا الفن بالبخاخات يعتقد أن ممارسة الجرافيتي موجودة منذ قديم الزمان، أيام الحضارة الفرعونية والأغريقية والرومانية، تطور الجرافيتي عبر الزمن واليوم يسمى بالجرافيتي الحديث وهو يعرف بالتغيرات العامة لملامح سطح عن طريق استخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم أو أي مواد أخرى. ونشأ فن الجرافيتي الحديث في الستينيات من القرن الماضي في نيويورك بالِهام من موسيقى الهيب هوب.