تحدي توفير فرص العمل

بلادنا الثلاثاء ٢٩/يناير/٢٠١٩ ٠١:٤٨ ص

مسقط- خالد عرابي

تكشف رؤية عمان 2040 عن عدد من الطموحات وكذلك عدد من التحديات إلا أن السلطنة، بحسب عدد من الخبراء الدوليين، تستطيع تحقيق أهداف تلك الرؤية. يقول المتحدث الدولي ومستشار السياسات الألماني خوليو سافيدرا في تصريح لـ «الشبيبة»: إن نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية يمكن الوصول إليها فعليا؛ فالسلطنة توجهت إلى ذلك منذ فترة، كما أن هناك الكثير من دول المنطقة تتجه إلى ذلك، علاوة على أن الاحتياطات النفطية تتضاءل وعمان دخلت في ذلك، لذا فهي ستتجه إلى القطاع الخاص وسينمو ولذلك نسبة 93 % في 2040 ممكنة جدا، وكذلك بالنسبة لمساهمة الاستثمار الأجنبي.

وأكد خوليو سافيدرا على أن عمان تستقطب الآن العديد من الاستثمارات الأجنبية، غير أنه رأى أنه من الضروري أن يتم التعاون بين القطاعين العام والخاص مع افساح مساحة أكبر للقطاع الخاص، وأن يتم التسريع بإصدار قانون الاستثمار.غير أن سافيدرا رأى أن «التحدي الحقيقي الذي يواجه عمان ليس فيما جاء بالرؤية وإنما هو توفير فرص العمل، مشيرا إلى تخرج ما بين 30- 50 ألف خريج جديد سنويا وهؤلاء الخريجون يحتاجون إلى توظيف وفرص العمل ذات القيمة لذا فهذه هي المشكلة الحقيقية وليست في أسعار النفط. ومن المهم أن نفكر في كيفية تهيئة العمانيين لفرص العمل المتاحة وهذا يتطلب أن يكون التعليم الذي نوفره ممنهجا وموضوعا لمتطلبات سوق العمل الفعلية وكذلك من خلال التدريب والتأهيل المناسب».
ويرى مدير مركز هارفارد للتنمية الدولية وأستاذ ممارسات الاقتصاد في كلية كيندي لإدارة الحكومة، ريكاردو هوسمان، أنه لكي تحقق دولة ما رؤيتها فعليها الأخذ بما يناسب إمكانياتها وقدراتها وظروفها والميزات النسبية لديها والسلطنة لديها الكثير من ذلك بدءا من الموقع الإستراتيجي والأمن والأمان والسلام والاستقرار وبيئة الاستثمار التي تنقصها فقط القوانين والتشريعات وتسهيل بيئة الأعمال، ولكن التحدي الذي سيواجه عمان أن اقتصادها بدأ بالاعتماد على النفط مما جعل الرواتب التي يحصل عليها المواطنون واعتادوا عليها عالية جدا، في حين أنه عندما تتوجه إلى مصادر أخرى ومنها الصناعة مثلا فربما لن تقوى على دفع مثل هذه الرواتب، لذا على السلطنة التوجه إلى تغيير نوعية التفكير في الوظائف أو البحث عن فرص وقطاعات تستطيع أن توفر منتجات بأسعار تنافسية.