مسقط – ش اختتمت اليوم (الأثنين ) أعمال المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية عمان 2040 ، عمل المؤتمر على مدى يومين كمنصة وطنية لمناقشة الآليات والممكنات المناسبة لتحقيق الرؤى،وفرصة للمشاركين لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات في جوانب التنمية المستدامة، ومنصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في إعداد الرؤية المستقبلية عمان 2040
في ختام المؤتمر أوجز سعادة حمد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية، رئيس لجنة وضع الأولويات الوطنية وموائمة الاستراتيجيات برؤية عمان 2040 أبرز الملاحظات حول مؤشرات الرؤية التي تمحورت حول المؤشرات والتي ذكرت أن المؤشرات تبدو طموحة وتعكس تطلعات المجتمع، إضافة إلى الملاحظات الواردة بشأن مراجعة ما يتعلق بمؤشر QS لترتيب الجامعات ومدى الاستفادة من مؤشر شنغهاي، واستعرض بعض الملاحظات العامة الواردة حول الوثيقة والتي يأتي ضمنها أهمية التركيز على ممكنات وآليات تنفيذ أهداف الرؤية، وﺿﺮورة ضمان ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻤﻤﻜﻨﺎت واﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﻼزم ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺮؤﻳﺔ، علاوة على أهمية وضوح الأدوار المستقبلية لكافة القطاعات وتحديدا القطاع الحكومي، وتهيئة الآليات والسياسات لتواكب الثورة الصناعية الرابعة، وضرورة إعطاء الشباب فرصة أكبر للمشاركة في تحقيق الرؤية، بالإضافة إلى أهمية تطوير وتحديث التشريعات والهياكل التنظيمية،وهيكلة سوق العمل بالاعتماد على العمالة الماهرة، إضافة إلى ربط منظومة البحث العلمي والابتكار بالاقتصاد الوطني، وملاحظات تتعلق بالشراكات الاقتصادية الداخلية والخارجية، وتعزيز المهارات التقنية ومهارات المستقبل.
وأوضح سعادته أن عدد المتحدثين والمحاورين بالمؤتمر بلغ 53 متحدثا ومحاورا 73% منهم من العمانيين ، وبلغ عدد المشاركين بالمؤتمر بلغ ثلاثة آلاف وثلاث مئة واثنين وسبعين مشاركا، فيما سجل موضوع المؤتمر نسبة وصول بأكثر من مليوني مشاهدة لمحتوى حساب رؤية عمان 2040 عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما بلغ إجمالي حضور الجلسات الافتراضية المخصصة للمبتعثين على مدى يومي المؤتمر خمسمائة وست وأربعون مشاركا، ولك في ظل توجه المؤتمر لإشراك فئة المبتعثين في عملية صياغة الرؤية.
من جانبه قال سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط، رئيس اللجنة الفنية لرؤية عمان 2040 أن تنفيذ الرؤية هو مسؤولية مشتركة ، وأن سيجري العمل بجدية تامة للأخذ بالملاحظات والمرئيات الواردة بشأن الوثيقة الأولية للرؤية.
من جانبه قال ريكاردو هوسمان كبير خبراء الاقتصاد لدى البنك الأمريكي للتنمية سابقا، وأستاذ ممارسات التنمية الاقتصادية في جامعة هارفارد ومدير مركز التنمية الدولية – المتحدث الأول بالمؤتمر معلقا على مشروع رؤية عمان 2040 أن "الرؤية ليست وعدا، بل هي تحد مشترك ومسؤولية مشتركة للجميع".
حيث تضمن برنامج اليوم الثاني للمؤتمر جلسة حوارية حول دور القطاع الخاص في تحقيق الرؤية نوقش من خلالها أهمية اضطلاع القطاع الخاص بدوره في تحقيق الرؤية من خلال توليه لمسؤولياته في جانب قيادة نمو الاقتصاد، والمساهمة في عملية التنمية المستدامة وتعزيز أدواره في عملية التحول الاقتصادي.
تلا ذلك جلسة حوارية بعنوان "إدارة التغيير والتوجيه الإيجابي للسلوك الإنساني" تم عبرها مناقشة أهمية التحوّل وإدارة التغيير بما يتوافق مع رؤية عمان 2040 ، وأوجه وآليات إدارة التغيير وذلك بالتركيز على الاقتصاد السلوكي والتوجيه الإيجابي للسلوك الإنساني من خلال مناقشة أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال وبما يتوائم مع أهداف رؤية عمان 2040.
فيما تطرقت الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "التعاون والتكامل الاقتصادي وأهميته لتحقيق الرؤية" إلى المقومات التي تمتلكها السلطنة كالموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به علاوة على الاستقرار السياسي وتوفر الموارد الطبيعية والبنية الأساسية من مطارات وطرق وموانئ ،وأهمية تسخير هذه المقومات لجذب مزيد من الاستثمارات بما يدفع بعجلة الاقتصاد.
وناقشت الجلسة الحوارية الرابعة أفضل الممارسات الدولية لتحقيق الرؤى من خلال أطر ربط التخطيط التنموي والقطاعي وأطر دعم التنفيذ والمتابعة وإدارة الأداء عبر استعراض تجارب دولية في تحقيق الرؤى أو الخطط طويلة المدى.
تجدر الإشارة إلى أن عملية إعداد الرؤية المستقبلية عُمان ٢٠٤٠ تستند على عدد من المنطلقات الأساسية المتمثلة بالأولويات الوطنية للسلطنة، تقرير الموجهات الرئيسية لصياغة الرؤية المستقبلية عُمان ٢٠٤٠، البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي «تنفيذ»، مخرجات لجان وفرق عمل الرؤية ٢٠٤٠، الدراسات والتقارير الاستراتيجية، دروس ومنجزات رؤية عُمان ٢٠٢٠، أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ الصادرة من قبل الأمم المتحدة، الاستراتيجيات القطاعية، الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، خطة التنمية الخمسية التاسعة، التقارير والمؤشرات الدولية المتعلقة بركائز الرؤية، ومخرجات مكتب الرؤية المستقبلية عمان 2040.