ريال مدريد ينتصر للقضية الفلسطينية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٤/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٩ ص

باسم الرواس

لم يعد غريبًا على نادي ريال مدريد إطلاق المبادرات الإنسانية ذات الصلة بتعزيز مفهوم حق الحياة .. ونصرة "المظلوم" على "الظالم" ولو بعد حين .
لم يكن استقبال الطفل الفلسطيني أحمد الدوابشة سوى استكمالاً لما قام به النادي قبل 4 اشهر حين استقبل الطفل اللبناني حيدر مصطفى في خطوة لافتة تركت انطباعات مميزة عن مدى حرص النادي على إيلاء الجوانب الإنسانية دوراً بارزاً في أهدافه .
خطوة تلامس عن قرب كيف يتصرف "الكبار"، وتضع أمام العالم صورة ناصعة البياض للدور الذي من الممكن أن تلعبه المؤسسات الكبيرة في دعم قضايا الحق .
ويبدو أن الخطوات التي تقوم بها إدارة ريال مدريد ما هي إلا "تظهير" حقيقي لأهمية تفعيل "المسؤولية الاجتماعية" في النادي، حيث لا يترك النادي نافذة ممكن أن يطل منها على العالم إلا ويضع بصمته في هذا الإطار .

أين نحن المسؤولية الاجتماعية ؟

يكاد يغيب هذا الموضوع عن المشهد في الأندية الرياضية في العالم العربي - إلا فيما ندر - بسبب عدم "الاهتمام" والاكتفاء فقط بالأهداف التي تضعها على الأندية على شعارها "رياضي . ثقافي . اجتماعي" على سبيل المثال، فيما هي لا تمارس إلا دورها في الشق الرياضي فقط .
ويقفز إلى الاهتمام "عربياً" ما يقوم به نادي السد القطري من خلال التزامه بالمسؤولية الاجتماعية إذ يضعها في سلم الأولويات .
ويحدد "السد" رسالته بما يلي :" أن نخلق تأثير إيجابي في جميع مَن حَولنا ، من خلال برامج هادفة ، شراكات متينة ، وضمان استدامة مالية."
ويلخص السد أهدافه بأن يكون ضمن أفضل 5 أندية آسيوية في المسؤولية الاجتماعية بحلول عام 2016، ورفع الوعي بالعلامة التجارية لـ (السد (CSR في الأسواق الآسيوية بنسبة 30٪ عام 2016، والعمل على زيادة الأثر الاجتماعي لبرامجه في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 20٪ سنوياً فضلا عن تأمين مصادر دخل مالية جديدة وزيادة الرعايات بنسبة 15 ٪ سنوياً .
خليجياً أيضا، كان لافتاً أيضاً ما قام به وفد مؤسسة "ريال مدريد" الخيرية العام الماضي بزيارة نادي الهلال السعودي وبحث سبل التعاون بين مؤسسة ريال مدريد الخيرية والمسؤولية الاجتماعية بالنادي وكانت أهم الاتفاقات التي تمت إقامة مباراة ودية خيرية مع نادي ريال مدريد ويذهب ريعها للمؤسسات الخيرية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا .

الدوابشة أشعل الصهاينة !

نعود إلى أهمية خطوة ريال مدريد باستقبال الداوبشة، وردود الفعل التي خلفتها هذه الخطوة خصوصاً في الشارع العربي الذي قرأ من هذه الزيارة سطورًا افتقدها منذ زمن بأن فلسطين تبقى القضية المركزية مهما طال الزمن ومهما اختلفت الأولويات ... لقد ألهب النادي الإسباني بخطوته هذه الشعور بانتصار الحق بعدما عرّف العالم أجمع بما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني إثر قيام مستوطنين بإحراق منزل عائلة دوابشة في نابلس التي لم ينجُ منها سوى أحمد.

ويمكن لأي مواكب لوسائل التواصل الاجتماعي أن يدخل ويتعرف إلى ردود الفعل العنيفة التي عبّر عنها الجمهور الصهيوني بعدما استشاط غضباً احتجاجا على خطوة النادي الإسباني .. فانهالت الشتائم والكلام البذيء عبر موقع النادي الرسمي بسبب نشره صورة للطفل الفلسطيني بقميص ريال مدريد، ووصل الحد عند البعض إلى اتهام النادي الملكي بـ"العنصرية"!

باسم الرواس