مسقط - ش
يرعي صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان غدا الأربعاء افتتاح ملتقى الاستثمار الزراعي والحيواني والغذائي بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض ويستمر لمدة يومين.
ويهدف الملتقى إلى تفعيل مشاركة القطاع الخاص في الاستثمارات الزراعية والسمكية في السلطنة وتعزيز دور التنمية المستدامة حيث يعتبر وقفة تحليلية لتقييم ما تم إنجازه خلال الفترات السابقة وتحديد ما هو مطلوب إنجازه خلال الفترات القادمة مستندا إلى روؤية عمان 2040 في مجال الأمن الغذائي.
ويأتي هذا الملتقى الذي تنظمه وزارة الزراعة والثروة السمكية في إطار توجهات الحكومة لتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص في الاستثمار وسيستعرض المبادرات وقصص النجاح وفرص الاستثمار في السلطنة ودورها في تفعيل الاستثمارات الغذائية الداعمة للأمن الغذائي، كما يستعرض التطورات التقنية العالمية وكيفية الاستفادة منها في تعظيم العائد الاقتصادي.
ويجمع الملتقى المعنيين بالاستثمار الغذائي من القطاعين الحكومي والخاص والخبراء والباحثون والمهتمون والشركاء الآخرون لمناقشة واقع وآفاق الاستثمار الداعم للأمن الغذائي بالسلطنة من خلال جلسات حوار لبلورة الفرص الاستثمارية الواعدة.
ويتضمن برنامج الملتقى تقديم دراسات محورية تخصصية عن واقع وآفاق الاستثمار، والتمويل، والابتكارات، والتقانات في نظم الغذاء والشراكة بين القطاعين العام والخاص وإيجاد الحلول للتحديات، وعلى غرار هذه الجلسات المحورية سيتم تنظيم معرض استثماري مصاحب يتناول عرض الفرص الاستثمارية الواعدة مصنفة استنادا للأولويات وهي جاهزة للترويج بهيئة بطاقات تعريفية للمشاريع الاستثمارية.
ويصنــف قطــاع انتــاج الغــذاء فــي الســلطنة كأحــد القطاعــات الواعــدة نتيجــة لتحقيــق معدلات نمــو عاليــة ومســتمرة خــلال الســنوات الأخيرة فــي كل مــن القطاعيــن الزراعــي والســمكي فقــد ارتفــع حجــم انتــاج الغــذاء مــن 2.3 مليــون طــن عــام 2015 إلى (3.2 ) مليــون طــن عــام 2017 محققــا معــدل نســبة نمــو وقدرهــا 19.5% سنويا وازدادت قيمــة انتــاج الغــذاء إلى اجمالــي قيمــة المتــاح للاستهلاك مــن (%44 ) إلى %56 للسـنوات مـن 2015 إلى 2017 علـى التوالـي وبلغـت نسـبة الاكتفاء الذاتـي للسـلع المنتجـة إلى إجمالـي السـلع المسـتوردة النظيـرة 79% لعـام 2017 أمـا بالنسـبة لنسـب الاكتفاء للسـلع المنتجـة إلى إجمالـي السـلع المتاحـة للاستهلاك فقـد بلغـت %58 لعـام 2017، وبهـذا يتوقـع أن تدخـل كل مـن سـلع لحـوم الدواجـن والبيـض والخضـروات إلى مجموعـة سـلع الاكتفاء الذاتـي بالإضافة إلى الأسماك والتمـور.
وفـي ظـل الظـروف الاقتصادية التـي تشـهدها دول المنطقـة فقـد بـادرت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتشـكيل لجنـة للاستثمار الزراعـي والسـمكي (تمكيـن)عـام 2016 بهـدف تفعيـل مشـاركة القطـاع الخـاص فـي العمليـة الإنتاجية وتأسـيس شـراكات بيـن القطاعيـن العـام والخـاص وقـد تمكنـت مـن انجاز نحو (159 ) مشـروعا استثماريا حيــث تــم تنفيــذ بعضهــا والأخرى فــي طريقهــا للتنفيــذ، وهــذه المشــاريع ســتكون داعمــة إلى المشــاريع الجـاري تنفيذهـا مـن قبـل القطـاع الخـاص وكذلـك المشـاريع القائمـة المنفـذة حاليـا والمخطـط تنفيذهـا مـن قبـل الشـركة العمانيـة للاستثمار الغذائـي القابضـة والتـي يبلـغ عددهـا نحـو (11 )مشـروعا وبلا شك سـوف تسـاهم هـذه المشـاريع والفـرص الاستثمارية فـي توفيـر المزيـد مـن الغـذاء وفـرص العمـل خـلال المراحـل المقبلة.
وتزخـر السـلطنة بالعديـد مـن المزايـا والسـمات والخيـرات والهبـات الجاذبـة للاسـتثمار الزراعـي والسـمكي حيــث يشــكل موقعهــا الاستراتيجي المطــل علــى ســواحل بطــول (3165) كــم وتجمــع (3) بحــار غنيــة بالثــروات البحريــة ومخــزون ســمكي يشــكل أحــد الركائــز المهمــة لقطــاع إنتــاج الغــذاء خلال المرحلتيــن الحاليـة والمسـتقبلية ويعتبـر نقطـة ارتـكاز تجمـع بيـن الشـرق والغـرب والشـمال جاذبـا للاستثمار والتجارة الإقليمية والعالميـة. وتتميـز السـلطنة أيضـا ببيئـات مناخيـة متباينـة رطبـة وجافـة وطوبوغرافيـة متنوعة تشـكل مصـدرا مهمـا للتنـوع الأحيائي ومؤهـلاً لتنميـة وتطويـر القطـاع الزراعـي بشـقيه النباتـي والحيوانـي حيـث توجـد مصـادر تقليديـة وغيـر تقليديـة مـن الميـاه تسـتخدم فـي معظـم الأنشطة الزراعيـة والحيوانيـة، وتبـذل وزارة الزراعة والثروة السمكية جهـودا لضمـان إدارتهـا بكفـاءة عاليـة لضمـان اسـتدامتها. كذلـك توجـد المراعـي الطبيعيـة التـي تمتـد علـى مسـاحات واسـعة فـي شـمال وجنـوب السـلطنة تمثـل مصـدر علفي غذائـي مهم للحيوانات المزرعيـة التـي تقـدر أعدادهـا بنحـو (3.5) مليـون رأس مـن الأبقار والإبل والماعـز والضـأن تشـكل مصـدرا مهمـا لإنتاج الحليـب واللحـوم.