مركز عمان للموسيقى التقليدية يتطلع لفتح فروع له في محافظات السلطنة

بلادنا السبت ١٩/يناير/٢٠١٩ ١٦:٠٣ م
مركز عمان للموسيقى التقليدية يتطلع لفتح فروع له في محافظات السلطنة

مسقط - العمانية
قال مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية مسلم بن أحمد الكثيري "إن المركز باعتباره بيتا للموسيقى العمانية يتطلع إلى إن يكون له مبنى مناسب يستوعب مرافقه ونشاطاته وفتح فروع له في محافظات السلطنة من أجل تفعيل دوره في المحافظة على الموسيقى التقليدية العمانية وتنمية المهارات وبناء القدرات الموسيقية وإقامة الأنشطة والفعاليات الموسيقية المختلفة".
ويحتفي مركز عُمان للموسيقى التقليدية التابع لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني خلال شهر يناير الجاري بالذكرى الخامسة والثلاثين على تأسيسه كثمرة من ثمرات العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي حظيت الثقافة والفنون في عهده المبارك بالرعاية والعناية الساميتين، حيث أن الموسيقى من أبرز المجالات الثقافية العُمانية التي تأثرت بفكر جلالته ـ أعزه الله ـ وهو ما نشهده في الواقع المعاصر مما كان له الأثر العميق على حاضر الموسيقى العُمانية وتطورها.
ويؤكد مركز عُمان للموسيقى التقليدية على أهمية الواقع الموسيقي العُماني الذي تشكل متأثراً بفكر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -وعلى أهمية دور المركز في بلورة هذا الواقع الموسيقي المعاصر منذ تأسيسه في يناير من عام 1984.
وقال الكثيري إن المركز عمل منذ تأسيسه على الاهتمام بثلاثة مجالات رئيسية شملت الجمع والتوثيق، والبحوث والدراسات الموسيقية، والأنشطة والفعاليات، وبرامج بناء القدرات والمهارات الموسيقية، وبلغ عدد المواد المحفوظة في أرشيفه بعد عام من تأسيسه أكثر من 21930 من التسجيلات السمعية والمرئية والصور الضوئية. أما اليوم فنحن نتحدث عن أضعاف هذا العدد من الوثائق في مكتبة المركز السمعية والمرئية.
وأضاف الكثيري أنه "منذ عام 2017م عملنا على تنويع وسائل التوثيق لتشمل بالإضافة إلى التسجيل الميداني إنتاج برامج وأفلام وثائقية، وفيديو كليبات، وطوابع بريدية. وكان أول طابع بريدي انتجه المركز في عام 1985م بمناسبة انعقاد الندوة الدولية لموسيقى عُمان التقليدية، وفي الواقع لم يتوقف نشاط الجمع والتوثيق، وظلت المهام الميدانية مستمرة تقريباً بشكل سنوي حتى 2000م، ولكن ومنذ 2017م عاد المركز إلى القيام مجدداً بهذه المهام الميدانية وخاصة في الولايات التي لم يشملها من قبل أو لم يستكمل فيها الجمع الميداني، وفي سبتمبر من عام 2017م وثق المركز بالتسجيل السمعي والمرئي العديد من فنون الموسيقى التقليدية لأول مرة للناطقين بالعربية المهرية والعربية البطحرية في ولايتي المزيونة وشليم.

ومن محاسن الصدف أن فريق المركز سجل في نيابة الشويمية مع مجموعة من كبار السن هم آخر المتحدثين بالبطحرية والحافظين لأغانيها وأشعارها في النيابة، كما قام فريق العمل الميداني بالمركز في شهر ديسمبر من عام 2018 بمهمة ميدانية في ولايتي ثمريت، ومقشن، وفي هذا العام 2019 سوف يقوم فريق العمل الميداني بمهمة ميدانية في ولايات محافظة الوسطى. وهذه الولايات الصحراوية بشكل عام أصبحت بفضل انتشار التعليم الحكومي وعوامل الاستقرار الحضري تفقد بعض خصوصية ثقافتها الموسيقية وبشكل خاصة الولايات التي يتحدث مواطنوها بلغات عربية قديمة أو لهجات مميزة كالكثيرية، والمهرية والبطحرية والحرسوسية وغيرها".
وأكد مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية في هذا السياق قائلا "نعمل على ملاحظة التغييرات الحاصلة في ممارسة فنون الموسيقى التقليدية ومناسبات أدائها في المجتمعات التقليدية، وفي الواقع هناك العديد من المتغيرات المرصودة في مجالات التوارث وأساليب الأداء الفني من جهة والوظائف التقليدية من جهة أخرى، وهذا ما نصفه بالاستبدال الوظيفي والفني؛ وهي الوسيلة الجديدة التي ضمنت استمرار العديد من فنون الموسيقى التقليدية وقوالبها الفنية اللحنية والإيقاعية وأدائها الحركي".

وتطرق مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية التابع لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني إلى فعاليات وأنشطة المركز النوعية التي تثري النشاط الثقافي والفني فقال إن " المركز أقام العديد من الفعاليات والأنشطة، لعل أبرزها ــ بالإضافة إلى الندوة الدولية ـــ ملتقى العود الدولي في عام 2006م بمناسبة مسقط عاصمة الثقافة العربية، وشارك فيه نخبة من العازفين وصناع آلة العود، ينتمون إلى أقطار كثيرة عربية وأوروبية إلى جانب تركيا وإيران"، مشيرا إلى أن جدول المركز مزدحم بالأنشطة والفعاليات التي ينظمها طوال العام في مسقط وخارجها، وفي هذا السياق لا يكاد شهر يخلو من نشاط، وهي متنوعة، كالمحاضرات واللقاءات، والبرامج المخصصة للفرق الشبابية، وفرق الموسيقى التقليدية، والأمسيات بمناسبات مختلفة تحييها فرقة المركز الموسيقية التي تتكون من الموسيقيين الموظفين وأعضاء من غير الموظفين في بيت الموسيقى العُمانية بالمركز".

وأشار إلى أن فرقة المركز الموسيقية تعتبر منصة موسيقية تجمع المحترفين والهواة في مجال العزف والغناء والرقص، وبالإضافة إلى إقامة الأمسيات ينفذ المركز بواسطة هذه الفرقة برامج عديدة مثل: برنامج بناء القدرات والمهارات الموسيقية الذي يضم إقامة الحلقات الموسيقية، ورعاية المواهب ورعاية أنشطة فرق الشباب الموسيقية، وبرنامج الدروس المسائية في مجالات العزف والغناء".