مسقط -
ضمن فعاليات مهرجان مسقط السينمائي الدولي التاسع الذي تنظمه الجمعية العمانية للسينما، أقيمت مساء الثلاثاء في النادي الثقافي- ندوة بعنوان «الرواية والفيلم السينمائي» قدمها الناقد علي أبو شادي وحضرها عدد من الكتاب والنقاد والصحفيين والمهتمين بالمجال السينمائي.
وتحدث أبو شادي عن العلاقة التي تربط الأدب الروائي بالسينما، وقال إن الرواية تعد أحد أهم مصادر الفيلم السينمائي فالأعمال السينمائية المقتبسة عن أعمال أدبية أفضل ما أُنتج في تاريخها الطويل نسبياً، فالأدب بشتى أنواعه ملهم لكتاب السينما ومخرجيها، والرواية بشكل خاص هي الأقرب من حيث مضمون الفكرة والشخصيات والفترة الزمنية إلى السيناريو السينمائي أو كما نسميه النص السينمائي.
وأضاف: أن السيناريو السينمائي المعد أو المقتبس عن عمل أدبي هو بمثابة كتابة إبداعية، فكل منهما يحمل في النهاية روح صاحبه ولا أحد مسؤول عن عمل الآخر، وكما كان محفوظ يقول دائماً، رأيي بين دفتي كتاب، أما الفيلم فهو رؤية كاتبه ومخرجه.
وتناولت الندوة عدة محاور مهمة تطرق إليها الفنان من أهمها نشأة العلاقة بين السينما والأدب وضوابط الاقتباس وتطرق إلى دور السيناريست ومسؤوليته الكبيرة في تحويل الكلمة إلى صورة، دور السينما في التعريف بالرواية أو العكس، والفرق بين الفيلم والرواية لدى القارئ أو المشاهد، فالسينما تمتلك عناصرها الخاصة ووسائل تأثيرها كالموسيقى والمونتاج والديكور والتمثيل وغيرها، بينما تمنح الرواية للكاتب والقارئ الحق في أن يشعل خياله ويجمح به إلى آفاق قد لا تستطيع السينما بلوغها مهما كانت حداثة تقنياتها، وإذا كانت الرواية تستطيع أن تعبر الزمن ويحكي الروائي عن أحداث تدور في ألف عام في آلاف الصفحات التي تستغرق قراءتها عشرات الساعات، إلا أن الفيلم المتراوح بين ساعتين أو ثلاث على الأكثر يحكم عملية البناء ومن ثم تتم عمليات الاختصار والاقتصاد والتكثيف والتركيز في السرد السينمائي.
انتقل بعدها إلى السينما في الخليج من حيث بداية ظهورها وأسباب تأخرها حيث الارتباط الوثيق بين الظروف الثقافية والسياسية في الدول ككل، ولكن حسبما ذكر الناقد أبو شادي أنه ليس متشائما من نمو السينما الخليجية فهي تنمو بشكلٍ واضح واثق الخطى وخاصة من جيل الشباب المتعطش لتنميتها والذي يمتلك طاقات ومواهب إبداعية واعدة.
كما ذكر أهمية الدور الذي يقع على الدول العربية لانتعاش السينما والفن بشكل عام، من حيث توفير دور العرض والمعاهد والدعم المختلف والمناخ المناسب لها، وهذه التحديات قد تكون على الشباب فيجب أن يحاولوا لتعديها بشكلٍ ما.
اختتم أبو شادي حديثه بالقول: نأمل أن نرى نهضة فنية وسينمائية في الخليج منتعشة كما كنا نراها في مصر في مطلع الستينيات والسبعينيات.