أهمية الاستثمار في منظومة الاقتصاد

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٧/يناير/٢٠١٩ ٠٤:٥٠ ص
أهمية الاستثمار في منظومة الاقتصاد

علي بن راشد المطاعني

في الوقت الذي تبذل فيه الجهات المختصة بالتشغيل بالقطاع الخاص جهودا جبارة في تمكين الشباب من العمل في الشركات والمؤسسات وتقوم بكل ما يمكن القيام به لتحقيق هذا الهدف سعيا دؤوبا مابين كافة الأطراف ذات العلاقة، إلا أن الحقيقة المثلى تشير إلى إنه وفي حالة عدم وجود آليه فاعلة ومتماسكة لجذب الإستثمارات للبلاد فإن هذه الجهود الرامية لتشغيل الشباب ستغدو عديمة الجدوى، وذلك لن يتسنى إلا من خلال تبسيط وتسهيل الإجراءات أمام الإستثمار كفكر وأمام المستثمرين الجادين، وفي ذات الوقت إنهاء حالة عدم اللامبالاة من قبل بعض الموظفين عبر المماطلة والتسويف والتأخير في إنهاء المعاملات وإبطاء وتيرة الإنجاز، وغيرها من معوقات العمل الإقتصادي التي نشاهدها ونسمع عنها في جهاتنا الحكومية للأسف.
إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا بشأن إيجاد فرص عمل للشباب المتدفق من مؤسسات التعليم العالي يحتم علينا العمل بكل طاقاتنا لتوسيع منظومة إقتصادنا الوطني لأقصى مدى ممكن، وليغدو قادرا على إستيعاب المخرجات وملبيا للمطالب المنادية بالمزيد من المزايا والتسهيلات، وفي ذلك إضافة هائلة لقيمة المنظومة الاقتصادية وللأسواق وللمجتمع من خلال إثراء الحراك الاقتصادي ومده بزخم وحراك فاعل هو في أمس الحاجة إليه، والعودة حتما بفائدة مؤكدة على الجميع.
هذه التصورات تحتاج لعصا موسى على مايبدو أو لوصفة سحرية لنقاوم بها العثرات المعرقلة لفكرة حتمية جذب الإستثمار والمتمثلة في الإجراءات العقيمة والأمزجة غير القابلة للإستقرار والإعتدال والمتمسكة بإجراءات سلحفاتية ممتزجة ببعض الحسد أحيانا إضافة لنرجسية لامبرر لها أصلا وجميعها معوقات تقف كحجر عثرة أمام المستثمرين.
هذا الواقع لابد من مواجهته عبر أنظمة صارمة تفرض على الموظف إلتزامات واضحة في إنجاز المعاملات وتخليصها وإيجاد حلول مبتكرة لها بأي شكل من الأشكال ، إشارة إلى أن المستهدف بهذه الحلول هو شخص جاءنا بكامل إرادته الحرة حاملا أموالا له يرغب في تنميتها في هذا البلد دون غيره من بلاد الله من خلال شركة أو مصنع أو أي نشاط مفيد لنا ولأبنائنا ، فأقل ما يمكن تقديمه له هو الإحترام والتقدير والإعزاز وتسهيل كل مهامة وإختصار كل خطواته في أسواقنا وهذا هو مغزى الترحاب والإكرام في مفهوم الاقتصاد وليس العكس بأي حال من الأحوال.
بالطبع لا ننكر حقيقة وجود جهات وموظفين واعين ومدركين لمتطلبات المرحلة وماهية ومعنى ومغزى الإستثمار وفائدته وجدواه للوطن والمواطن، ولكن هناك فئة من الموظفين يحتاجون إلى إعادة صياغة فكرية لإجتثاث جرثومة التفكير السطحي التي تسيطر على تصرفاتهم بغرض تأهيلهم للتعامل بإيجابية مع هذا الملف الحيوي والمصيري في آن معا ، فبدون هذا الإجراء لاينبغي علينا أن نمنى أنفسنا بتدفق شلالات الإستثمار في مياهنا الإقليمية، وسيبقى إقتصادنا في معزل عن كل إحتمالات توسيعه.
نأمل أن يعي الجميع في الأجهزة الحكومية حجم المسؤولية في هذا الشأن، فالتطور والتقدم والإزدهار الاقتصادي لن يتأتى إلا من خلال جذب المزيد من الإستثمارات للبلاد، وجذب الإستثمارات يعنى توفير المزيد من فرص العمل لشبابنا من الخريجين وغيرهم وهم في تزايد عاما بعد آخر كما نعلم.