الفنون البدوية سفر و حنين إلى الماضي

مزاج الأربعاء ١٦/يناير/٢٠١٩ ٢١:٢٩ م
الفنون البدوية
 سفر و حنين إلى الماضي

مسقط - عبدالله بن خلفان الرحبي

تلقى البيئة البدوية إقبالا كبيرا من زوار مهرجان مسقط 2019 بمتنزه العامرات وتشد الزائر الألحان الشجية و الفنون التي تنشد بطريقة حية و بشكل يومي ومنها فن التغرود التي يسافر معها الزوار بكل حنين إلى الماضي بقساوته وبجمالياته.
وتكمن قيمة فن التغرود في أنه يمثل عنصرا من عناصر التراث الثقافي غير المادي للفنون البدوية وهو لون جميل من الفنون الشعبية التي يتم فيها الغناء على ظهور الجمال وهي تَخُب ويؤديه رجل أو مجموعة من الرجال أثناء السفر، وقد يؤدي البدوي التغرود وهو جالس للسمر، ويؤدى هذا النمط الغنائي بلهجات مختلفة في البوادي العمانية المنتشرة في كل من المحافظات العمانية كما أنه ينقسم إلى عدة أقسام هي البوش والطارق والونة.

تغرود البوش
ينشد تغرود البوش (وتعني الجِمال) على ظهور الجِمال وهي تخبّ بمعنى أول سرعتها بعد المشي فتكون حركتها بمثابة إيقاعات لترديد أبيات الشعر، وذلك أنه إذا زادت سرعة الركوبة على هذه السرعة فإن أي إنشاد فوقها سيكون متعذرا، لأن الراكب لن يستطيع التقاط نَفَسه، وضبطه بسبب شدة حركة الركوبة. وكان في الماضي يؤدّى والرجال متجهون في رحلات السفر الطويلة سواء كانت رحلات تجارة أو غيرها، وهو إنشاد جماعي في صورة نغمية ثابتة تتميز باستطالة حروف المد في نغمة متموجة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب، ويمكن للراكب أن ينشد التغرود منفردا، ويمكن أن يؤديها اثنان يتناوبان الأداء، ولذا فإن هذا الفن يسمى “بشلة الركاب” إشارة إلى أدائه والركاب تسير، وقد يسمى أيضاً (همبل الركاب) أو (همبل البوش) لذات السبب، وتمارسه البادية في مختلف محافظات ومناطق السلطنة.

فن الطارق

من فنون البدو، ويغنيه صاحبه على ظهر الهجن أو جالسا على الأرض، ويتشارك اثنان من المغنين في أدائه، حيث يبدأ أحدهما ثم يتلقف الآخر الشعر والنغم في نهاية البيت الشعر . ويتناول مغني الطارق العديد من أغراض الشعر في غنائه، وإن كان أغلبه في الغزل والذكريات. أو مدح ناقته والتغني بفضائلها.

فن الونة

هو غناء الذكريات، ويؤديه البدوي منفردا لتسلية نفسه وهو على ظهر ناقته في رحلة طويلة هكذا كان قديما بالطبع. أما الآن فيؤديه المغني وقد وضع إحدى راحتيه على خده وهو يغلق عينيه أثناء الغناء. ومن حوله يتحلق البدو جلوسا على الأرض ويتحدث في معظمه عن الغزل والذكريات، وقليلا ما يأتي في مدح الإبل.