قسم الآثار بالجامعة يكتشف مرور حضارتين قبل 5 آلاف سنة

مزاج الأربعاء ١٦/يناير/٢٠١٩ ٢٠:٠٥ م
قسم الآثار بالجامعة يكتشف مرور حضارتين قبل 5 آلاف سنة

مسقط - ش
قامت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الآثار في كليه الآداب والعلوم الاجتماعية، بالانتهاء من أعمال التنقيب الأثري للموسم الثاني 2019م بموقع الغريين في ولاية المضيبي بمحافظة الشرقية وذلك بالتعاون مع وزاره التراث والثقافة. وكشفت أعمال التنقيب عن مرور حضارتين عريقتين في هذا الموقع الأثري، وتعود هاتان الحضارتان إلى العصر البرونزي المبكر (2000-3500) قبل الميلاد مع وجود فترة انقطاع استيطاني طويل بينهما، وتعود الحضارة الأولى إلى ثقافة حفيت التي تؤرخ إلى الفترة الممتدة من 3500 وحتى 2000 قبل الميلاد.

كما أكدت الاكتشافات الأثرية التي قام بها الفريق في موقع الغريين أن سكان هذه الثقافة قاموا ببناء مستوطنة كبيرة، شيدت مبانيها من الحجارة غير المشذبة كما أنها كانت تنتشر على مساحة واسعة من الموقع الأثري. ويشير الدليل إلى أن سكان هذه الثقافة اعتمدوا بشكل كبير على في اقتصادهم على إنتاج النحاس والاتجار به إذ عثر على بقايا لكسر أفران صهر النحاس. وفي مرحلة ما من فترة حفيت (2000-3500) قبل الميلاد هُجر موقع الغريين تماماً وذلك لأسباب ما زالت مجهولة لدى الباحثين في قسم الآثار على أمل الكشف عنها لاحقاً في المواسم القادمة.

حضارة أم النار
وبعد مرحلة انقطاع وهجران للموقع دامت لعقود طويلة، أعيد الاستيطان مرة أخرى في الموقع ذاته. وذلك خلال الفترة المتأخرة من العصر البرونزي المبكر وهي الفترة التي سادت فيها حضارة أو ثقافة أخرى هي ثقافة أم النار. والتي أرخت في الفترة الواقعة بين 2500 وحتى 2000 قبل الميلاد.

وقامت ثقافة أم النار ببناء مستوطنة كبيرة اتسمت مبانيها بالضخامة وكانت مساحتها تزيد في بعض الحالات عن أكثر من 400 متر مربع. بنيت مبان هذه الفترة فوق ركامات مباني القرية المبكرة. كما أعيد في أحيان أخرى استخدام حجارة المباني القديمة في بناء المساكن الجديدة. تميزت مستوطنة ثقافة أم النار في الغريين بعدد كبير من المباني السكنية، وبرج ضخم في وسطها بالإضافة إلى عدد كبير من المدافن التي انتشرت على أطراف وادي عندام في الجهة الجنوبية الشرقية من المستوطنة.

أما عن اقتصاد حضارة أم النار فقد اعتمد اقتصادها المعيشي على الزراعة وتعدين النحاس، الذي كان يبدو أحد السلع المهمة التي تاجر بها سكان الغريين القدامى مع مناطق مختلفة من العالم القديم آنذاك وبالأخص بلاد السند وإيران، إذ عثر على فخار من تلك البلاد داخل الموقع الأثري.