المستوطنون يشكلون وحدة عسكرية شرطية للتصدي للبناء الفلسطيني بالضفة والقدس

الحدث الأربعاء ٢٣/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٨ م
المستوطنون يشكلون وحدة عسكرية شرطية للتصدي للبناء الفلسطيني بالضفة والقدس

القدس - نظير طه

بادر مستوطنون إسرائيليّون من المجمّع الاستيطانيّ "غوش أدوميم" لإنشاء وحدة شرطيّة تطوعيّة من أجل مكافحة ما أسموه "استيلاء فلسطينيّ على أراضي المجمّع الاستيطانيّ".
وأشارت الشّرطة الإسرائيليّة، إلى أنّ هذه الوحدة 'تضاعف من القوّات ذات الجودة'، إذ تدرّب عناصرها من المستوطنين في دورة للشرطة المدنيّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ ما يسمّى "منتدى غلاف القدس"، وهو منتدى أقامه مستوطنون من مستوطنات "كفار أدوميم، نوفي بورات، ألون ومتسبيه يريحو"، يهدف كما صرّح منشئوه للتّصدّي للبناء البدويّ ، بين معاليه أدوميم وأريحا".
ويشار إلى أنّ الاتّحاد الأوروبيّ يموّل جزئيًّا السّكان الفلسطينيّين الذين يسكنون الأراضي المحيطة بمستوطنات 'غوش أدوميم'، لمعاونتهم على ظروف المعيشة القاسية التي يعاني منها سكّان المنطقة.
وينوي المنتدى تشغيل الوحدة الشّرطيّة الجديدة والمباشرة بإجراء جولات ميدانيّة خلال عيد المساخر، الذي يحلّ اليوم الأربعاء وكذلك في نهاية الأسبوع المقبل، بينما يكون موظّفو 'الإدارة المدنيّة' في عطلة الأعياد اليهوديّة.
وصرّح النّاطق بلسان المنتدى، أريك بن شمعون، لصحيفة "هآرتس" العبرية، الصّادرة صباح اليوم الأربعاء، أنّه في العام الماضي 'استغلّ الفلسطينيّون عطلة عيد المساخر لإنشاء 22 مبنى جاهزًا للبدو في عدّة مقرّات في المنطقة'، وأضاف أنّ الجولات الميدانيّة أعدّت خصّيصًا لمنع تكرار مثل هذه الخطوات.
وجاءت هذه المبادرة في أعقاب تدوينة على حساب الفيسبوك الخاصّ بمستوطنة "نوفي بورات" التّابعة للمجمّع الاستيطانيّ "غوش أدوميم"، نشرت بداية كانون الثّاني/يناير الماضي، إذ توجّهت التّدوينة إلى "متطوّعي مشروع حراسة الأراضي وسكّان غوش أدوميم"، داعيًا لأمسية دعائيّة تنظّمها الشّرطة في مستوطنة "كفار أدوميم".
وعرضت التّدوينة المبادرة على أنّ هدف الفكرة 'إنشاء وحدة شرطة في إطار نشاطات حراسة الأراضي وحراسة الأمن في "غوش أدوميم" و تحويل 'نشاط التّطوّع لحراسة الأراضي لوحدة شّرطيّة ، يشكّل سكّان غوش أدوميم عناصرها'.
وأشارت التّدوينة إلى أنّ الوحدة ستعمل بالتّعاون مع شرطة المستوطنة، ليحمل متطوّعوها شهادة متطوّعين شرطيّين وليستقلّوا سيّارات شرطة.
وأعلن النّاطق بلسان المنتدى، أنّ 'المتطوّعين سيعملون في حدود الخطّ الأزرق في المستوطنات'.
ويشتكي الفلسطينيّون من سكّان القرى المحيطة بمجمّع مستوطنات 'غوش أدوميم' تضييق خانق على تحرّكاتهم وعلى حياتهم اليوميّة، نتيجة سياسة الدّولة عمومًا، والمستوطنين بالتّعاون مع قوّات الأمن والشرّطة، على وجه الخصوص.

من جهة أخرى اندلعت مواجهات في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، فجر امس الأربعاء، إثر اقتحام مئات المستوطنين لمقام إسلامي، وأدائهم طقوساً دينية بحماية من قوات الاحتلال، التي أغلقت محيط المنطقة ومنعت حركة المواطنين.
ونقلت حافلات تابعة للاحتلال مئات المستوطنين الإسرائيليين لمنطقة "بلاطة البلد"، شرقي المدينة، بحماية من آليات ومركبات عسكرية فيما اقتحم المستوطنون مقام "قبر يوسف"، وأدّوا طقوساً تلمودية فيه، حسب مصادر محلية.
وأضافت المصادر، أن مواجهات اندلعت في محيطة المنطقة، لا سيما مخيم بلاطة وشارع عمان، شرقي نابلس، واعتلى جنود إسرائيليون أسطح المنازل بعد اقتحامها، وأطلقوا أعيرة مطاطية وقنابل صوت وغاز.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع اتجاه منازل المواطنين، والذي أصيب عدد من سكانه بحالات اختناق.
ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر "مقام قبر يوسف"، والذي كان في السابق مسجداً إسلامياً، وفيه ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات، من بلدة "بلاطة"، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع يهودي مقدس بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب عام 1967، ليشكّل المقام الذي يقع شرقي مدينة نابلس "بؤرة توتّر" في المنطقة، على ضوء التواجد المستمر للمستوطنين وقوات الاحتلال في المكان، وما يتعرض له المواطنون الفلسطينيون سكان الأحياء المجاورة للمقام من مضايقات واستفزازات باستمرار.
وكان مستوطنو الخليل قد اقاموا حفلا في ساحات الحرم الإبراهيمي بالخليل وامتد حتى ساعات الفجر ، وتعمد المستوطنون استخدام مكبرات صوت كثيرة مما تسبب في استفزاز سكان مدينة الخليل.
ودعا المستوطنون لإعادة إقامة مملكة داوود في الخليل والقدس ، إضافة إلى غنائهم للأغاني العنصرية الداعية لطرد العرب من الخليل.
وقد جرى الاحتفال تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال والتي عملت على إغلاق منطقة الحرم أمام السكان ومنعتهم من الحركة في محيط الحرم.
كما أدى مئات المستوطنين فجر امس الأربعاء صلوات وطقوس دينية في قبر يوسف بالقرب من مخيم بلاطة شرق نابلس.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية "ان عشر حافلات تقل مايقرب من 500 مستوطن وصلوا إلى قبر يوسف وسط حراسة أمنية مشددة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي حيث أدوا الصلوات والطقوس الدينية حتى ساعات الصباح الأولى".
وقد اندلعت مواجهات بين قوات الإحتلال وعشرات الشبان في محيط قبر يوسف حيث أطلقت قوات الإحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بإتجاه الشبان وقد أصيب عدد منهم بحالات اختناق.