روسيا : محادثات السلام السورية تحتاج للصبر

الحدث الأربعاء ٢٣/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٣ م
روسيا : محادثات السلام السورية تحتاج للصبر

موسكو – عواصم – ش – وكالات

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف امس الأربعاء إنه كان من المتوقع دوما أن تكون محادثات السلام السورية الجارية في جنيف طويلة وصعبة وإن من السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المحادثات.
وكان بيسكوف يرد على سؤال من رويترز عما إذا كانت روسيا ستشجع وفد الحكومة السورية في جنيف على المشاركة في المفاوضات بشكل ملموس بشأن الانتقال السياسي.

كيري في موسكو
من جهة اخرى وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الاربعاء الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على امل دفع محادثات السلام حول سوريا قدما بعد انسحاب جزئي للقوات الروسية الا ان قلة من الخبراء يتوقعون ان يحقق تقدما كبيرا مع الكرملين الذي حقق اهدافه على المدى القصير ويريد تسجيل نقاط اضافية.
وبعد ان ضمن بوتين عودته الى طاولة القرار السياسي في العالم وبان حليفه النظام السوري لم يعد يواجه خطرا محدقا، امر بانسحاب القسم الاكبر من قواته من سوريا دون ان تمنى بخسائر كبيرة.
ويرى المراقبون الان ان الانفصاليين الموالين للكرملين في شرق اوكرانيا يزيدون الضغوط على خط وقف اطلاق النار على امل عدم تجديد العقوبات الاوروبية المفروضة على روسيا هذا الصيف قبل الانتخابات التشريعية الروسية في سبتمبر.
وقارن يورغ فوربريغ الخبير لدى صندوق مارشال الالماني في الولايات المتحدة زيارة كيري الحالية الى موسكو باخرى قام بها العام الماضي لمقابلة بوتين في سوتشي بعد ان ساعدت موسكو واشنطن انذاك في التفاوض على الاتفاق النووي الايراني.
ويريد كيري من موسكو ان تساعد في دفع عملية السلام السورية قدما كما فعلت في السابق عندما التزمت بجانبها من الاتفاق الايراني وشحنت مخزون ايران من اليورانيوم.
الا ان فوربريغ الخبير في شؤون وسط وشرق اوروبا اعرب عن شكوكه لفرانس برس من قدرة كيري على "استغلال هذه اللحظة الايجابية"، مضيفا ان "روسيا حصلت مبدئيا على كل ما كانت تريده من هذا التدخل". وطالما ان مصالحها ليست مهددة مجددا، فلن يضيرها ان تترك محادثات السلام تطول الى ما لا نهاية.

حافز جديد
في المقابل، يرى ستيفن بايفر السفير السابق الى اوكرانيا وعضو مجلس الامن القومي الاميركي، ان الكرملين لن يخفف من دعمه للمحادثات بعد ان احضر النظام السوري الى طاولة المفاوضات.
وقال بايفر الخبير في معهد بروكينغز في واشنطن لفرانس برس "بعد ان اعلن بوتين النصر نوعا ما الاسبوع الماضي، بات لدى روسيا حافز لنجاح المفاوضات".
واضاف بايفر "من المؤكد ان الاسد الان في موقع اكثر استقرارا بالمقارنة مع الصيف الماضي، لكن اي تدهور جديد سينعكس سلبا على بوتين لانه سيضطر الى اعادة ارسال قواته".
واكد متحدثون روس واميركيون ان سوريا ستكون موضوعا اساسيا في المحادثات الخميس، كما ان النزاع في اوكرانيا سيكون ايضا على جدول الاعمال ويمكن ان يشكل فرصة لبوتين لتسجيل نقاط ازاء الغرب.
ويتوجه ايضا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الى الكرملين. وفرنسا والمانيا في طليعة الدول الغربية التي تطالب بتطبيق بروتوكول مينسك 2014 الذي ينص على ان تعمل روسيا على تهدئة حلفائها في شرق اوكرانيا بينما تعدل هذه الاخيرة دستورها لاجراء انتخابات جديدة تمنح منطقة دونباس استقلالا ذاتيا فدراليا.

وقف اطلاق النار
الاسبوع الماضي، صرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية لصحافيين ان الاسابيع الماضية شهدت زيادة ملحوظة في انتهاكات وقف اطلاق النار وهو ما نسبه الى رغبة بوتين في زيادة الضغوط السياسية على كييف.
يذكر ان وزارة الدفاع الروسية اعلنت امس الأربعاء أن طائرة نقل عسكرية أقلعت من قاعدة "حميميم" في سورية عائدة إلى روسيا وعلى متنها 160 من العسكريين الروس الذين خدموا هناك.
وأوضحت الوزارة أن العسكريين الذين غادروا "حميميم" على متن هذه الطائرة كان يقومون بتنفيذ مهمات تقنية وتقديم خدمات اجتماعية في القاعدة الجوية، مشيرة إلى أن الوزارة قررت إعادتهم إلى الوطن بسبب سحب القوات الروسية الأساسية من سورية.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني عن الوزارة أن طائرة شحن أقلعت من "حميميم" أيضا، وستنقل إلى روسيا معدات عسكرية متنوعة وثلاث مروحيات كانت تقوم بحماية قاعدة "حميميم".

مستقبل " الاسد "
من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارته امس الأربعاء لموسكو أنه لا يرى دورا للرئيس السوري بشار الأسد ضمن قيادة مستقبلية في بلاده.
وقال شتاينماير في تصريح اليوم الأربعاء لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء: "أنا شخصيا لا أستطيع أن أتخيل أنه وبعد 250 ألف قتيل و 12 مليون لاجئ يمكن أن يجد الأسد بالذات القبول الضروري لدى جميع طوائف الشعب".
غير أن شتاينماير أكد وطبقا لما أوردته الخارجية الألمانية ضرورة أن يتفاهم السوريون أنفسهم من خلال مائدة المفاوضات بشأن المستقبل السياسي لبلادهم.
يشار إلى أن روسيا تدعم الأسد.
ويعتزم شتاينماير حسب الخارجية الألمانية التحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بشأن عدة قضايا مشتركة على رأسها الوضع في سورية والصراع في أوكرانيا والعلاقات الثنائية بين ألمانيا وروسيا.
ومن المنتظر أيضا أن يلتقي شتاينماير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء دميتري ميدفيديف.
ميدانيا باتت قوات الجيش السوري امس الاربعاء على مشارف مدينة تدمر الاثرية بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي وذلك بهدف استعادتها من تنظيم "داعش الذي يسيطر عليها منذ ايار/مايو الماضي، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "قوات النظام السوري اصبحت على بعد 2 كلم جنوب المدينة وتبعد 5 كلم عن غرب مدينة تدمر"، موضحا ان هذا التقدم جاء "بعد استعادة سيطرتها على جبال الهيال المطلة على المدينة وتقع في الطرف الجنوبي الغربي منها".
وبدأ الجيش السوري في السابع من مارس عملية لاستعادة تدمر في محافظة حمص في وسط سوريا بغطاء جوي كثيف توفره الطائرات والمروحيات الروسية.
وتعد هذه العملية وفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، "معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق امامها لاستعادة منطقة البادية وصولا الى الحدود السورية العراقية شرقا".
واوضح عبد الرحمن انه في حال نجحت قوات النظام باستعادة تدمر "سيخسر تنظيم الدولة الاسلامية تلقائيا منطقة البادية بين المدينة والحدود العراقية شرقا اي مساحة تصل الى 30 الف كيلومتر مربع".
ويسيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ ايار/مايو 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الاثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.
واثار سقوط تدمر على الفور قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها الى الفي عاما ويطلق عليها لقب "لؤلؤة الصحراء"، لا سيما ان للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع اخرى سيطر عليها لا سيما في العراق.
وتتوسط اثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كلم شمال شرق دمشق، بادية الشام.