الحياة تعود بخجل الى مترو بروكسل بعد الاعتداءات..ومطارها سيبقى مغلقا الخميس

الحدث الأربعاء ٢٣/مارس/٢٠١٦ ٢٠:٠٣ م
الحياة تعود بخجل الى مترو بروكسل بعد الاعتداءات..ومطارها سيبقى مغلقا الخميس

(أ ف ب) - اعلن مدير الشركة المشغلة لمطار بروكسل الدولي الاربعاء على تويتر ان المطار الذي شهد اعتداء اوقع 15 قتيلا على الاقل الثلاثاء سيبقى مغلقا امام حركة الملاحة الخميس. وقال ارنو فيست في تغريدة بالانكليزية "لن تغادر رحلات تجارية من مطار بروكسل او تصله غدا (الخميس) 24 اذار/مارس". وكان المطار اغلق بعيد وقوع الاعتداء صباح الثلاثاء.

قال سائق المترو ان "الحياة مستمرة! هيا، فلنمض"، ثم اغلق باب قمرته وأنطلق. فغداة الاعتداءات التي استهدفت العاصمة البلجيكية، حرص سكان بروكسل على استعادة وتيرة حياتهم اليومية، على رغم المرارة التي يشعرون بها. وبعد توقف شامل استمر طوال يوم امس، استأنف المترو رحلاته بصورة جزئية بعيد الساعة 7،00 (6،00 ت غ) اليوم الاربعاء. والقسم الذي يضم محطة مالبيك حيث انفجرت عربة صباح الثلاثاء، بقي مقفلا، واستبدلت به رحلات بالحافلات. ولم تستأنف كل المحطات رحلاتها. وعلى مداخل المحطات الاحدى عشرة تحت الارض التي اعيد فتحها، من اصل ستين محطة بالاجمال، اخضعت الحقائب لتفتيش منهجي. وفي مترو شومان، المحطة الرئيسية للمؤسسات الاوروبية الواقعة في محطة مالبيك، لم تكن صفوف الانتظار كثيفة كما هي العادة. "الى اين يذهب هذا القطار؟" يتساءل الركاب ويدققون في لوحة مواعيد الانطلاق والوصول ويصعدون الى عربة ثم يترجلون منها... فما يقلقهم على ما يبدو هو ان يجدوا المترو الملائم. لكن دومينيك سالازار (18 عاما) الطالبة في علم الاجتماع، تقول انها "تشعر بشيء من الخوف"، لانها ترافق الى المدرسة شقيقيها الصغيرين" اللذين يبلغان الثالثة والسادسة من العمر. واضافت "لا تتوافر لدينا خيارات اخرى للتنقل".

واوضح بيار باردون، الموظف في مركز للنشاط الاجتماعي، لدى توجهه الى عمله "لم استوعب بعد كثيرا ما حصل، ما زلت اتابع حياتي اليومية، وهذا افضل على الارجح". ولا يخفي هو ايضا بعض القلق والتوجس اللذين يعتريانه. وقال هذا الرجل الذي يرتدي بزته، يوم عيد ميلاده الثالث والاربعين، "تبلغنا ان نجل زميلة لزوجتي كان في العربة قد توفي خلال الليل. وانا قبل حوالى 20 دقيقة كنت في مالبيك. يجب ان اؤمن بأن ساعتي لم تحن بعد". - عدم الاستسلام للخوف - وقالت فاليري (40 عاما) السكرتيرة في حضانة للاطفال انها "ترددت في طلب يوم اجازة، لأن اعباء العمل كثيرة".

هل ستتخذ مزيدا من تدابير الحذر؟ ابتسمت وقالت "لا يتوافر لدي الوقت الكافي، انا حريصة جدا على ان اتعرف الى طريقة عمل المترو، والى اين تتوجه القطارات، وما هي المحطات المفتوحة...". وقالت "الأهم هو اني لا اريد ان اقع فريسة الخوف. فثمة من يسهر على امننا"، مشيرة الى ثلاثة جنود يقومون بدورية حاملين بنادقهم الرشاشة على صدورهم. واوضحت هيلين (27 عاما) "من الطبيعي اننا نحرص على الا نصل متأخرين. اما اليوم، فالأمر يختلف قليلا. انا اعمل مرشدة في مركز مدرسي، ولا استطيع ان اقوم بعملي عن بعد". واكدت هيلين التي كانت تتدثر بمعطفها وقد احمر وجهها من جراء البرد، "ولا اريد ان اغير حياتي لان ثلاثة موتورين قرروا انهم يريدون تغيير العالم". وذكر الشرطي جان-كلود ديبيكر (61 عاما) الذي لا يشعر "بالرعب" ان "الاعتداء فاجأني وآلمني قليلا". واضاف "اذا كان مقدرا ان يحصل فسيحصل". وفوق الارض، كانت اعداد الدراجات الهوائية على رغم الامطار، اكثر من المعتاد في شوارع بروكسل، المعروفة انها لا تولي كثيرا سلامة الارصفة المخصصة للدراجات، الاهتمام الكافي. ولاحظ فاسكو الموظف في محطة انجيان للقطار التي تبعد ثلاثين كيلومترا عن بروكسل ان "الناس لا يشعرون بالطمأنينة الكافية". واضاف "لكنهم ما زالوا قادرين على الابتسام، رأيت اشخاصا يلقون طرائف عن احداث يوم امس. معنويات بلجيكا ما زالت كبيرة".