الشيخة حسينة تكتسح انتخابات بنجلاديش

الحدث الثلاثاء ٠١/يناير/٢٠١٩ ٠٤:١١ ص

دكا - وكالات

فازت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة في الانتخابات التشريعية الأحد بحسب نتائج أعلنها التلفزيون الرسمي ورفضتها المعارضة منددة بعمليات تزوير، وسط أعمال عنف أسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل.

ونقلت القناة 24 التي تجمع النتائج التي تصلها من مختلف مناطق البلاد، أن هذا الائتلاف الحزبي حصل على أكثر من 151 مقعدا التي تشكل الأكثرية المطلقة في البرلمان. وقبيل منتصف الليل، كان مرشحو حزب رابطة عوامي الحاكم قد جمعوا 191 مقعداً مقابل خمسة مقاعد فقط للمعارضة، وفقا لما ذكرت المحطة التلفزيونية.
في المقابل، وصف تحالف الأحزاب التي تنافس حزب حسينة الانتخابات بـ«المهزلة» وحض لجنة الانتخابات على إبطال النتائج. وقال زعيم الائتلاف المعارض الذي يقوده حزب بنجلاديش القومي كمال حسين للصحفيين «نطالب بإجراء انتخابات جديدة في ظل حكومة محايدة في أقرب وقت ممكن».
ويُنسب إلى حسينة (71 عاما) تعزيز النمو الاقتصادي في الدولة الآسيوية الفقيرة خلال حكم استمر عقدا بدون انقطاع، واستقبال اللاجئين الروهينجا الفارين من بورما المجاورة.
لكنها متهمة بالتمسك بالسلطة والتضييق على المعارضة، ولا سيما مع الحكم الذي صدر بحق زعيمة المعارضة خالدة ضياء بالسجن 17 عاما.
واتهم تحالف المعارضة الأحد حزب حسينة بحشو صناديق الاقتراع واستخدام وسائل أخرى لتزوير النتائج التي ستعلنها اللجنة الانتخابية رسميا الاثنين. وتحدث الناطق باسم حزب بنجلاديش القومي سيّد معظم حسين العال للصحفيين عن «تجاوزات» في الاقتراع لملء 221 من مقاعد البرلمان الـ300 التي يجري التنافس عليها.
وقال العال إن الناخبين «منعوا من دخول مراكز الاقتراع. وتم إجبار الناخبات على وجه الخصوص على التصويت لصالح (المركب)»، في إشارة إلى شعار رابطة عوامي.

سندلي بصوتك عنك

وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات في بنجلاديش اس.ام أسد الزمان لوكالة فرانس برس إن الهيئة «تلقت شكاوى عدة عن حصول تجاوزات» مشيرا إلى أن التحقيق جار في هذا الشأن.
ولم تعلّق حسينة فوراً على الاتهامات لكنها قالت قبل الانتخابات إنها ستكون حرّة وعادلة. إلا أن عملية التصويت في دكا جرت بهدوء عموما مع انتشار قوات الأمن في الشوارع وإغلاق معظم الطرق.
لكن الناخبين في المناطق الريفية تحدثوا عن تعرضهم للترهيب وأفاد أطيار رحمن أنه تعرض للضرب من قبل أنصار الحزب الحاكم في منطقة نارايان غانج وسط البلاد.
وقالت المعارضة إن الاضطرابات هدفها ثني الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم بينما تحدث مسؤولون في مراكز الاقتراع عن نسب مشاركة ضئيلة في أنحاء البلاد.

جو من الخوف

وأعربت واشنطن كذلك عن قلقها إزاء مصداقية الانتخابات في الدولة ذات الغالبية المسلمة، فيما دعت الأمم المتحدة إلى مزيد من الجهود الكفيلة إجراء انتخابات نزيهة.
وتنقلت القيادة في بنجلاديش في العقود الثلاثة الفائتة بين الشيخة حسينة وخالدة ضياء اللتين كانتا حليفتين قبل أن تصبحا خصمين. وحسينة هي ابنة الرئيس الأول لبنجلاديش الشيخ مجيب الرحمن. وفازت بسهولة في انتخابات العام 2014 التي قاطعها حزب بنجلاديش القومي مشككا بنزاهتها.
واتهمت منظمات حقوقية إدارتها بخنق حرية التعبير من خلال تشديد قوانين الإعلام وإخفاء معارضين قسرا.
وترفض حسينة اتهامها بالتسلط لكن المحللين يقولون إن حكومتها شنت حملة القمع خشية تصويت الناخبين الشبان لصالح حزب بنجلاديش القومي.
كما واجهت حكومتها انتقادات في وقت سابق هذا العام لتصديها بقسوة لتظاهرات طلابية حاشدة استمرت لأسابيع. والأحد، أفاد مسؤولون أنه تم حجب بث قناة «جامونا تي في» الإخبارية الخاصة منذ مساء السبت.
وقال رئيس تحرير المحطة فهيم أحمد لوكالة فرانس برس إن «مشغلي محطات الكابل أوقفوا بث (جامونا تي في) بدون توضيح الأسباب». ولا يزال من الممكن متابعة القناة عبر الإنترنت.
ويعرف عن القناة المملوكة من قبل مجموعة «جامونا» تغطيتها المستقلة.
وفي السياق ذاته، أفاد سبعة صحفيين أنهم تعرضوا لاعتداءات من قبل أنصار الحكومة في حوادث متفرقة أصيب عدد منهم خلالها بينما تم تخريب معداتهم.