قريات - محمد الدرمكي
احتفلت بلدية مسقط أمس الاثنين بافتتاح المبنى الجديد للمديرية العامة لبلدية مسقط بمنطقة الشهباري بولاية قريات، وذلك برعاية رئيس بلدية مسقط معالي م.محسن بن محمد الشيخ، وبحضور مديري العموم ومساعديهم بالبلدية، وعدد من أصحاب السعادة والمشايخ والرشداء والمواطنين بالولاية.
اشتمل برنامج الحفل على فقرات وفعاليات متنوعة، حيث استهل باستقبال راعي الحفل رئيس بلدية مسقط، كما استعرضت فرقة الفنون الشعبية فن بحري (المديمة) على مدخل مبنى المديرية وهو أحد الفنون التي تزخر بها الولاية، ثم قدمت طالبات مدرستي المنجزات والغدير للتعليم الأساسي بالولاية لوحة ترحيبية، تلاها إلقاء قصيدة شعرية بهذه المناسبة، واختتم البرنامج بجولة تفقدية لمرافق ومكاتب المديرية.
يأتي إنشاء مبنى المديرية الجديد في إطار حرص بلدية مسقط المستمر على تطوير وتحديث منشآتها، وتهيئة بيئة خدمية متكاملة للمراجعين تواكب منجزات النهضة المباركة بقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه.
وتنوعت مرافق ومحتويات مبنى مديرية قريات، حيث تم إنشاؤه وفقاً لأحدث المعايير والمواصفات الفنية والتقنية من أجل توفير وتقديم أفضل الخدمات البلدية للجمهور في نطاق الاختصاص المكاني والنوعي، وقد احتوى المبنى على قاعة للمراجعين، وقاعة متعددة الأغراض، إضافة إلى مكاتب ومرافق إدارية وإشرافية للدوائر والأقسام التابعة للمديرية.
وقال والي قريات سعادة الشيخ يحيى بن ناصر بن محمد الحراصي: نهنئ أنفسنا وبلدية مسقط بمناسبة افتتاح مبنى المديرية العامة لبلدية مسقط بقريات والذي يضاف إلى منجزات النهضة العمانية في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، وبلا شك فإن المبنى الحديث بتقسيماته الجديدة يخدم كل أبناء الولاية، وهناك نظام المحطة الواحدة لجميع الخدمات وهو أمر يساهم في سرعة الإنجاز ويقلل من الهدر في الوقت ويساهم في رضا المراجعين.
إضافة معمارية للولاية
وبهذه المناسبة قال مدير عام المديرية العامة لبلدية مسقط بقريات فوزي بن سليمان الهنائي: تحتفل بلدية مسقط بافتتاح مبنى المديرية العامة لبلدية مسقط بقريات الذي يعد إضافة معمارية للولاية ومعلما يضاف إلى رصيد بلدية مسقط، وقد جاء تشيد هذا المبنى ليقدم خدمات بلدية متكاملة وبشكل أفضل للجمهور في بيئة عملية تتوافق مع اهتمام بلدية مسقط بتطوير وتسهيل الخدمات المقدمة.
أما بشأن تفاصيل مبنى مديرية بلدية مسقط بقريات فقد تحدث مساعد مدير دائرة الشؤون الفنية بمديرية قريات المهندس ماجد بن عبد الله الصلتي قائلا: يتكون المبنى من ثلاثة أدوار ويقع مبنى المديرية على أرض تبلغ مساحتها 71095 مترا مربعا، وتبلغ مساحة البناء التقريبية 3858 مترا مربعا ويتكون الدور الأرضي من قاعة المراجعين وفيها عدد من الأقسام التي تقدم فيها خدمات تراخيص البلدية وعقود الإيجار، المتابعة الميدانية، تنظيم الأسواق، التراخيص الفنية، العنونة، التفتيش الفني، المشاريع، الصيانة، النظافة، رقابة الأغذية، وفيها 68 مكتبا، ومن ثم الدور الأول لدائرة الشؤون الإدارية والمالية، ودائرة المتابعة القانونية، ودائرة الشؤون الصحية ودائرة الشؤون الفنية ودائرة التفتيش الحضري، وقسم تفتيش الخدمات، والدور الأخير لمكتب مدير عام المديرية وعدد من المكاتب والقاعات الأخرى للمديرية، ويبلغ العدد الإجمالي للمكاتب بالمديرية نحو 126 مكتبا، ويحتوي المبنى على 102 موقف للسيارات، ويتم العمل حاليا في أروقة المديرية على التخطيط لعمل مظلات خارجية للسيارات تخدم الموظفين والمراجعين، أضف إلى ذلك وجود مواقف خارجية أمام مبنى المديرية تتسع لحوالي 50 سيارة إضافية تمت تكسيتها بالبلاط المتشابك المخصص لمثل هذه المواقف. كما يوجد امتداد خارجي للمبنى للملاحق الإضافية وأية توسعات مستقبلية، وتأتي أهمية مبنى المديرية في قريات من حيث وقوعه على خط شارع الخدمات الذي تصطف فيه أغلب المؤسسات الحكومية الأخرى، وبذلك يسهل الوصول إليه، وإجمالا فإن المبنى يعد معلما وصرحا مميزا في ولاية قريات، فهو من المباني الحديثة التي أنشئت مؤخرًا في الولاية بمثل هذه المواصفات والمعايير، مع مراعاة استدامة أطول للمواد المستخدمة، إضافة إلى النواحي الجمالية والمعمارية.
التوسع في الخدمات
أما عضو لجنة الشؤون البلدية بولاية قريات عبد العزيز بن يحيى البطاشي فقال: يعد مبنى البلدية بقريات صرحا مميزا يضاف إلى مصاف بقية المؤسسات في هذه الولاية، وحيث إن خدمات بلدية مسقط بقريات على وجه الخصوص يستفاد منها من قبل شريحة كبيرة من المواطنين، بحكم أن هذه الولاية من أكبر ولايات محافظة مسقط مساحةَ وفيها كثافة سكانية كبيرة، ولذا فقد كان من الأهمية بحال مواكبة التغيرات الديموغرافية والأخذ بمعطيات المساحة الإجمالية والحاجة من الخدمات لعمل مثل هذه الإضافة الخدمية والجمالية في ولاية قريات، ونحن فخورون بهذا الصرح لكونه الأكبر بين بقية الصروح بمقارنته مع بقية المؤسسات والوحدات الحكومية في الولاية، إضافة إلى مستوى وكفاءة المبنى من ناحيتي التشييد والمواصفات واللتين تشيران إلى الجهود المبذولة للقائمين على الإشراف عليه، كما أن إنشاء المبنى في ظل التوسع في الخدمات البلدية يعد مواكبة في الاتجاه الصحيح للتطورات الحاصلة في العمل البلدي وتأهبا للقادم، إذ إن ولاية قريات مقبلة على مشاريع كثيرة ويعد التوسع في تقديم الخدمات للمؤسسات مطلبا مهما وأساسيا. ونسأل الله التوفيق وأن لا تتوقف عجلة البناء والتنمية في هذه الولاية العريقة في ظل عهد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
تطور متلاحق
وتقع ولاية قريات جنوب شرق مدينة مسقط، وهي إحدى ولايات محافظة مسقط وفقَا للتقسيم الإداري للسلطنة، وتصل مساحتها إلى أكثر من (1200) كيلو متر مربع، وتبعد عن مدينة مسقط بمسافة تقدر بـ(83) كيلومترًا، فهي تمتد على شريط ساحلي لبحر عمان بجهتها الشرقية لمسافة أكثر من (85) كيلومترا. ويحدها من الشمال الغربي ولاية مسقط، ومن الجنوب الشرقي ولاية صور، ومن الجنوب الغربي الشرقي ولاية صور، ومن الجنوب الغربي ولاية دماء والطائيين، ومن الجهة الغربية تحدها ولاية العامرات. كما تمتاز بتضاريس متباينة، حيث تعتبر الجبال والأودية من أبرز معالمها الطبيعية والبيئية، وتشكل الكثبان الرملية جزءا بسيطا من طبيعتها وكذلك السهول المنبسطة. وقد أكسبها هذا الموقع الجغرافي أهمية إستراتيجية كأحد المرافئ البحرية المهمة والحيوية في السلطنة، وكانت تشكل محطة بحرية مهمة لتموين السفن التجارية بالماء والزاد.
تؤكد الدراسات والمصادر التاريخية أن ولاية قريات من الولايات العريقة منذ القدم، وقد شهدت تطورا متلاحقا عبر تاريخها الحضاري وواكبت تقدم الفكر الإنساني، وتدل نتائج الدراسات الأثرية والشواهد العمرانية على أن الولاية من أقدم المدن في عمان. وفي إطار المكانة التاريخية لولاية قريات أيضا فإن المسوحات والمعطيات الأثرية تؤكد أن النشاط الإنساني في الولاية يعود إلى الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد.
وشهدت ولاية قريات كغيرها من ولايات السلطنة العديد من المنجزات العصرية ضمن المسيرة التنموية الزاهرة، التي عمت أرجاء عمان من أقصاها إلى أقصاها منذ بداية عصر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وقد شملت تلك المنجزات كافة الجوانب التي تخدم حياة الإنسان وتوفر له الحياة الكريمة.
فقد حظيت ولاية قريات بالخدمات الحكومية في كافة الجوانب والتي تلامس متطلبات واحتياجات المواطن والمقيم ليرفل في ثوب العزة والمجد والسؤدد، من خدمات وبنية أساسية متمثلة في الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية كالطرق والإنارة والحدائق والمتنزهات والخدمات الإسكانية والعمرانية.
وتشير نتائج التعدادات للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2010م إلى أن عدد سكان ولاية قريات بلغ (44911) نسمة، مشكلين من (6241) أسرة، تشغل نحو (8388) وحدة سكنية.