مبدعون على الخشبة

مزاج الاثنين ٣١/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٠٤ ص
مبدعون على الخشبة

مسقط - لورا نصره

اختُتمت مساء السبت فعاليات أيام بيت الزبير المسرحية التي نظمها مختبر المسرح ببيت الزبير على مدى أربعة أيام متواصلة (26-29 ديسمبر)، وشاركت فيها أربعة فرق مسرحية هي: فرقة مسرح وطن بعرض «مرثية» والذي حاول إيصال رسالته من خلال تقنيات المدارس العبثية والرمزية، واحتوى على مشاهد أوبرالية مدمجة مع الموسيقى العربية الكلاسيكية مثل الموشحات، وعرض «ألوان الطيف» لفرقة الفن الحديث الذي يصنف ككوميديا سوداء، حيث دار العرض حول سبعة شخوص مختلفي الثقافات والأطوال والأشكال والأعمار والأصوات والملابس والألوان يشكّلون مزيج المجتمع، وتدور أحداثه في حادثة قتل يتضح فيها أثر السلطة في تغيير مجرى الأحداث، واحتوى العرض على مشاهد مضحكة أمتعت الحضور رغم مرارة القضايا التي يتناولها العرض.

أما عرض «هل عليّ أن انتظر النص القادم؟» لفرقة هواة الخشبة فقد شاركت فيها شخصيتان نسائيتان مثّلتا الطبقة الاجتماعية التي مُورس حولها الكثير من الضغوط وكبت الحريات، بالإضافة لشخصية ثالثة رئيسية هي صاحب مصنع الحياكة الذي تعملان فيه، وتميّزت المسرحية بكونها رمزية تمنح للمشاهد خيار فهم النص من وجهة نظره ورؤيته الخاصة. أما العرض الأخير «بلا كلمات» لفرقة الشفق المسرحية فقد كان خاليا من الكلمات لكنه غنيا بالمعاني الضمنية، حيث إن العمل مستوحى من مسرحية لصمويل بيكيت، واعتمد العرض على الحركة وتبادل الممثلين لأماكنهم، والصفير الذي كان له دلالات مختلفة حسب الشخصية ودورها الذي تؤديه.

توصيات للمستقبل

وبعد العرض الأخير وقبل إعلان النتائج قدّم المسرحي والكاتب هلال البادي كلمة مختبر المسرح الذي شكر فيها كل الفرق، سواء تلك التي تأهلت أو التي شاركت في المسابقة، ووعد بأن تستمر أيام بيت الزبير المسرحية في السنوات المقبلة مع إتاحة المجال لجماعات المسرح بالكليات والجامعات ليشاركوا في النسخ المقبلة من المهرجان، كما تحدّثت د.آمنة الربيع -رئيسة لجنة التحكيم- عن الآلية التي اتّبعتها اللجنة لتقييم العروض، وأوصت بضرورة الاهتمام باللغة العربية والنطق الصحيح للكلمات بالنسبة للممثلين، كما أوصت اللجنة بأهمية استمرار مثل هذه المهرجانات، وفتح المجال خليجيا وعربيا للفرق المسرحية التي تود المشاركة.

تكريم الرواد

وتم خلال حفل الختام تكريم الفنانة فخرية خميس، وفرقة الدن للثقافة والفن، وفرقة سكن عزابية، نظير جهودهم في المجال، كما كُرّم ضيوف شرف المهرجان وهم: الفنانة القديرة أمينة عبدالرسول، والمخرج حسين العلوي، والفنان خالد الضوياني، والكاتب محمد سيف الرحبي، ود.سعيد السيابي، والفنان علي عوض، بالإضافة لسفراء أيام بيت الزبير المسرحية وهم د.عبدالعزيز الغريبي، والفنان جلال عبدالكريم جواد، والفنان إسماعيل الرواحي، والفنان سالم الرواحي، والفنان قاسم الريامي، والفنان زاهر الصارمي. كما كرّم المهرجان المسرحي محمد الهنائي الذي كان للجلسات التعقيبية التي يقيمها للفرق عقب كل عرض الأثر الكبير في إثراء المهرجان، ولجنة التحكيم المكوّنة من: د.آمنة الربيع رئيسة للجنة، والأستاذ إدريس النبهاني والأستاذ بدر النبهاني.

الفائزون بالجوائز

بعد ذلك، تم إعلان النتائج والتي كانت كالتالي: الجائزة التشجيعية للفنان خميس الشرجي عن دوره في عرض «مرثية»، والجائزة التشجيعية للفنان عبدالله الحراصي عن دوره في عرض «هل علي أن انتظر النص القادم؟»، وجائزة أفضل ديكور مسرحي لعرض «هل عليّ أن انتظر النص القادم؟» لفرقة مسرح هواة الخشبة، وجائزة أفضل مؤثرات موسيقية مناصفة بين عرضي «ألوان الطيف» و«بلا كلمات»، وجائزة أفضل إضاءة لعرض «هل عليّ أن انتظر النص القادم؟» لفرقة مسرح هواة الخشبة، وجائزة أفضل ممثل للفنان أمجد الكلباني في عرض «ألوان الطيف»، وجائزة أفضل ممثلة للممثلة غالية السيابية عن دورها في عرض «هل عليّ أن انتظر النص القادم؟»، وجائزة أفضل إخراج للمخرج وليد المغيزوي عن عرض «بلا كلمات»، و‏تم حجب جائزة أفضل نص مسرحي.
وعن فوزها بجائزة أفضل ممثلة تقول غالية السيابية: مشاركتي في عرض «هل عليّ أن انتظر النص القادم؟» جاءت بترشيح من الأستاذ خليفة الحراصي مخرج العمل، وذلك بعد انقطاع طويل لي عن المسرح لأسباب خاصة، ومن هنا فإن فوزي له وقع كبير جدا فهو تتويج لعودتي ونجاح كبير أبدأ به مشواري مجددا.
وتضيف: أشكر مؤسسة بيت الزبير على الفعالية الجميلة التي تشجع وتدعم الطاقات الشبابية كما أشكر المخرج خليفة الحراصي لثقته الكبيرة بي، ولكاتب العمل د.شاكر عبدالعظيم، والشكر أيضا لطاقم العمل إذ تحدينا معا كل الظروف والصعوبات وعملنا بكل طاقاتنا ليرى هذا العمل النور ويخرج بمستوى جيد. وشكرا أقولها للناس الذين وقفوا معي وساندوني بعد انقطاعي عن المسرح.

الجائزة الكبرى

مُنحت الجائزة الكبرى لأفضل عرض مسرحي متكامل لفرقة الفن الحديث عن عرض «ألوان الطيف» الذي قدمته الفرقة في ثاني أيام المهرجان.
وتعليقا على الفوز يقول ماجد العوفي مخرج العرض: «بداية الحمد لله رب العالمين على التوفيق. وابدأ بالشكر المستحق لبيت الزبير والقائمين عليه على هذه التظاهرة الفنية الجميلة والصحية للشباب العُماني. شكراً على التنظيم الجميل وسعة الصدر التي احتوت شباب الفرق وحسن الاستضافة وكل التفاصيل والتعاون المقدر. لقد حصد عرض «ألوان الطيف» جائزة أفضل عرض متكامل وأفضل ممثل وأفضل صوتيات بالمناصفة، نحمد الله على هذا الفوز الذي تم بفضله وبجهود الشباب المخلصين ومهنيتهم في «البروفات»، فهم يستحقون الفوز بعد الأداء الاحترافي الذي أخذ منهم الكثير من الجهد والوقت».
ويضيف: «لا يفوتني أن أتقدم بشكري للجمهور الجميل من داخل السلطنة وخارجها على التقدير والمشاركة. هم أول علامات النجاح ودلالاتها. ونتمنى أن نرى الاهتمام من مؤسسات المجتمع المدني في تزايد، فالشباب بحاجة لتعزيز فرص المشاركة وإثبات إمكانياتهم وتطويرها سواء في داخل عُمان أو خارجها، وأختم بالقول إن المسرح خير سفير لثقافات الدول وشبابنا خير ممثل لذلك».

تفاعل كبير

الجدير بالذكر أن الأيام المسرحية شهدت حضورا كثيفا من قِبل المسرحيين والمهتمين وعشّاق الخشبة، وتفاعل الجماهير الذين تحلّقوا حول الخشبة مع العروض بالوقوف والتصفيق، وكان المسرح الدائري فرصة للتعارف وتبادل المعارف والنقاش الطويل حول العروض والإمكانيات، ومستقبل المسرح في السلطنة.