مرسوم الانسحاب

الحدث الثلاثاء ٢٥/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٢:٣٤ ص
مرسوم الانسحاب

واشنطن - أ ف ب
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنه تم توقيع مرسوم سحب القوات الأمريكية من سوريا الذي يريده الرئيس دونالد ترامب «بطيئا ومنسقا» مع تركيا.
وترمي هذه الاستراتيجية إلى تفادي فراغ في السلطة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد وقد يستفيد منه حلفاء سوريا.
وقال متحدث باسم البنتاغون إن «المرسوم حول سوريا تم توقيعه»، بدون مزيد من التفاصيل.
وكان ترامب أمر الأربعاء سحب في أقرب فرصة الجنود الأمريكيين الألفين من شمال شرق سوريا حيث يقاتلون الجهاديين إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية التحالف العربي الكردي.
واعتبر ترامب الذي يعارض منذ زمن انتشار أمريكي في نزاع مكلف، أن وجود القوات الأمريكية لم يعد مفيدا لان تنظيم داعش «هزم تقريبا».
لكن هذا القرار سيترك وحدات حماية الشعب الكردية دون دعم عسكري في حين تهدد تركيا بمهاجمتها لأنها تعتبر المقاتلين الأكراد إرهابيين.
وكتب ترامب في تغريد على تويتر أنه «تحادث هاتفيا مطولا وبشكل بنّاء» مع نظيره التركي رجب طيب أردوجان. وذكرت الرئاسة الأمريكية أنهما تباحثا عن داعش والتزامنا المتبادل في سوريا والانسحاب البطيء والمنسق للقوات الأمريكية من المنطقة» وفي العلاقات التجارية «المتزايدة».
وفي تغريدة على تويتر، أكد أردوجان المحادثة موضحا أنهما «اتفقا على تعزيز التنسيق حول عدة مواضيع منها العلاقات التجارية والوضع في سوريا».
وتشهد العلاقات بين أنقرة وواشنطن - الحليفان في حلف شمال الأطلسي - توترا كبيرا خصوصا بسبب الدعم الأمريكي للأكراد لكنها تحسنت منذ الإفراج في أكتوبر عن قس أمريكي سجن لعام ونصف.

سؤال بدون إجابة
رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الإجابة عن أحد الأسئلة التي وصلت إلى الوزارة.
ولم يجب شون روبرتسون، عن سؤال حول «سحب الولايات المتحدة الأسلحة الممنوحة لتنظيم «ي ب ك/‏ بي كا كا» الإرهابي، في إطار استعداداتها للانسحاب من سوريا»، حسب مراسل وكالة أنباء الأناضول.
وأضاف روبرتسون في رد مكتوب أرسله لمراسل الأناضول، الذي طالبه «بتوضيح وضع الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى التنظيم الإرهابي عقب انسحاب القوات الأمريكية»، أن «ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» (يشكل إرهابيو «ي ب ك» عمودها الفقري)، كانت شريكا فعالا في مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي».
وأوضح أنه لا يستطيع تقديم تفاصيل عن العمليات الجارية في إطار سياسة البنتاغون، وقال إنه، في هذه الأوقات، «يركز على سحب القوات الأمريكية من سوريا بأمان».

جنبا إلى جنب
أكدت الرئاسة التركية أن المسؤولين «اتفقا على ضمان التنسيق بين العسكريين والدبلوماسيين والمسؤولين الآخرين في بلديهما تفاديا لفراغ في السلطة قد ينجم عن استغلال الانسحاب الأمريكي والمرحلة الانتقالية في سوريا».
وكان رئيس هيئة التفاوض السورية الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة السورية نصر الحريري دعا واشنطن إلى التحقق من أن انسحابها لن يفضي إلى عودة «النظام السوري» حسب تعبيره إلى المناطق التي لا تزال بأيدي الأكراد.
وقال نصر الحريري: إن هذا الفراغ قد يدفع الأكراد للتقرب من النظام السوري تفاديا لهجوم تركي والسعي إلى الحفاظ على حكم ذاتي نسبي.
وتخشى أنقرة قيام نواة دولة كردية عند أبوابها ما يعزز التطلعات الانفصالية للأقلية الكردية في تركيا.
ووعد أردوجان بالقضاء على الجهاديين والمقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وفي الأثناء أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بحسب منظمة سورية غير حكومية.
وقال ترامب في تغريدة حوالي منتصف ليل الأحد الإثنين إن «رئيس تركيا أردوجان أبلغني بقوة أنه سيجتث كل ما تبقى من داعش في العراق وسوريا»، مستخدما اسماً آخر للتنظيم الإرهابي.
وأضاف الرئيس الأمريكي في تغريدته أن «قواتنا عائدة إلى الوطن!».
وأكد ترامب مجددا أن نظيره التركي قادر على الوفاء بهذا الالتزام. وقال إن أردوجان: «رجل يستطيع القيام بذلك».
من جهتها هددت قوات سوريا الديموقراطية بوقف محاربة تنظيم داعش للدفاع عن أراضيها والإفراج عن مئات الإرهابيين الأجانب المسجونين ويقلق مصيرهم الغرب.
ولا يزال لتنظيم داعش بعض الجيوب وهو قادر على شن هجمات دامية في سوريا والعالم، رغم تفتت «الخلافة» التي أعلنها في 2014 بسبب الهجمات المتكررة.
وأثار قرار ترامب صدمة في الولايات المتحدة وأدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس والموفد الأمريكي للتحالف الدولي لمحاربة الجهاديين بريت ماكغورك المعارضين للانسحاب.
والأحد عين ترامب نائب وزير الدفاع باتريك شناهان الذي سيخلف وزير الدفاع المستقيل ماتيس بدءا من الأول من يناير.
وأثار قرار الانسحاب إرباكا أيضا في صفوف حلفاء واشنطن. وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد عن «أسفه العميق لقرار ترامب» مضيفا أن «على الحليف أن يكون جديرا بالثقة والتنسيق مع الحلفاء الآخرين». وأضاف «الحلفاء يحاربون جنبا إلى جنب».

عودة لاجئين
من جانب آخر تحدث مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين، امس الاثنين، عن عودة أكثر من 1.1 ألف لاجئ من الخارج إلى أرض سوريا، خلال الـ 24 الساعة الفائتة.
وجاء في نشرة المركز «خلال الــ24 الساعة الفائتة عاد 1113 لاجئا إلى أرض الوطن، قادمون من الدول الأجنبية، من بينهم 95 امرأة و162 طفلا، عادوا من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ، بالإضافة إلى 794 شخصا (238 امرأة و405 أطفال) عادوا من الأردن عبر معبر نصيب».
ومن جانب آخر أفاد المركز بأن 223 شخصا عادوا خلال الـ 24 الساعة الفائتة إلى مناطق إقامتهم الدائمة داخل البلاد. كما حصل 37 شخصاً، منهم 22 طفلاً، من سكان قرية الصالحية بريف دير الزور خلال الـ 24 ساعة الأخيرة على الإسعافات والمساعدات الطبية.
ويذكر وفقاً للمركز أن الوحدات الفرعية التابعة لسلاح المهندسين العسكريين للجيش العربي السوري تواصل تطهير الأراضي والمنشآت من الألغام بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف وتدمير 42 عبوة قابلة للانفجار، منها عبوة واحدة محلية الصنع.