«الجيش» يحتفل بتخريج الضباط المرشحين والجامعيين التخصصيين

بلادنا الثلاثاء ٢٥/ديسمبر/٢٠١٨ ٠١:١١ ص
«الجيش» يحتفل بتخريج الضباط المرشحين والجامعيين التخصصيين

مسقط -

احتفل الجيش السلطاني العماني صباح أمس بتخريج دورة الضباط المرشحين ودورة الضباط الجامعيين التخصصيين من كلية السلطان قابوس العسكرية، وذلك برعاية وزير ديوان البلاط السلطاني معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي.

بدأت مراسم الاحتفال الذي أقيم على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر المرتفعة بالتحية العسكرية لراعي المناسبة، وعزفت فرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني السلام السلطاني، بعدها استأذن قائد الطابور معالي وزير ديوان البلاط السلطاني راعي المناسبة لتفتيش الصف الأمامي من طابور الخريجين، عقب ذلك قدم الخريجون استعراضاً عسكريا بالمسير البطيء والعادي مروراً من أمام المنصة الرئيسية لميدان الاحتفال، ثم تقدم الطابور على هيئة الاستعراض للأمام.

بعد ذلك سلم معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني راعي الاحتفال سيف الشرف للضابط المرشح يوسف بن ناصر التوبي من الحرس السلطاني العماني الحاصل على المركز الأول على مستوى دورة الضباط المرشحين، ثم جرت مراسم تسليم واستلام راية كلية السلطان قابوس العسكرية، حيث قامت مجموعة حملة الراية بدورة الضباط المرشحين المتخرجة بتسليمها إلى مجموعة حملة الراية بالدورة الحالية والتي لا تزال تتلقى تدريباتها بالكلية، والذين أقسموا على صونها وإبقائها عالية خفاقة، ثم عُزفَ سلام العلم وطاف حملة الراية بها بين صفوف دورتهم.
ثم ردد الخريجون نشيد الجيش السلطاني العماني (نحن جند) وأدوا قسم الولاء ونداء التأييد، وهتفوا ثلاثاً بحياة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- بعدها أدى طابور الخريجين التحية العسكرية، وعزفت الموسيقى السلام السلطاني، وتقدم قائد الطابور مستأذنا معاليه بالانصراف، حيث مر الطابور من أمام المنصة الرئيسية مؤدياً التحية العسكرية لمعالي وزير ديوان البلاط السلطاني راعي الاحتفال.

عرض موسيقي

كما قدمت موسيقى الجيش السلطاني العماني مقطوعات ومعزوفات موسيقية متنوعة، وعرضاً موسيقيا عسكريا، باستخدام أحدث المعدات والآلات الموسيقية التي زودت بها موسيقى الجيش السلطاني العماني، وتعكس جانباً من التحديث التطوير الذي توليه قيادة الجيش السلطاني العماني في مختلف المجالات العسكرية، كما قاموا بتشكيل لوحة كتبوا خلالها (قابوس 48) تعبيراً عن أعوام النهضة المباركة.
حضر المناسبة عدد من أصحاب المعالي، وقادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المكرمين وأصحاب السعادة، وعدد من كبار ضباط قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من القادة وكبار الضباط المتقاعدين، وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات الدول الشقيقة والصديقة بالسلطنة، وجمع من منتسبي الجيش السلطاني العماني وأولياء أمور الضباط الخريجين.
تجدر الإشارة إلى أنه شارك في دورة الضباط المرشحين المتخرجة إلى جانب ضباط من الجيش السلطاني العماني عدد من الضباط المرشحين من مكتب الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع، والحرس السلطاني العماني، وقوة السلطان الخاصة، والأجهزة الأمنية الأخرى بالدولة، وشؤون البلاط السلطاني، إضافة إلى مشاركة ضباط مرشحين من القوات المسلحة لعدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

لبنة مضافة لصرح العز

وبمناسبة حفل تخريج دورة الضباط المرشحين ودورة الضباط الجامعيين التخصصيين من كلية السلطان قابوس العسكرية أدلى معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني راعي المناسبة بتصريح قال فيــه: «تشرفت هذا اليوم بمشاركة قوات السلطان المسلحة وعلى وجه الخصوص الجيش السلطاني العماني برعاية حفل تخريج هذه الثلة من الضباط المرشحين المتخرجين من كلية السلطان قابوس العسكرية، ولا شك أن هذه اللبنة تضاف إلى صرح العز والفخر قوات السلطان المسلحة، لينضموا إلى أخوان لهم قد سبقوهم في حمل شرف لواء السلطنة ولواء قوات السلطان المسلحة في الذود عن حياض الوطن، وهذا يؤكد الدعم السامي الكريم لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لقواته المسلحة الباسلة دائماً كما عهدناه لحماية أرض الوطن وصون المنجزات».
كما تحدث آمر كلية السلطان قابوس العسكرية العميد الركن محمد بن راشد الحوسني بهذه المناسبة قائلاً: «يشرفني بهذه المناسبة الوطنية بتخريج دورة الضباط المرشحين ودورة الضباط الجامعيين بالأصالة عن نفسي ونيابة عن منتسبي كلية السلطان قابوس العسكرية أن نرفع آيات الشكر والوفاء لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - معبرين عن سعادتنا بالعطاء المتواصل لكلية السلطان قابوس العسكرية في رفد الجيش السلطاني العماني ومختلف الأجهزة العسكرية والأمنية بضباط مؤهلين للعمل بكفاءة ومسؤولية في شتى المجالات، ويمتد هذا العطاء إلى الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، توطيداً لأواصر الأخوة، وها هي الكلية تحتفل هذا العام بتقديم هديتها الدورية وهبتها السنوية، ممثلة في الدورة المتخرجة من الضباط المرشحين، ودفعة جديدة من الضباط الجامعيين التخصصيين، بعد أن تم صقلهم، واستُنفِرت ملكاتهم، ووجِّهت أحلامُهم وأمالُهم لخدمة الوطن وقائده المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-».

مفخرة ومصدر اعتزاز

وقال قائد مدرسة تدريب الضباط المرشحين المقدم الركن محمد بن سلطان الريسي: «في هذا اليوم المبارك من أيام عماننا المجيدة نقف لنسعد مبتهلين وشاكرين الله بتخريج كل من دورة الضباط المرشحين، ودورة الضباط الجامعيين التخصصيين، بعد أن قضوا فترة التدريب المقررة لهم بكلية السلطان قابوس العسكرية وبنجاح، حيث انتسب لهذه الدورات ضباط مرشحون من أسلحة قوات السلطان المسلحة ومختلف الأجهزة العسكرية والأمنية بالسلطنة، إضافة إلى عدد من الضباط المرشحين من دول مجلس التعاون الخليجي، وإن العطاء المتواصل الذي توليه كلية السلطان قابوس العسكرية في رفد الجيش السلطاني العماني ومختلف الأسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى بالدولة بضباط مؤهلين للعمل بكفاءة واقتدار في شتى المجالات لهو مفخرة ومصدر اعتزاز لنا جميعا. وبهذه المناسبة يسعدني أن أتوجه بالتهنئة الخالصة للخريجين، متمنين لهم دوام التوفيق والنجاح في حياتهم العملية المقبلة، داعيا الله أن يوفقنا جميعا لخدمة هذا الوطن في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه».
المدرب الأقدم لدورة الضباط المرشحين الرائد الركن مظلي سلطان بن خزام الهنائي قال: «إن كلية السلطان قابوس العسكرية لتفخر برفد قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي بهذه الكوكبة من حماة الوطن الذين عاهدوا الله على أن يكونوا رجالا مخلصين أوفياء، وإن قطرات العرق التي تساقطت في جميع ميادين التدريب لهي كفيلة بحفظ الدماء والأرواح إذا ما استخدمت الاستخدام الصائب، وإن الكلية لتضطلع بالتحديث والتطوير المستمر في شتى المجالات التدريبية والقيادية لمواكبة ما هو جديد، سائلين الله أن يحفظ جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن يديم على عماننا الحبيبة وجميع الشعوب نعمة الأمن والأمان».
المدرب الأقدم لدورة الضباط الجامعيين التخصصيين الرائد الركن أحمد بن حمود الحراصي تحدث قائلا: «إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز لنا جميعا تخريج فوج جديد من دورتي الضباط المرشحين والجامعيين التخصصيين، ليكونوا ضباطا في مختلف أسلحة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، والذين نالوا الثقة السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- ذخرا لتراب هذا الوطن الغالي. وبهذه المناسبة السعيدة أتقدم بالتهنئة للضباط الخريجين مع تمنياتي لهم بالتوفيق والنجاح في حياتهم العسكرية الجديدة، ليكونوا المثل الأعلى لقيادة الرجال والذود عن حياض هذا الوطن الغالي، مجددين العهد والولاء لله والوطن وجلالة السلطان».

بناء الإنسان العماني

الحاصل على سيف الشرف والمركز الأول على مستوى دورة الضباط المرشحين الملازم يوسف بن ناصر التوبي قال: «إنه من عظيم الشرف والاعتزاز أن أكون من منتسبي قوات السلطان المسلحة، والذين يعول عليهم الذود عن حياض الوطن وحماية أمنه والسهر على استقراره وسلامته، والمحافظة على منجزاته ومقدراته، ولقد زادني المولى القدير شرفا وفخرا بحصولي على المركز الأول على دورة الضباط المرشحين هذا العام، وإن المخرجات السنوية لكلية السلطان قابوس العسكرية تؤكد حرص مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- على بناء الإنسان العماني وتسليحه بالعلم وتزويده بكافة المعدات الحديثة والعصرية، وختاما أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع منتسبي كلية السلطان قابوس العسكرية الذين كان لهم الدور الأعظم بعد المولى عز وجل في الوصول إلى المستوى العالي من الكفاءة التدريبية، حفظ الله عماننا الغالية في ظل باني نهضتها مولانا القائد الأعلى أبقاه الله».
الحاصل على المركز الأول في دورة الضباط الجامعيين التخصصيين الملازم مصعب بن محمد المهدي قال: «التحقت بكلية السلطان قابوس العسكرية العريقة كضابط مرشح لدورة الضباط الجامعيين التخصصيين، وفور التحاقي بها تلقيت تدريبا عسكريا دقيقا في مختلف متطلبات التأهيل التي يحتاجها المتدرب ليكون ضابطا، وقد حظيت كلية السلطان قابوس العسكرية باهتمام كبير من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- حيث إن هذه الكلية تتوافر بها جميع الوسائل اللازمة للتدريبات العسكرية، كما يوجد بها مرافق ترفيهية، إضافة إلى البرنامج الشامل المتنوع، وأود أن أسجل كلمة شكر وتقدير لكل من قام بالإشراف والتدريب، ابتداء من سيدي آمر كلية السلطان قابوس العسكرية ووصولا إلى المدربين الأكفاء من الضباط وضباط الصف الذين بذلوا قصارى جهدهم لتأهيلنا وتدريبنا بأفضل الطرق والوسائل لجعل مخرجات هذه الكلية الشامخة قادرة يشار إليهم بالبنان».
الملازم سعود بن راشد الحمودي من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قال: «إنها للحظات حاسمة مؤثرة في تاريخ وسجل حياتنا، ولحظات فرح ممزوجة بألم يعصر قلوبنا بأننا سنودع هذا الصرح العريق لننتقل إلى مرحلة أخرى في خدمة أوطاننا، وإنه ليسرني ويشرفني أن أتقدم بتحية إجلال وشكر لأولئك الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية البناء والإعداد، حيث إنكم منحتمونا العلم والثقة، فلكم منَّا عظيم شكرنا وجزيل امتناننا، ولي الفخر بأن أكون أحد خريجي هذا الصرح التدريبي العريق، وما لمسته من رحابة صدر وحسن المعاملة والاهتمام بنا من أجل إيصالنا لأعلى المستويات من التدريب والتأهيل، فلكم منا جزيل الشكر والتقدير».
الملازم عيسى فيصل دشتي من دولة الكويت الشقيقة قال: «لحظات ليست عادية تتزاحم فيها المشاعر وتتشابك فيها التعابير بفرح التخرج ونيل الثقة العسكرية، وبداية لمشوار عمل جديد، ومن هذا المقام أود أن أشكر جميع الطاقم التدريبي والإداري بكلية السلطان قابوس العسكرية على كل ما بذلوه في سبيل إيصالنا إلى هذا اليوم المشهود، سائلا الله العلي القدير أن يوفق الجميع، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه».

انضباط والتزام

مدرب المشاة بكلية السلطان قابوس العسكرية الوكيل أول يوسف بن سالم الصارخي: «يخضع الخريجون لعدد من برامج التدريب خلال فترة وجودهم في مرحلة التدريب، وإكسابهم المهارات التدريبية المختلفة وصولاً إلى المرحلة النهائية يوم التخرج، ولله الحمد كانوا على مستوى عالٍ من الانضباط والالتزام، وعلى قدر كبير من الاهتمام، وأسأل الله لهم التوفيق والسداد في حياتهم العملية».
الجدير بالذكر أن كلية السلطان قابوس العسكرية بالجيش السلطاني العماني تعد صرحا تعليميا وتدريبياً يُعنى بإعداد الضباط المرشحين، ليصبحوا ضباطاً قادرين على تحمل مسؤولياتهم الجسيمة في أداء واجبهم الوطني بكل كفاءة واقتدار، بعد أن نهلوا من معين علومها العسكرية والأكاديمية سواء النظرية أو العملية، وصقلهم بالعلوم العسكرية، وتنفيذ التمارين الميدانية ليكونوا دائما قادرين على أداء الواجب الوطني وبكل كفاءة واقتدار.
وقد مرت عملية تدريب المرشحين بالجيش السلطاني العُماني بعدة مراحل من التطوير والتحديث وفقا للمتطلبات والاحتياجات المخطط لها، ويعود تاريخ تشكيل أول نواة لتدريب الضباط المرشحين بالجيش السلطاني العُماني إلى عام 1971م، وكانت تعرف باسم جناح تدريب المرشحين في كتيبة تدريب قوات السلطان المسلحة بغلا، ونظرا لازدياد حاجة الجيش السلطاني العماني لتغطية الاحتياجات من القوى البشرية فقد تم زيادة عدد الخريجين وزيادة الجرعات التدريبية، وفي عام 1981م نُقِلَ جناحُ تدريب الضباط المرشحين إلى الموقع الحالي تحت مسمى جناح الضباط المرشحين، وفي عام 1984م تم تغيير المسمى إلى وحدة تدريب المرشحين، وفي يوليو 1986م تفضل مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- وأصدر توجيهاته السامية التي قضت بتغيير اسم الوحدة إلى كلية السلطان قابوس العسكرية، وفي 29 أكتوبر 1987م تفضل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- بتسليم الراية إلى كلية السلطان قابوس العسكرية.
وتتلخص مهمة كلية السلطان قابوس العسكرية في إعداد الضباط المرشحين الإعداد الأمثل وفق مقررات التدريب العسكري والدراسات الأكاديمية، بالإضافة إلى ترسيخ المفاهيم العسكرية لديهم وبما يؤهلهم وبكفاءة للقيام بالدور الذي سيناط بهم في وحداتهم، وتزويدهم بالعلم والمعرفة العسكرية.