التعاطف مع الأطفال قد يسبب مشكلات صحية للوالدين

مزاج الأربعاء ٢٣/مارس/٢٠١٦ ٠١:٥٢ ص
التعاطف مع الأطفال قد يسبب مشكلات صحية للوالدين

لندن - تال فوكس-ترجمة: خالد طه

لا يوجد شيء يماثل الحب والدعم غير المشروط الذي يعطيه الوالدان لابنهما، ولكن دراسة حديثة وجدت أن تعاطفك مع ابنك له تكلفة صحية عليك.
فقد تناولت دراسة تم إجراؤها في جامعة نورث ويسترن وجامعة كولومبيا البريطانية كيف أن الوالدين الأكثر تعاطفا هم أكثر احتمالا للتعرض لمستويات أعلى من الالتهابات الجهازية.
ويحدث هذا عندما يطلق جهازك المناعي كميات كبيرة من البروتينات التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم ويمكن أن يكون لها تأثير على التفاعلات بين الخلايا.
وقد تناولت الدراسة العلاقة التبادلية النفسية والفسيولوجية لتعاطف الوالدين لدى 247 حالة من العلاقات بين الوالدين والأبناء المراهقين على مدى فترة 14 يوما.
وقد تم ذلك من خلال تحليل علاقة الوالدين مع أبنائهم من حيث جودة العلاقة وما ينتابها من التوتر والإحباط والوقت الذي يقضونه معا أثناء تعاطف الوالدين مع الأبناء.
وفي الوقت ذاته، أتم المراهقون، الذين يقعون في المرحلة العمرية ما بين ثلاثة عشرة إلى ستة عشرة عاما، إعداد تقارير كمذكرات يومية لمدة أسبوعين تتعلق بقدرتهم على التحكم في مشاعرهم. كما قدم كل من الوالدين والأبناء المراهقين عينات من الدم لقياس الالتهابات الجهازية.
كما تم أيضا قياس العلاقة بينهما حيث قام الأبناء المراهقون بقياس حجم قسوة التقنيات التأديبية التي يقوم بها الوالدان وحجم الدفء والدعم الذي يقدمه الوالدان.
ورغم أن البحث قد أظهر أن التعاطف يجعل الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم، فقد كان هناك أيضا بعض الآثار السلبية.
فلكي يكون الوالدان أكثر تعاطفا ودعما لأبنائهم، كان على الوالدين أو أحدهما تعلم كيفية قمع مشاعره الخاصة، وهو ما يعرف عنه أن يزيد من الاستجابة الفسيولوجية للإجهاد.
ورغم أن هذا كان له أثر إيجابي على الأبناء المراهقين، الذين شعروا بالمزيد من الدعم والأمن، فإن الوالدين الذين قمعوا عواطفهم بشكل متكرر أظهروا مستويات أعلى من الالتهابات.
إن قدرة الوالدين على التعاطف مع أبنائهم هي دور محوري للأبوة والأمومة الجيدة، ولكن، بطبيعة الحال، كل الأشياء الجيدة لابد أن تأتي معها تكلفة من نوع ما.
خدمة إندبندنت - ش