أنقرة-دمشق- وكالات:
حذرت مسؤولة كردية في باريس من أن قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية، قد تضطر للتوقف عن قتال المتطرفين في المنطقة إذا اضطرت لإعادة نشر قواتها لمواجهة هجوم تركي محتمل.
كما حذرت الهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية، والتي حضرت إلى باريس مع المسؤول في المجلس رياض ضرار لبحث الوضع في المنطقة بعد قرار الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا، من «خروج الوضع عن السيطرة» بالنسبة للمتطرفين المسجونين لدى الأكراد.
وقالت أحمد للصحافيين «عندما لم يكن الأمريكيون موجودين في المنطقة كنا نحارب الإرهاب، سنستمر في مهمتنا هذه لكن بمواجهة الإرهاب هذا سيكون أمراً صعباً لأن قواتنا ستضطر إلى الانسحاب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا».
والأربعاء أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيسحب نحو ألفي جندي أمريكي منتشرين في سوريا لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية.
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية معارك عنيفة منذ سبتمبر ضد آخر جيب لتنظيم داعش على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.
ويخشى الأكراد أن تشن تركيا هجوماً عليهم قد يؤدي إلى إطلاق مئات المتطرفين الأجانب المعتقلين لديهم.
وطردت قوات سوريا الديموقراطية خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.
وقالت المسؤولة الكردية: «في ظل تهديدات الدولة التركية وإمكانية إنعاش داعش مرة أخرى، نخاف أن يخرج الوضع عن السيطرة وألا يعد بإمكاننا حظرهم في المنطقة التي يوجدون فيها» مشيرة إلى أن «هذا سيفتح المجال أمام انتشارهم».
حماية المقار
بدوره قال عضو المجلس رياض ضرار: «نخشى بسبب الفوضى ألا نتمكن من حماية المقار التي يوجدون فيها»، في إشارة إلى المقاتلين المعتقلين لدى الأكراد. وشدد على ضرورة متابعة تداعيات القرار الأمريكي وقال: «نحن نلتقي مع المسؤولين في أوروبا لأن لهم مسؤولية تاريخية في الحفاظ على أمن المنطقة وفي مواجهة الإرهاب الذي يهدد العالم».
وأضاف ضرار: «جرى الحديث حول مواجهة داعش لأنها ما زالت موجودة ولم ينته أمرها بعد»، واصفاً تنظيم داعش بأنه «أخطر وجود إرهابي في العالم»، ومشدداً على ضرورة عدم «انسحاب القوات المتحالفة معنا حتى ينتهي أمره».
ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية، مع رفض العديد من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم الإرهابي . وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها مقاتلو التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها. من جانب آخر دعت الهام أحمد الحكومة الفرنسية إلى تقديم دعم للأكراد.
وقالت: «الحكومة الفرنسية كان لها مواقف واضحة في السابق لكنها لم تستطع ان تغير كثيرا من القرار التركي، نأمل منها أن تلعب دورها بشكل اقوى في هذه المرحلة». والتقى المسؤولان الكرديان مستشارين للرئيس ايمانويل ماكرون لبحث الوضع.
وأضافت أحمد: «نطلب من الفرنسيين دعما دبلوماسيا». معتبرة أن «بإمكان السلطات الفرنسية ممارسة ضغوط على تركيا لكي تكف عن إطلاق التهديدات».
وتابعت: «كمــا طلبنــا أيضــا أن تتحمــل القوات (الفــرنسيـــة) مـسـؤولـيـاتهـا في المنطقـة إلى حيـن التــوصـل إلى حـل سيـاسـي».