مصطفى اللواتي.. نجم على ممشى الأزياء

مزاج الأربعاء ١٩/ديسمبر/٢٠١٨ ٢١:٢٨ م
مصطفى اللواتي.. نجم على ممشى الأزياء

مسقط - لورا نصره

حتى سنوات مضت لم تكن مهنة "عارض أزياء" عملا معتادا للشباب العمانيين إلا أنه ومع انخراط العديد من الشباب في تصميم الأزياء وتجهيز العرسان بدأت العروض تتوالى وأصبحت مع الوقت أكثر جذبا للشباب.
لنلقي الضوء أكثر على هذا المجال التقينا مصطفى بن محمد اللواتي الذي يعد واحدا من أوائل الشبان الذين عملوا في هذا المجال حيث كانت بدايته في مجال الإعلانات التجارية لينتقل بعدها للمشاركة في عروض الأزياء، ثم أصبح منظِّما لمثل هذه العروض ومدرِّبا للشباب على تقديمها.
يحدّثنا مصطفى في البداية عن السر وراء انجذاب الشباب إلى هذا العمل. يقول: "شخصيا أشعر بالفخر عندما أعرض الزي العماني بتفاصيله الكاملة أمام الناس ليشاهدوا الغنى والجمال الذي تتميّز به ثقافتنا وتراثنا. فكل قطعة من الزي الذي يرتديه الرجل لها حكاية وتاريخ من الدشداشة إلى الخنجر إلى كل التفاصيل التي يتزيّن بها الرجل في المناسبات وتعكس جانبا من الرجولة والأناقة في الوقت عينه". يضيف: " أعتقد أن هذا كافيا لتشجيع الشباب على المشاركة في عروض الأزياء".

سنوات من البناء
يعمل مصطفى اليوم خلف الكواليس لترتيب وتنظيم عروض الأزياء إلى جانب إشرافه على مظهرهم الأخير، ولكن وصوله إلى هذا العمل لم يأت مباشرة فهو حتى قبل سنوات كان يسير معهم على ممشى العروض.
يقول مصطفى عن بداياته: "رغم دراستي لهندسة الرسم الفني إلا أنني وجدت نفسي منجذبا للمشاركة في مجال الإعلانات وعروض الأزياء. والبداية كانت في العام 2009 حيث شاركت في تصوير إعلانات لسيارات كيا وعمانتل وبنك نزوى وظفار. وبعدها بسنوات وتحديدا في العام 2013 بدأت العمل كعارض للزي العماني بعد أن قدمت لي الفرصة. أحببت حينها أن أجرّب نفسي في هذا المجال وأن اكتسب خبرات جديدة".
ويضيف: "عروض الأزياء تكون مباشرة وفيها تواصل مع الناس وهذا يتطلب جرأة وثقة بشكل أكبر من الوقوف أمام كاميرا والتمثيل في إعلان كما أنه يحمل قدرا من التحدي للنفس ولهذا رغبت به".

خطوة للأمام
ولماذا تركت العمل كعارض؟ يجيب مصطفى مبتسما: "بعد سنوات من العمل كعارض للزي العماني ومع الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها وجدت أنه قد حان الوقت لأن أبدأ مشوارا جديدا أنتقل فيه إلى العمل كمنسق ومدرّب للعارضين".
ويضيف: "قدّمت الكثير من العروض داخل عمان وخارجها ومنها عروض مع المصمم المعروف محمد الصبحي، ثم أصبحت أقوم بكل التنظيم بنفسي بدءا من انتقاء الشبان إلى تدريبهم وتنسيق ملابسهم".
لكن لا زالت تواجه العمانيات اللاتي تعملن كعارضات انتقادات من المجتمع تكون حادة أحيانا، فهل هذا ينطبق على الشبان أم إنهم خارج دائرة النقد؟ يجيب مصطفى: "لم أواجه أية انتقادات أو مواقف مزعجة، وعملي كعارض للزي العماني هو فخر لي؛ لأنه وكما قلت سابقا يعكس جزءا من هويّتنا إلى الآخرين، وهناك إقبال كبير من الشباب العمانيين على هذا العمل".

كاريزما وثقة
عالميا هناك مقاييس معيّنة للذين يعملون في هذا المجال سواء أكانوا من الرجال أم النساء، فهل هذا ينطبق على العارض العماني؟ يقول مصطفى: "هناك مواصفات للشاب الذي يرغب بالعمل كعارض للزي العماني أولها أن يكون مناسبا من حيث الطول والوزن وأن يتمتع بالكاريزما في شخصيته حتى يكون بإمكانه جذب أنظار الناس. في عملنا نهتم بالثقة بالنفس أكثر من التركيز على الجمال لأن الثقة تعكس وتبرز الزي بالطريقة المناسبة وبشكل أفضل".
وحول القطعة الأساسية أو الأهم في ملابس الرجل العماني والإكسسوارات المرافقة، يقول مصطفى: "عندما نعرض الزي العماني نحرص على أن يكون متكاملا من الدشداشة إلى المصر فالخنجر العماني والسيف أو السلاح. كل قطعة لها أهميتها ودورها في إبراز الملامح والهويّة العمانية وهي تكمل بعضها البعض".

خطوات مقبلة
يراعي مصطفى في عمله الحفاظ على أصالة الزي العماني خاصة مع محاولات البعض تشويهه وإدخال بعض القصات الغريبة عليه. يقول: "البعض يقوم بتغيير القصات كجعلها ضيقة مثلا والبعض الآخر يقوم بدمج أزياء مناطق مختلفة معا وهذا المساس بالزي يؤدي إلى تشويهه. يجب أن نحافظ على الزي وأن نصونه ونبحث عما يليق بنا وبه فقط.
وللمستقبل يركز مصطفى جهوده على تطوير عمله. حصيلته حتى الآن كمنظم لهذه العروض بلغت 4 عروض أزياء تقليدية ثلاثة منها في عمان وواحد في أبوظبي. يقول: "أعد بأن تكون خطواتي المقبلة مزيدا من العروض الخارجية.. من الجميل أن يتعرّف الناس من ثقافات مختلفة على تراثنا وهويتنا وأزيائنا التقليدية".