اللاجئ العالمي

الحدث الأربعاء ١٩/ديسمبر/٢٠١٨ ١١:٤٠ ص
اللاجئ العالمي

نيويورك - وكالات
تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين بغالبية كبيرة ميثاقا عالميا حول اللاجئين لتحسين طريقة إدارتهم على المستوى الدولي، في حين عارضته الولايات المتحدة والمجر. وصادق على النص 181 بلدا، في حين عارضه بلدان -الولايات المتحدة والمجر- وامتنعت ثلاث دول عن التصويت -جمهورية الدومينيكان وإريتريا وليبيا. وقالت المجر إن الأمم المتحدة بحاجة إلى أداة قانونية جديدة. وكانت إدارة دونالد ترامب ذكرت مؤخرا أنه إذا كانت تدعم غالبية النص فهي تعارض عناصر فيه كالحد من إمكانية اعتقال الأشخاص الذين يريدون اللجوء في بلد آخر.

وعلى غرار الميثاق حول الهجرة، فإن الميثاق العالمي حول اللاجئين ليس ملزما. وأخذ النصان من إعلان نيويورك الذي تم تبنّيه بالإجماع في 2016 من قبل أعضاء الأمم المتحدة الـ193 لتحسين قدرتهم على ضمان استقبال أفضل للاجئين والمهاجرين وتسهيل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية إذا أمكن.

وصيغ النص بإشراف المفوضية العليا للاجئين ومقرها جنيف برئاسة الإيطالي فيليبو جراندي، ويرمي إلى تسهيل وجود رد دولي مناسب لتدفق اللاجئين بأعداد كبيرة، ولحالات اللجوء الطويل.

وقال فيليبو جراندي «لا يجب ترك أي بلد يتحمّل منفردا تدفقا كبيرا للاجئين» مرحِّبا بقرار «تاريخي» للأمم المتحدة. وأضاف «أزمات اللاجئين تدعو لتقاسم عالمي للمسؤوليات والميثاق تعبير قوي للطريقة التي نعمل فيها معا في عالم اليوم المتشتت». وقالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الإكوادورية ماريا فرناندا إسبينوزا لفرانس برس «إنه سيسمح بتعزيز المساعدة والحماية لـ25 مليون لاجئ مسجلين في العالم».
وأضافت «الدول التي تستقبل اللاجئين لا تزال تثبت كرما والتزاما استثنائيين لتأمين الحماية لهم». لكن «أكثر من 85 % من اللاجئين في العالم يُستقبلون في دول ذات إيرادات ضعيفة أو متوسطة» و»علينا دعم الجاليات والدول التي تستقبل اللاجئين».

أربعة أهداف

وتدخّل بلدان يواجهان حركة هجرة ضخمة قبل التصويت. فأكّدت سوريا أنه يجب عدم تسييس النقاش وطلبت من «المفوضية العليا للاجئين المزيد من الجهود لعودة اللاجئين السوريين» إلى بلدهم.
في حين طلبت فنزويلا «تفادي جعل الميثاق أداة للتدخل» في شؤون الدول.
ورحّبت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية في بيان بتبنّي الميثاق والتمكن من المشاركة في صياغة النص.
وتتضمن الوثيقة أربعة أهداف أساسية، هي تخفيف الضغوط عن الدول المستقبلة، وزيادة استقلالية اللاجئين، وتوسيع مجال إيجاد الحلول التي تستلزم مشاركة دول أخرى، والمساهمة في تأمين الشروط اللازمة لعودة اللاجئين بأمان وكرامة إلى بلدانهم الأصلية.
وعلى غرار ميثاق الهجرة يتضمن النص حول اللاجئين الترتيبات الوطنية والإقليمية ويشير إلى أدوات تمويل وشراكات وجمع بيانات وتقاسمها. وسيتم قياس التقدم المحرز لتحقيق الأهداف الأربعة للميثاق العالمي حول اللاجئين.
وخلافا للوثيقة حول الهجرة شاركت الولايات المتحدة في المفاوضات حول اللاجئين التي استمرت 18 شهرا.
والميثاق حول الهجرة الذي تم تبنّيه في يوليو بالإجماع باستثناء الولايات المتحدة وانسحبت منه دول عديدة مذاك، سيطرح الأربعاء في الجمعية العامة للمصادقة عليه.
وبين هذين التاريخين انسحب حوالي 30 بلدا في أوروبا أو علقوا قرارهم، لكن 165 بلدا أكدت التزامها لصالح الميثاق خلال قمة في المغرب مطلع الشهر الجاري.
وتعليقا على هذا النص صدرت في الأشهر الأخيرة تصريحات شعبوية عديدة حذّرت من «غزو» لمهاجرين جدد.

ما الذي يشمله الميثاق؟

سيقدّم برنامج العمل مخططاً لضمان وصول اللاجئين بشكل أفضل إلى فرص الصحة والتعليم وسُبل كسب العيش، واندماجهم في المجتمعات المضيفة لهم منذ البداية. وسيحدّد أيضا طرقاً ملموسة يمكن من خلالها دعم الحكومات المضيفة عندما تواجه تحركات كبيرة للاجئين ونظماً لتقاسم المسؤولية لكي لا تتحمّل هذه الحكومات العبء وحدها. ويمكن أن يشمل ذلك، على سبيل المثال، ترتيبات احتياطية وترتيبات شراكة لنشر الخبرات الفنية، أو تحرير احتياطيات التمويل، أو تفعيل حصص إعادة التوطين.

تقاسم الأعباء

هناك ترتيبات لتقاسم الأعباء والمسؤوليات من خلال منتدى عالمي للاجئين (كل أربعة أعوام) وترتيبات وطنية وإقليمية لأوضاع محددة وأدوات كالتمويل والشراكات وجمع البيانات وتقاسمها. والمجالات التي تحتاج إلى الدعم، بدءاً من الاستقبال والقبول وتلبية الاحتياجات ودعم المجتمعات وصولاً إلى الحلول.
أما ترتيبات للمتابعة والمراجعة فسيتم إجراؤها في المقام الأول من خلال منتدى عالمي للاجئين سيقام كل أربعة أعوام، واجتماع سنوي للمسؤولين الرفيعي المستوى (سيتم عقده كل عامين بين المنتديات) والتقرير السنوي للمفوض السامي المقدم إلى الجمعية العامة. ستشمل المتابعة والمراجعة أيضاً وضع مؤشرات لقياس النجاح في تحقيق الأهداف الأربعة للميثاق.

كيف تم وضع الميثاق؟

تم وضع الميثاق خلال أكثر من 18 شهراً من المناقشات المكثفة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والخبراء والمجتمع المدني واللاجئين. شمل ذلك مناقشات موضوعية خاصة بالإضافة إلى مشاورات رسمية وتقييم في حوار المفوض السامي بشأن تحديات الحماية في ديسمبر 2017.
وتم وضع الميثاق أيضاً بالاستناد إلى دروس مكتسبة من خلال تطبيق الإطار الشامل للاستجابة للاجئين في أكثر من 10 بلدان خلال عامي 2017 و2018 ومن خلال اكتساب الدروس من مجموعة واسعة من أوضاع اللاجئين السابقة والقائمة حيث تم الاستناد إلى عدد كبير من مبادئ الإطار في وضع سياسات وبرامج.
كذلك، تم الحصول على حوالي 500 مساهمة خطية.