تشهّد وأنت تدخل «الدوار»..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٩/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٣:٤١ ص
تشهّد وأنت تدخل «الدوار»..

لميس ضيف
سرحت أفكر اليوم عند دوار برج الصحوة، بكمّ التقنيات والآليات التي يجب أن يملكها السائق لينجح في «اختراق دوار»!.. لا تسخروا رجاءً فأنا أتحدث بجدية، فالدخول لدوار مزدحم في ساعات الذروة عملية معقدة، تحتاج لخبراء استراتيجيين يملكون قدرات خارقة، أقلها القدرة على تقدير سرعة المركبات بالعين المجردة، ثم تقدير الوقت اللازم للخروج قبل وصولها؛ والسرعة التي يجب أن تكون- أنت- عليها كي لا تجبر الآخر على استخدام المكبح. وعليك أن تملك الحد الأدنى من الكياسة والمعرفة بالنفس البشرية: فلا تباغت سائقا شاردا، ولا سيدة تبدو غاضبةً أو شابا متشاغلا بالهاتف. كما ويحتاج الأمر «لقلب قوي» خصوصا للعبور أمام شاحنة بطول 10 أمتار يسوقها سائق يبدو وكأنه في قمرة قيادة فضائية. وإن لم تكن محنكا في القيادة- مثل كاتبة هذه السطور- فسيطول انتظارك قبل أن تدخل الدوار، وسيطلق السائقون من ورائك الأبواق عليك بحنق ليزعزعوا ثقتك في نفسك أكثر، فهم يرون أن «رمي» نفسك أمام سيارات مسرعة لا مبالية أمرٌ لا يستحق كل هذا التفكير. كل ما عليك فعله هو أن تكون مؤمنا بالقضاء والقدر. ومتيقنا أنك لن تموت قبل يومك، لتدخل بعزم أمام مركبة لا يفصلك عنها سوى بضعة أذرع!

وعليه؛ فإن سألتموني عن أكبر خدمة يمكن للإدارة العامة للمرور تقديمها لنا نحن معشر السائقين السائحين في أرجاء السلطنة فسأقول بلا تردد «التوصية بإزالة الدوارات» فعليا عبر تحويلها لتقاطعات أو بوضع إشارات مرورية فيها تغير صيغة/ آلية عملها الحالية.

فوراء كل زحام.. دوار.
ووراء كثير من الخلافات على أحقية المرور.. دوار.
ووراء كثير من الحوادث.. دوار.
ربما كانت تقنية استخدام الدوارات منطقية قبل عشر سنوات خلت. أما اليوم؛ فقد بلغ إجمالي المركبات التي سُجلت حتى مايو الفائت مليونا ونصف المليون مركبة. ولا يشمل هذا العدد لوحات التصدير والاستيراد، ولا سيارات الفحص المؤقت التي لا يُستهان بعددها «26 ألفا و311 مركبة» كما ولا يشمل السيارات التي لا تحمل لوحات عمانية إما لأنها لسياح أو لمن يقيمون بشكل متقطع في السلطنة وسواها.
المُراد من القول إن كثافة المركبات تزداد، لا يوم بعد آخر، بل وحتى خلال الدقائق التي تُكتب فيها السطور، والشوارع التي كانت- قبل عام فقط- لا تعرف الزحام صارت تضيق بالطوابير. والدقائق التي تضيعها كل مركبة تؤدي لفوضى لا معنى لها. ويدرك المتصدون لتنظيم الطرقات ذلك، لذا يستعينون برجال مرور للقيام بعمل الإشارات المرورية عندما يحمى الوطيس. ومن المفيد في هذا الصعيد أن تتخذ خطوات لمعالجة المشكلة عوضا عن الحلول الترقيعية المؤقتة.