مواجـهـة بـؤر «الزاعجة المصرية»

بلادنا الأحد ١٦/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٨ ص

مسقط - محمد سليمان

أوضح عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السيب هلال الصارمي أن الموطن الأصلي لبعوضة «الزاعجة المصرية» هو شرق آسيا وهي تظهر في السلطنة لأول مرة.

وأضاف: هناك بعض الحالات التي سجلت ظهورها في دول الخليج في السنوات السابقة، ولكن لم يسجل أي ظهور لها داخل السلطنة.
وأشار إلى أن حملات مشكلة من وزارة الصحة والبلدية للكشف عن وجود هذا النوع من البعوض توجهت لولاية السيب، حيث تم التأكد أن هناك أكثر من بؤرة توجد فيها، وقد تم استدعاء الفرق الميدانية في بلدية مسقط للتعاون مع قسم مكافحة الأمراض المعدية في وزارة الصحة لتنفيذ حملات للقضاء على هذه البعوضة عن طريق رش المبيدات، وتنظيم حملات توعوية للتخلص من أي مياه راكدة في المنازل أو المزارع.
وأكد الصارمي أن «الزاعجة المصرية» تكثر في المزارع ذات الأراضي المشبعة بالمياه لاسيما في أشهر الشتاء، حيث يصعب على الفرق الميدانية التخلص من كافة أماكن تجمعات المياه، ومن هذا المنطلق نطالب الأهالي من المواطنين والمقيمين باتخاذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة للتخلص من أي تجمعات للمياه.
وأكد أنه منذ رصد الحشرة والجهات المعنية تقوم بحملات رش المبيدات بصورة مستمرة مع بذل المزيد من الجهود لحصر الحشرة، بخاصة وأنه من الممكن أن تكون موجودة في ولايات أخرى ولم يتم اكتشافها بعد.
وعن طريقة دخولها أشار عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السيب إلى أنه في ظل تنامي حركة البضائع والسفن عبر الموانئ فمن السهل أن تنتقل مثل هذه الحشرات، حيث إنها تستطيع العيش في أقل كمية من المياه كما تستوطن العلب الفارغة والإطارات وما إلى ذلك من مخلفات.
على الصعيد نفسه قال بيان لوزارة الصحة إن الوزارة قامت بالتعاون والتنسيق مع بلدية مسقط بعمليات التقصي والمكافحة الحشرية للسيطرة والقضاء على بعوضة الزاعجة المصرية الناقلة لفيروس مرض الضنك والحمى الصفراء ومرض زيكا وغيرها.
وكانت وزارة الصحة قد أجرت مسحاً حقلياً للبعوضة وثبت وجود بؤر توالد وتكاثر لهذا النوع من البعوض في ولاية السيب بمحافظة مسقط، وتم إجراء المسح الميداني نتيجة تسجيل حالة إصابة بفيروس حمى الضنك غير مرتبطة بالسفر واحتمال حدوث نقل محلي للمرض.
وأضاف البيان أن الوزارة تدعو المواطنين والمقيمين للتعاون مع الفرق الميدانية من أجل القضاء على البعوض وأماكن توالده، سعيا لمنع توطن هذه الأمراض.
ومن جانبها تواصل بلدية مسقط ممثلة بالمديرية العامة لبلدية مسقط في السيب حملتها المكثفة لمكافحة «البعوضة الزاعجة المصرية» بالتنسيق مع المختصين من وزارة الصحة، وذلك في حملة تستهدف عدة مناطق بالولاية للقضاء على بؤر هذه البعوضة وأماكن وجودها.
وأوضح رئيس قسم مكافحة الآفات بالمديرية العامة لبلدية مسقط في السيب إسماعيل بن مسعود الراشدي، أنه مع تزايد حالات اكتشاف ورصد بعوضة «الايديس الزاعجة المصرية» الناقلة للكثير من الأمراض ومنها حمى الضنك، قام المختصون بوزارة الصحة بالتنسيق مع المختصين بالمديرية العامة للشؤون الصحية والمختصين من المديرية العامة لبلدية مسقط في السيب بإعداد برامج احترازية لمسح جميع المواقع في ولاية السيب وتصميم برامج مكثفة لاحتواء وجود الحشرة الكاملة، ومن ثم القضاء عليها، ومن جانب آخر تكثيف الجانب الوقائي لضمان عدَم إبقاء أية مياه راكدة حتى ولو بكميات قليلة ما بين ٥ إلى ٧ أيام وبخاصة في بعض المواقع الخفية كأصيص الأشجار، والنافورات داخل وخارج المنازل والعبوات الفارغة بأحجامها المختلفة، والإطارات القديمة، وأهمية عدم توفير بيئة مناسبة لتكاثر هذه الحشرة وتزايدها.
وقد تم تنفيذ برامج مكثفة للرش بحسب بلاغات وجود الحشرة بعد صلاة الفجر امتدادا إلى قبيل طلوع الشمس، مع مراعاة وقت نشاط الحشرة الذي يزيد مع بزوغ الشمس، وقد ركز قسم مكافحة الآفات بالسيب العمل على نطاق واسع بنظام (الرش الشامل) الذي يغطي أكثر من كيلو متر في الموقع من جميع الاتجاهات واستمرت عمليات المكافحة لمناطق الموالح الشمالية والحيل الشمالية والحيل الجنوبية وضواحيها.
وتتم عمليات الرش باستخدام مكائن التضبيب الحار (الدخان) والبارد (الرذاذ المتناهي في الصغر) وتم استخدام مبيد بيرثريودي باستخدام المادة الفعالة (سيفنوثرين) بتراكيز معتمدة من منظمة الصحة العالمية، كما تم استخدام زيت السيلكون (اكواتين) لخنق يرقات البعوض في المياه الراكدة كمعاملة طبيعية صديقة للبيئة.
وتقوم فرق النظافة المساندة لأعمال الحملة بأدوار بارزة ركزت على إجراءات الإصحاح البيئي وذلك بحملات مكثفة للتخلص من مختلف المخلفات والفضلات الصلبة من أجل توفير بيئة صحية نظيفة غير مهيأة لتكاثر الآفات بشكل عام.
وبيّن رئيس قسم مكافحة الآفات بالمديرية العامة لبلدية مسقط في السيب إسماعيل بن مسعود الراشدي بأنه تم تسخير الكوادر والمعدات لهذه الحملة وتهيئة طاقم عمل مكون من خمسة فرق وأربعة عمال لكل فرقة مجهزين بالمعدات اللازمة لمكافحة البعوض.
ويتخلل الحملة تنظيم لقاءات وحوارات تثقيفية ومحاضرات للأهالي وسكان المناطق بالمساجد والمجالس للتثقيف وللتعريف بأهداف الحملة والتواصل الفعال بأهمية دور المجتمع وتعاونه في مثل هذه الحالات.
وتدعو بلدية مسقط الجميع للتعاون والتواصل الفعال من أجل إنجاح هذه الحملة مع الجهات المعنية واتباع الإجراءات الوقائية التي تبث بين الفينة والأخرى وتدعو المواطنين إلى أن يتم استقاء المعلومات من مصادرها وهي جهتان؛ وزارة الصحة بالنسبة لانتشار المرض وحالات الإصابة، وبلدية مسقط بالنسبة لاستراتيجيات برامج المكافحة واحتواء الحشرة.