وزير ديوان البلاط السلطاني رعى حفل الاختتام أضخم تجمع للأفكار التقنية في السـلطنـة يختار 100 فكرة

بلادنا الأحد ١٦/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٧ ص
وزير ديوان البلاط السلطاني رعى حفل الاختتام

أضخم تجمع للأفكار التقنية في السـلطنـة يختار 100 فكرة

مسقط –
رعى وزير ديوان البلاط السلطاني معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي مساء أمس السبت ختام «سباق الأفكار التقنية لشباب عمان» ضمن مسار الشباب من البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب، والذي يعتبر أضخم تجمع لأفكار المشاريع التقنية الناشئة في السلطنة.

وتم في حفل الختام الإعلان عن أفضل 100 فكرة بعد تنافس أكثر من 600 من الشباب العماني على مدى يومين للوصول إلى هذه المرحلة المهمة من مسيرة البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب الذي ينظمه ديوان البلاط السلطاني وحظي بمباركة سامية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- من خلال توجيهاته السديدة دوما للاهتمام بالشباب وتسليحهم بأحدث المعارف والتقنيات وجعلهم على رأس الأولويات الوطنية.
وتضمن الحفل تقديم عرض مرئي يلخص أهم الفعاليات والأنشطة في سباق الأفكار التقنية لشباب عمان. تلته كلمة البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب ألقاها مشرف البرنامج قيس بن راشد التوبي، الذي رحب بالضيوف وأعطى ملخصاً مختصرا لأهم الإحصائيات حول الفعالية والمرحلة الأولى، ونبذة حول المرحلة الثانية من مسار الشباب. كما قام عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج هلال بن مظفر الريامي، باستعراض بعض تجارب خريجي البرنامج، وهي قصص نجاح يؤكد فيها الشباب العماني قدرتهم على المنافسة في هذا النوع من البرامج ذات المستوى العالمي.

الإعلان عن أفضل 100 فكرة

وفي أهم فقرات الاحتفالية تم الإعلان عن أفضل 100 فكرة مشروع تقني ناشئ، وأصحاب تلك الأفكار المتأهلين لدخول المرحلة الثانية من مسار الشباب من البرنامج.
بعدها تمت دعوة المشاركين المائة لالتقاط صورة تذكارية على المنصة مع معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني الموقر راعي الحفل.
ويعد «سباق الأفكار التقنية لشباب عمان» حدثا محليا ولكنه بمستوى عالمي، حيث نظم بدعم من مؤسسة جوجل العالمية، والتي استعانت بأكثر من 100 خبير من السلطنة والعالم ليكونوا موجهين ومحكمين في هذا الحدث المهم. وقد انطلق السباق التقني صباح يوم الجمعة 14 ديسمبر 2018 واستمر على مدى يومين تخللته عدة جلسات تدريب مكثفة قدمتها جوجل من خلال الخبراء والمتحدثين العالميين المدعوين للفعالية.
حيث كان اليوم الأول يوما حافلا بالتدريب والإعداد للمشاركين من خلال جلسات العمل التي بدأت بجلسة قدمها سليم عبيد من شركة جوجل تحدث فيها عن آليات المشاركة، وأهم معايير القبول، وطرق التقديم. بعدها قُدمت عدة جلسات عمل هدفت إلى مساعدة المشاركين في تطوير أفكارهم، وتعريفهم على طرق فعّالة لتحويل أفكارهم المقترحة من مجرد مفاهيم أولية مدونة على أوراق إلى مشاريع وشركات ناجحة تستطيع الوقوف والاستمرار ومواجهة التحديات المختلفة.
أحد أهم تلك الجلسات كانت عن تحليل المشكلات التي تواجه المستخدمين، والتركيز على تجربة المستخدم وجعلها كمحور لعمليات توليد الأفكار وتطويرها، ومن ثم الانتقال بالفكرة إلى مرحلة جديدة وهي ابتكار الحلول التقنية لتسهيل تجربة المستخدم.

الجدوى الاقتصادية للأفكار

كما تم التطرق في جلسات أخرى إلى الجدوى الاقتصادية للأفكار التقنية الناشئة وكيفية جعلها مربحة كمشاريع تجارية. إلى جانب جلسات أخرى ركزت على المنتج نفسه من خلال إعداد نموذج عمل أولي يستطيع من خلاله المشارك شرح فكرته بشكل أفضل أمام لجان التقييم أو المستثمرين لاحقا. ولم تكن الجلسات المركزة على المستوى التنفيذي فحسب، بل اشتملت على مواضيع ذات أبعاد إستراتيجية، كتلك المتعلقة بما يسمى «نموذج العمل التجاري»، والتي تتطرق للاستراتيجيات وإدارة العلميات وغيرها من القضايا التي تهم أي صاحب فكرة تجارية يطمح لنجاحها. ومن جهة أخرى أقيمت جلسات تركز على تطوير المهارات الشخصية للمشاركين، وهو ما سيمكنهم من تقديم أفكارهم وعرضها بشكل أفضل أمام لجان التقييم.
أما اليوم الثاني للسباق، السبت 15 ديسمبر 2018 فقد بدأ منذ الصباح بجلسات التحكيم، حيث عرض أكثر من 600 مشارك أفكارهم أمام لجان تحكيم متخصصة، اتسمت آليات التحكيم بأقصى درجات العدالة والموضوعية. وهدفت الجولة الأولى من التحكيم للاستماع لكافة الـ600 مشارك لاختيار أفضل 200 فكرة مشروع تقني ناشئ. أما الجولة الثانية من التحكيم فهي التي خلصت لاختيار أفضل 100 فكرة مشروع تقني ناشئ، والتي سيحصل أصحابها على فرصة الانتقال للمرحلة الثانية من البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب.

العديد من جلسات العمل

ولإثراء محتوى اليوم الثاني فقد نظمت العديد من جلسات العمل إلى جانب جلسات التحكيم، حيث قدم عدد من الخبراء والمتحدثين العالميين معارف استثنائية للمشاركين. أولى جلسات العمل في اليوم الثاني كانت عن أهم اتجاهات التقنية في العالم ودورها في حياة الناس والمجتمعات. تلتها جلسة عن آليات العمل وآليات التنفيذ. ولأن موضوع القيادة مهم جدا في الجيل القادم من رواد الأعمال التقنيين، فقد خصصت جلسة عن القيادة وتأثيراتها على إدارة الفرق في المشاريع الناشئة.
ولعرض نماذج حية تقرب المشاركين من سوق العمل، فقد نظمت جلسات بحضور عدد من رواد الأعمال العمانيين في المشاريع التقنية الناشئة، وهو ما يعطي تجربة واقعية لنجاح الشباب العماني في تأسيس مشاريعهم الناشئة.
وعلى مدى يومين قام مستشار الدراسات والبحوث بديوان البلاط السلطاني رئيس البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب سعادة د. علي بن قاسم بن جواد اللواتي بالاطلاع على الكثير من التجارب والأفكار من خلال زيارته للشباب المشاركين والتفاعل معهم والاستماع لأفكارهم، وفي حديث له أكد على أن المشاركين في سباق الأفكار التقنية لشباب عمان وصلوا لمرحلة مهمة في مسار البرنامج، وأن هؤلاء الشباب والشابات مفخرة للسلطنة ويعول عليهم الكثير في مستقبل الثورة الصناعية الرابعة لربط تطبيقاتها بالسوق العماني وتوطين هذه التقنيات الحديثة.

المرحلة الثانية من البرنامج
كما وجه سعادته بالنصح للمشاركين فقال: «تعلموا كل ما هو مفيد من هذه الطفرة التكنولوجية واجتهدوا في ذلك، ولكن في الوقت نفسه لا يجب أن يأخذكم انفتاح العالم بالتكنولوجيا بعيدا عن هويتكم الوطنية، وقيمكم الأصيلة. فلا تعارض بين الاثنين، واعلموا أن كافة التجارب العالمية الناجعة قد احتفظت بمميزاتها الوطنية والحضارية التي خرجت منها، وعليكم التمسك بالقيم والمبادئ وموروثات هذا المجتمع الأصيل، الذي يشهد العالم له بنقاء قيمه وأخلاقياته».

وفي سياق متصل وبعد الإعلان عن الـ100 فكرة الفائزة فإنها ستدخل إلى المرحلة الثانية من مسار الشباب في البرنامج، حيث سيحصل أصحابها على فرصة مثالية للتدريب داخل السلطنة وخارجها على أيدي خبراء من مؤسسات مرموقة، حيث سيبدأ التدريب بورش عمل مكثفة ومخيم تدريب داخل السلطنة بعدها سيسافر رواد أعمال المستقبل إلى كل من سنغافورة وسويسرا ويلتحقون هناك ببرنامج تدريبي في مؤسسات متخصصة في تطوير أفكار المشاريع التقنية، للوصول بهذه المشاريع إلى السوق لتقدم خدماتها للناس وتدعم الاقتصاد الوطني وتوطن الكثير من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.