إرادة يمنية

الحدث الأحد ١٦/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:١٨ ص
إرادة يمنية

صنعاء - وكالات

دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث أمام مجلس الأمن إلى العمل سريعا على إنشاء «نظام مراقبة» في اليمن لمراقبة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس بشأن مرفأ الحديدة حيث دارت مواجهات مساء.

واندلعت الاشتباكات عند الأطراف الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة وهي الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في السويد حيّز التنفيذ منتصف ليل الخميس/‏ الجمعة، حسبما أفاد اثنان من سكان المدينة. وقد طالب جريفيث خلال اتصال بواسطة الفيديو من الأردن بـ«نظام مراقبة قوي وكفؤ»، مضيفا «ليس ضروريا فحسب بل هناك حاجة ماسّة إليه وقد أبلغنا الطرفان أنهما سيقبلان ذلك». وتابع «إن السماح للأمم المتحدة بأن يكون لها دور رائد في الموانئ خطوة أولى حيوية، ونحن بحاجة إلى أن نرى ذلك في الأيام المقبلة».
ويجري حاليا إعداد مشروع قرار تناقشه دول الأمم المتحدة مع توقعات بإقراره الأسبوع المقبل. وقال جريفيث «سيكون للأمم المتحدة دور قيادي للمساعدة في إدارة وتفتيش موانئ البحر الأحمر في الحديدة والصليف وراس عيسى».

مراقبون

وقال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد يقترح قريباً على مجلس الأمن آلية مراقبة للميناء ومدينة الحديدة تضم بين 30 إلى 40 مراقباً.
كما أوضح دبلوماسيون أنه ليس من المستبعد أن ترسل الدول بعض المراقبين على الأرض «في مهمة استطلاعية» قبل اتخاذ قرار رسمي. وذكر أحدهم كندا وهولندا كبلدان ممكنة.
وفي هذا السياق، أوضح جريفيث أن الجنرال النيوزيلندي باتريك كامارت، الذي سبق وأن قاد بعثات للأمم المتحدة، وافق على ترؤس آلية المراقبة هذه، مضيفا أنه من المرتقب وصوله «منتصف الأسبوع المقبل إلى المنطقة».

عودة الوفد

وبعد محادثات دامت أسبوعا في بلدة ريمبو السويدية، عاد وفد أنصار الله إلى صنعاء على متن طائرة كويتية، وسط استقبال حافل في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة أنصار الله والقوات المتحالفة معهم منذ 2014.
وفي الرياض، أعربت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن منذ 2015، عن تأييدها للاتفاقات التي تم توصل إليها بين أنصار الله والحكومة المدعومة من المملكة، مؤكدة تأييدها للحل السياسي.
وقال جلال الرويشان عضو الوفد في مؤتمر صحفي «أردنا أن نثبت للعالم أنه كما أننا رجال مواجهة، فنحن رجال سلام أيضا»، مضيفا أن جولة المحادثات في السويد «وضعت أولى الخطوات الصحيحة على طريق السلام وعلى طريق معالجة الأوضاع الإنسانية».
وكانت الضمانات بعودة وفد صنعاء شرطا رئيسيا وضعه أنصار الله للمشاركة في المحادثات التي اختُتمت الخميس.
وفي 2016، مُنع وفد صنعاء من العودة إلى صنعاء في أعقاب فشل محادثات في الكويت، ما اضطر أعضاء وفد أنصار الله للبقاء لأشهر عالقين في مسقط.
وفشلت محاولة لعقد محادثات سلام في جنيف في سبتمبر الفائت بعدما لم يشارك أنصار الله لعدم حصولهم على ضمانات بالعودة إلى صنعاء. ورافق مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث أنصار الله إلى السويد على متن طائرة كويتية في الرابع من ديسمبر.
وكتب رئيس الوفد محمد عبدالسلام على حسابه على تويتر الجمعة «الشكر والتقدير للمبعوث الأممي إلى اليمن وسلطنة عمان ودولة الكويت ومملكة السويد في تسهيل وإنجاح» المشاورات.

تنازلات

وخلال محادثات السويد، توصّلت الحكومة اليمنية ووفد أنصار الله إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر ومينائها الحيوي الذي تمر عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية، ووقف إطلاق النار في المحافظة التي تشهد منذ أشهر مواجهات على جبهات عدة.
كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها أنصار الله والقوات المتحالفة معهم، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر لسلام ينهي الحرب.
وقال عضو وفد أنصار الله جمال عامر لدى وصوله إلى مطار صنعاء لفرانس برس «ناقشنا كل المواضيع التي ذهبنا من أجلها تحت عنوان بناء الثقة (...) بنية تقديم تنازلات»، مضيفا «سعينا قدر إمكاننا إلى عدم تعطيل ميناء الحديدة».
كما أوضح عضو آخر في الوفد هو يحيى نوري «نأمل أن تشهد الأيام المقبلة تنفيذ ما تم الاتفاق حوله، وإن شاء الله تتحقّق نقلة نوعية تهيئ الثقة لخوض مفاوضات أكثر قدرة على معالجة القضايا العالقة». ومن بين هذه القضايا موضوع مطار صنعاء الذي لم يتم التوصل إلى اتفاق حوله بعد.
وأعلنت الحكومة اليمنية خلال المحادثات أنّها عرضت على أنصار الله إعادة فتح المطار ولكن بشرط تحويله إلى مطار داخلي، على أن يكون في البلاد مطار دولي وحيد في عدن الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يرفضه أنصار الله. وقال نوري إن هذا الملف سيبحث مجددا في الأيام المقبلة.

«صفحة جديدة»

وقوبلت الاتفاقات في السويد بترحيب من قبل السعودية والإمارات اللتين تقودان التحالف العسكري في اليمن، ومن قِبل دول غربية ومنظمات إنسانية.
وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في بيان «عن الترحيب بما تم التوصل إليه من اتفاق»، مؤكدا أن «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ملتزمة بالوصول إلى الحل السياسي في اليمن بما يضمن أمنه واستقراره وسلامة أراضيه».
بدوره كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على «تويتر»، أن «الطريق لا تزال صعبة لكنه اختراق مهم سيجعل السلام ممكنا».
ورغم هشاشتها، أثارت الاتفاقات أملا في نفوس اليمنيين بانتهاء الحرب.
وقال محمد عطاف -أحد سكان مدينة عدن- لفرانس برس «نستبشر خيرا بأن يبدأ السلام وأن تتصافح الأطراف اليمنية. لا بد أن يشعروا بالمواطن اليمني الذي وصل إلى درجة اليأس».
وتابع: «لا بد من التعوّد على السلام، ونسيان ما مضى، وفتح صفحة جديدة».