مفاجأة مدوية حول المشتبه به«ستراسبورج».. اعتداء يزيد أوجاع فرنسا

الحدث الخميس ١٣/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٥:٣٣ ص
مفاجأة مدوية حول المشتبه به«ستراسبورج».. اعتداء يزيد أوجاع فرنسا

باريس - - وكالات

رفعت فرنسا مستوى التأهب الأمني عقب اعتداء ستراسبورج الدامي الذي وقع مساء أمس الأول الثلاثاء في سوق عيد الميلاد، وفقا لما أعلن وزير الداخلية كريستوف كاستنير. وأشار كاستنير في مؤتمر صحفي إلى أن الاعتداء أوقع ثلاثة قتلى على الأقل. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير فجر أمس الأربعاء أن الحكومة رفعت مستوى التأهب الأمني في البلاد عقب الهجوم «الإرهابي» الذي نفذه مسلح أطلق النار في سوق عيد الميلاد في ستراسبورج ولاذ بالفرار.

وقال الوزير للصحفيين «لقد قررت الحكومة للتو الانتقال إلى مستوى هجوم طارئ، مع فرض إجراءات رقابة مشددة على الحدود ورقابة مشددة في كل أسواق عيد الميلاد في فرنسا وذلك بهدف تجنّب خطر حدوث هجوم يقلد هجوم ستراسبورج» الذي أوقع بحسب حصيلة جديدة ثلاثة قتلى و12 جريحا بينهم ستة بحالة حرجة للغاية.

بحث واسع

في نفس السياق، قال وزير الداخلية الفرنسي إن 350 من أفراد مختلف القوى الأمنية في البلاد يشاركون في عملية بحث واسعة، عن رجل يبلغ من العمر 29 عاما يشتبه بأنه منفذ اعتداء بإطلاق النار في سوق لعيد الميلاد.
وقامت قوات أمنية فرنسية صباح أمس الأربعاء بعملية بحث واسعة عن منفذ الاعتداء بإطلاق النار في سوق لعيد الميلاد بمدينة ستراسبورج شرق البلاد مساء الثلاثاء، والذي أدّى لمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وأعلنت الحكومة الفرنسية رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير ليل الثلاثاء/‏ الأربعاء من منطقة با-ران في ستراسبورج التي أوفده إليها الرئيس إيمانويل ماكرون، أن 350 شخصا بينهم مئة من أفراد الشرطة القضائية وعسكريون ومروحيتان يقومون بالبحث عن المهاجم. وأضاف: «اعتبارا من الساعة 19:50 (18:50 ت ج) قام رجل ببث الرعب في المدينة في ثلاث نقاط»، موضحا أنه «قتل ثلاثة أشخاص وجرح 12 آخرين بينهم ستة» إصاباتهم خطيرة. أما شرطة با-ران، فنشرت حصيلة مؤقتة تشير إلى أن الهجوم أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة بجروح خطيرة وستة بجروح طفيفة. وقال كاستنير إنه «بين الساعة 20:00 و21:00» تبادل المهاجم إطلاق النار مرتين مع قوات الأمن قبل أن يلوذ بالفرار. وأوضح مصدر في الشرطة أن الرجل جُرح خلال تبادل إطلاق النار مع دورية لجنود عملية «سانتينيل» الذين يضمنون أمن سوق عيد الميلاد في ستراسبورج. وقالت هيئة أركان الجيش إن جنديا أصيب بجروح طفيفة في يده.

شاهد عيان

وذكر شاهد عيان «سمعنا عيارات نارية، ثلاثة ربما، وشاهدنا الناس يجرون. سقط أحدهم ولا أعرف ما إذا كان قد تعثر أو أنه أصيب (بالرصاص). الناس داخل الحانة أخذوا يصرخون ’أغلق أغلق‘ وأغلقت الحانة». وقال كاستنير إن المهاجم «كان معروفا بوقائع في قضايا للحق العام صدرت أحكام عليه بسببها في فرنسا وألمانيا وأمضى عقوباته». وذكر مصدر قريب من الملف أن المشتبه به هو رجل في التاسعة والعشرين من العمر معروف من قبل الأجهزة الأمنية وكان يفترض أن يعتقله الدرك صباح أمس الأول الثلاثاء في إطار تحقيق لقضية للحق العام. وفتحت نيابة باريس تحقيقا في «عمليات قتل ومحاولات قتل مرتبطة بجماعة إرهابية والمشاركة في عصابة أشرار إرهابية إجرامية».

تفاصيل حول منفذ الهجوم

وكشفت تقارير إعلامية فرنسية بعض تفاصيل منفذ الهجوم المسلح الذي لا يزال حرا طليقا، وبحسب تلك التقارير، قال شاهد عيان لموقع «لو بوان» الفرنسي إن مطلق النار قوي البنية، يناهز طوله 1.80 متر، وشعره أسود، مضيفا «كان يرتدي معطفا له لون داكن، يصل طوله إلى حد منتصف الفخذين».
وذكرت «لو بوان» أن الشرطة تعرّفت على المهاجم، الذي يبلغ عمره 29 عاما وولد شهر فبراير من العام 1989 في ستراسبورج، مشيرة إلى أنه يسكن في حي نودورف.

وكان يجب أن يُعتقل الرجل صباح الثلاثاء، حين نفّذ عناصر الدرك مداهمة أمنية في منزله، لكنه لم يكن موجودا هناك. وأسفرت المداهمة عن اعتقال عدد من «شركائه المزعومين»، بالإضافة إلى العثور على بعض المتفجرات.

«تضامن كل الأمة»

من جهته، عبّر الرئيس ماكرون في تغريدة على تويتر عن «تضامن كل الأمة»، بعدما ترأس اجتماع أزمة وزاريا بحضور رئيس الحكومة إدوار فيليب.
وكان السوق التقليدي لعيد الميلاد في المدينة هدفا لخطة اعتداء في ديسمبر 2000. وتتولى حمايته باستمرار قوة أمنية كبيرة. وتم نشر حوالي 260 شرطيا في هذا الإطار.
وتضم ستراسبورج مقر البرلمان الأوروبي الذي يعقد دورته حاليا وتم تطـــــويقه بالكامل مؤقتا عــــــند الإعلان عن إطلاق النار، كما ذكرت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية في المكان.

وبقي نواب أوروبيون وموظفون وصحفيون داخل المبنى لساعات قبل أن يبدأ إجلاؤهم عند الساعة الثالثة (02:00 ت ج). وفي تغريدة، كتبت رئيسة الوزراء البريطانية أنها «صدمت وشعرت بالحزن من هذا الهجوم الرهيب في ستراسبورج». وأضافت «أتضامن مع كل الذين أصيبوا ومع الشعب الفرنسي».

من جهته، كتب الناطق باسم الحكومة الألمانية ستيفن سايبرت على تويتر «نبكي الأشخاص الذين قُتلوا ونتضامن مع الجرحى».
وأما نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني وهو النائب الأوروبي السابق فقد قال «نصلي للضحايا لكن الصلوات لا تكفي التزامي الآن وفي المستقبل سيكون بأكمله لكشف الإرهابيين وتوقيفهم والقضاء عليهم في أوروبا والعالم بكافة الوسائل القانونية اللازمة».

«تلاعب»

ويأتي هذا الهجوم بينما تعيش فرنسا تحت تهديد إرهابي مرتفع منذ موجة الاعتداءات التي قُتل فيها 246 شخصا في 2015. وشهدت فرنسا هذه السنة هجومين أسفرا عن سقوط خمسة قتلى.
ويتزامن الاعتداء مع تعرّض قوات الأمن الفرنسية لضغوط كبيرة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من التظاهرات المناهضة للحكومة.
ويحتج متظاهرو حركة «السترات الصفراء» على السياسة الاجتماعية للحكومة. وأعلن بعضهم مساء الثلاثاء على صفحة في فيس بوك عن «الفصل الخامس» من تحركاتهم السبت المقبل، وتحدثوا عن «تلاعب» من قبل الدولة أو «اعتداء مزعوم». وبدا أن حركة «السترات الصفراء» لم تخفت غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تدابير لتهدئة غضب الفرنسيين الذين يحشدون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لمزيد من العدالة الاجتماعية. وفي الأسبوع الرابع لتحرك «السترات الصفراء» استمر المحتجون ولو بأعداد قليلة، في قطع الطرق والتظاهر في أنحاء فرنسا. ودافع رئيس الوزراء إدوار فيليب الثلاثاء أمام النواب عن التدابير التي أعلنها ماكرون مساء الاثنين والتي وصفها بـ»الهائلة» قائلا «نريد أن نمضي بسرعة، نريد أن نمضي بقوة».

وتشمل التدابير الاجتماعية الجديدة زيادة شهرية تبلغ مئة يورو للموظفين الذين يتقاضون الحد الأدنى للأجور إلى إلغاء الضرائب المفروضة على الرواتب القليلة للمتقاعدين (أقل من ألفي يورو). لكن لا يبدو أن التنازلات الجديدة ستنجح في تهدئة غضب المتظاهرين. وقال متحدث باسم «السترات الصفراء» في إقليم البيرينيه الشرقية (جنوب غرب) توماس ميراليس لوكالة فرانس برس «على الفور، قلت لنفسي إن ماكرون أصغى إلينا قليلاً» مضيفاً «لكن عندما ننظر إلى التفاصيل، في الواقع (لم يفعل ذلك) على الإطلاق». وأوضح أن التدابير التي أعلن عنها ماكرون «لا تعني الجميع». وتابع ميراليس الذي يعتزم التظاهر السبت في باريس «للمرة الأولى» تعبيراً عن استيائه، «هنا، نشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء ما أعلنه الرئيس، التعبئة مستمرة». وبعد الخطاب الرئاسي مساء الاثنين، عبّر كثيرون من «السترات الصفراء» عن استيائهم.