ترامب يواصل اثارة الجدل والخطر

الحدث الأربعاء ٢٣/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٤ ص
ترامب يواصل اثارة الجدل والخطر

واشنطن – ش – وكالات

وعد الملياردير الجمهورى دونالد ترامب بإلغاء الإتفاق الذي وصفه بـ "الكارثى" الذى أبرم فى يوليو 2015 بين إيران والقوى الكبرى، فى حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وقال المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الجمهورى فى الاإتخابات الرئاسية فى 8 نوفمبر فى كلمة أمام المؤتمر السنوى لمجموعة ضغط يهودية أمريكية داعمة لإسرائيل، أن أولويتى رقم واحد هى تفكيك الإتفاق الكارثى مع إيران"
ياتي هذا متزامنا مع اعتقال السلطات الأمريكية رجل أعمال تركيا تتهمه الولايات المتحدة بأنه شارك مع آخرين فى تحويل مئات الملايين من الدولارات للحكومة الإيرانية أو لكيانات أخرى فى إطار مخطط للتحايل على عقوبات ضد طهران.
وقال مدعون أمريكيون إن رضا ضراب البالغ من العمر 33 عاما اعتقل فى ميامى يوم السبت الماضى حيث يواجه الاتهامات مع مواطنين إيرانيين اثنين.
في اتجاه اخر مثير للجدل والغضب قال دونالد ترامب المرشح المحتمل للحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، إنه سينقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس فى حال فوزه بالرئاسة.
وأضاف "ترامب" خلال مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية أن الولايات المتحدة ينبغى عليها تقليل نفقاتها على حلف شمال الأطلسي. وتابع قائلًا: "ندفع بشكل غير متناسب هذا كثير للغاية وبصراحة.. العالم مختلف عما كان عندما تصورنا الفكرة فى بادئ الأمر." ومضى يقول: "علينا أن نعيد النظر.. أن نحافظ على حلف شمال الأطلسى لكن علينا أن ندفع أقل كثيرا تجاه الحلف نفسه."

مزايدة ومنافسة
وتواجهت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الاميركية هيلاري كلينتون مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب امام مجموعة ضغط يهودية نافذة وجعلا من التحالف مع الدولة العبرية رهانا اساسيا في السباق الى البيت الابيض.
يتراوح عدد اليهود في الولايات المتحدة بين خمسة وستة ملايين نسمة وهم اكبر مجموعة يهودية في العالم بعد اسرائيل، واصواتهم التي غالبا ما يقال انها مؤيدة للمعسكر الديموقراطي تبقى حاسمة لاي مرشح رئاسي.
وقالت كلينتون في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية-الاسرائيلية (ايباك) "نعم، نحتاج الى ثبات، وليس الى رئيس يقول انه حيادي الاثنين، ومؤيد لاسرائيل الثلاثاء، ولا نعرف ماذا ايضا الاربعاء، لان كل شيء قابل للتفاوض (...) امن اسرائيل ليس موضوع نقاش".
في المقابل، وبعد بضع ساعات، شدد ترامب المرشح الجمهوري الاوفر حظا امام الحضور نفسه الذي قارب عددهم 15 الف شخص على ان وزيرة الخارجية السابقة (2009-2013) للرئيس باراك اوباما كانت "كارثة حقيقية" خلال توليها منصبها.
وصرح ترامب المتحدر من نيويورك حيث يقيم العديد من اليهود الاميركيين "عندما اصبح رئيسا فان اول ما ساقوم به هو التوقف عن معاملة اسرائيل وكانها مواطن من الدرجة الثانية".
وسبق قدوم ترامب تهديدات بتنظيم تظاهرات معادية له الا ان خطابه حظي بتجاوب الحضور.
وتحدث المرشحان الجمهوريان الاخران تيد كروز وجون كاسيك ايضا امام اللوبي بينما اعتذر منافس كلينتون الديموقراطي بيرني ساندرز وهو يهودي لاسباب متعلقة بجدول اعماله.

دهشة
وكان ترامب اثار دهشة العديد من المسؤولين اليهود عندما اكد في السابق ان على الولايات المتحدة الاضطلاع بدور الوسيط "المحايد" بين اسرائيل والفلسطينيين.
الا انه اثار تصفيقا حادا عندما تعهد في حال انتخابه بالاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل وبانه سينقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى المدينة المقدسة.
من جهتها، اشادت كلينتون التي ساهمت خلال توليها حقيبة الخارجية في تحسين صورة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط بعد رئاسة جورج بوش، بـ"رؤى مختلفة عن زعامة اميركا في هذه المنطقة من العالم"، واتهمت ترامب بـ"انتهاج سياسة خارجية يمكن ان تهين اصدقاءنا ولا تتعاون معهم و تزيد اعداءنا جراة دون التغلب عليهم".
وشددت كلينتون "من اجل امن اسرائيل والعالم، نحن بحاجة لاميركا تلعب دور القيادي الدولي المحترم الملتزم بالدفاع عن النظام الدولي وتعزيزه".
وبعدما فشل خلفها جون كيري في التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين في العام 2014، اعلنت كلينتون انها تؤيد حل "الدولتين"، ووعدت بـ"مواصلة المفاوضات المباشرة".

ترامب "المؤيد لاسرائيل"
وتبنى ترامب الموقف نفسه. فقد دعا على غرار الادارات الاميركية المتتالية الى "اتفاق بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني" يفضي الى حل الدولتين. وشدد "لا احد يؤيد اسرائيل اكثر مني. علينا حماية اسرائيل".
ونددت منافسته الديموقراطية بكل اشكال معاداة السامية و"عدم التسامح والتطرف في مجتمعاتنا"، بينما يتعرض ترامب للانتقاد بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين وللمتحدرين من اصل اسباني.
وانتقدت كلينتون "من يشجع على العنف ولا يتخذ موقفا محددا من مؤيدي تفوق العرق الابيض ويدعو الى طرد 12 مليون مهاجرين ويطالب بتجاهل لاجئين بسبب ديانتهم ويقترح منع المسلمين من القدوم الى الولايات المتحدة".
وشددت على ان الولايات المتحدة "يجب ان تكون افضل من ذلك".
واذ شددت كلينتون على ان الاسرائيليين والفلسطينيين يجب الا يفقدوا الامل في السلام، اعربت عن موقف متشدد من منفذي الهجمات في اسرائيل.
وقالت كلينتون "على القادة الفلسطينيين التوقف عن الحض على العنف وتكريم الارهابيين على انهم شهداء والتوقف عن دفع المكافآت لاسرهم".
- "احب رايا مغايرا" - وكان ترامب تعرض لضغوط لاعطاء تفاصيل اكبر حول فريقه من المستشارين وسياسته الخارجية وسط تقارير بان الخبراء المحافظين والمحافظين الجدد لا يريدون تاييده.
وقبل كلمته امام "ايباك" كشف اسماء ستة مستشارين من بينهم كيث كيلوغز الجنرال الاميركي المتقاعد الذي كان رئيس العمليات خلال الاشهر الاولى الكارثية ابان الاحتلال الاميركي للعراق في 2003 و2004.
واستبعد ترامب الذي اكد معارضته لحرب العراق منذ البداية، خلال مؤتمر صحافي في فندق فاخر يقوم بتطويره في واشنطن، اي قلق يمكن ان يثيره كيلوغز.
وقال ترامب "لديه راي مختلف وانا احب رايا مغايرا".
واوردت صحيفة "واشنطن بوست" ان ترامب اختار خمسة مستشارين يقودهم السناتور الجمهوري من الاباما جيف سيشونز.
وتابعت الصحيفة ان ترامب ضم اليه "وليد فارس الذي تعرفونه على الارجح والذي يعمل مستشارا لدى مجلس النواب والخبير في شؤون مكافحة الارهاب".
وفارس استاذ جامعي من اصل لبناني انتقل الى الولايات المتحدة عام 1990 وعمل استاذا في جامعتي فلوريدا وميامي. وتورد صحف متخصصة انه سبق ان نشط في صفوف الميليشيات المسيحية خلال السنوات الاولى للحرب الاهلية في لبنان.