انخفاض حالات الانتحار للوافدين في السلطنة.. ومختصون يوضحون الأسباب

بلادنا الأحد ٠٢/ديسمبر/٢٠١٨ ١٦:٠٩ م
انخفاض حالات الانتحار للوافدين في السلطنة.. ومختصون يوضحون الأسباب

مسقط - ش
إنخفضت حالات الانتحار بين الوافدين في السلطنة بمعدل 60 %عما كانت عليه في العام الفائت، وأوضح مصدر من الإدعاء العام لصحيفة "التايمز أوف عمان " أن في عام 2016 كان هناك 28 حالة انتحار لدى الوافدين تقابلها تسع حالات فقط في 2017 ".

وأضاف قائلاً : "يتم إحالة قضايا الانتحار الى الادعاء العام لعدة أسباب أولها ضرورة تشريح الجثة في الطب الجنائي لمعرفة سبب الانتحار إذا كان الشخص انتحر فعلا او تعرض للقتل".

وذكر مسؤول في النادي الاجتماعي للجالية الهندية في السلطنة لصحيفة "التايمز أوف عمان " أنه على ضوء البيانات المقدمة إن الأ شخاص الذين يقدمون على الإنتحار اغلبهم ممن يمرون بظروف مالية واجتماعية، وعزا أسباب الإنتحار إلى التعرض لضائقة مالية أو نقص في الدعم العاطفي ، كون هؤلاء العمال في منأى عن عائلاتهم وبعيدين عن كل أشكال الدعم.
وأضاف " هناك استشارات ومرافق ترفيهية مقدمة للعمال الوافدين وعلى مايبدوا فإن أكبر مخاوفهم متعلقة بالمال، وهم يعانون لأنهم لا يملكون القدر الكافي من المال ليسيرون به حياتهم هنا ، حيث يرسلون أغلب ما يحصلون عليه لعائلاتهم".

وقال محمد زعيم ، الأمين العام للنادي الاجتماعي للجالية الباكستانية " قد تكون هناك عدة اسباب تدفع بالأشخاص الى الإقدام على هذا الفعل الشنيع مثل البعد الاقتصادي والإجتماعي كالتهميش من العائلة وقلة الدعم من الاشخاص المقربين من الشخص ، وقد يكون السبب وراء التفكير بالانتحار هو الاخفاق في تحقيق الاهداف المرجوة".

ومن جانبها قالت أنويا بول ، مستشارة نفسية وإكلينيكية في مجمع حطاط الطبي بأن السبب الحقيقي وراء الاقدام على الانتحار هو الاكتئاب الحاد المتراكم نتيجة لقضايا مالية وظروف عائلية"

وأضافت : " العمال من الطبقة الكادحة يستأثرون بأكبر نسبة إنتحار نتيجة لديون متراكمة عليهم بجانب أنهم يعملون بعيدا عن ذويهم ، مما قد يؤدي إلى حالة من الإكتئاب جراء الديون المتراكمة والبعد عن العائلة والضغوطات المالية ،هذه هي أغلب المخاوف التي تواجه العمال من الطبقات الدنيا ، وفي الجانب الآخر هناك عمال يجنون جيدا وتسير أعمالهم بشكل مرضي ولكن يلجأون للإنتحار بسبب فشل بعض العلاقات الإجتماعية ".
وأضافت " الروابط العائلية المتفككة تجعل الأشخاص يحسون بعدم أهميتهم وبأنهم لا يشكلون قيمة لعائلاتهم، كما ان النسبة تزيد بين متعاطي المؤثرات العقلية ، لذلك الدعم الاجتماعي يشكل حاجزا أمام التفكير بالانتحار ، وعليه فمن المهم عندما تراود الشخص افكار انتحارية ان يتحدث الى احدهم لأنه عندما نعزل انفسنا سيتفاقم الشعور بالإكتئاب.

وأكدت بأن العمال اللذين يقدمون على الانتحار يتركون اعباء جسيمة على عائلاتهم، حيث سيشعر ذويهم وباقي افراد عائلاتهم بالذنب حيال ما حصل له ، ولماذا لم يراودهم أدنى شك في رغبته بالانتحار ولماذا لم يتشارك مخاوفه ومشاكله معهم.

وأوضح مدير عام مساعد الأمراض العقلية والامراض الغير معدية بوزارة الصحة العالمية " الانتحار يؤثر سلبا في الدول ذات الاوضاع الاقتصادية الضعيفة والمتوسطة والتي لا تملك الإمكانات المناسبة للتعامل مع الحالات العقلية للسكان فيها، وأكد من المهم جدا الاشارة لدوافع الانتحار ووضع خطط للتعامل معها تكون مناسبة لكل دولة وطبيعة المجتمع فيها "