مسقط - ش
أعلنت وزارة التراث والثقافة اليوم عن نجاح جهود السلطنة في إداراج عرضة الخيل والإبل ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو، ليتحقق في نوفمبر إنجاز جديد يضاف إلى رصيد إنجازات السلطنة.
عرضة الخيل والهجن
وركض عرضة الخيل والهجن أرث ثقافي تتوارثه الأجيال المتعاقبة في المجتمع العماني وهو جزء من ثقافة المجتمع في الحضر والبادية، ارتبط بالعديد من المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية التي تقام في المجتمع العماني ويشهد مشاركة شعبية ووطنية كبيرة من قبل مختلف الأفراد، ويُنظم للتعبير عن الاحتفاء والفرحة بتلك المناسبات والاحتفال بمقدم الضيوف، ويساهم في تواصل أبناء المجتمع من خلال تجمعهم في مكان واحد، وفيه الكثير من الألفة والاحترام والنظام.
ويمثل هذا الفن استعراضاً لبراعة العماني في ترويضه للخيل والإبل وعنايته بها وتدريبها، ويؤكد مدى الاهتمام والرعاية التي تلاقيها الإبل والخيل من قبل أصحابها وحرصهم على تأهيلها والعناية بها.
وتقام العرضة التي يصاحبها تقديم مجموعة من الفنون الشعبية وتمارس سواء بالإبل أو الخيل أو كلاهما في العديد من المحافظات فهي تنتشر بشكل واسع وهناك العديد من الموسسات الحكومية والأهلية التي تحرص على إقامتها، وأنشئت العديد من الميادين الحديثة التي تقام فيها العرضة وجرت العناية بالخيل والجمال التي يشارك بها.
كما أُنشئت مدارس أهلية ومراكز تدريب حكومية لتعليم العرضة والفروسية وغيرها من الأنشطة، فعلى المستوى الرسمي هناك الهجانة السلطانية والخيالة السلطانية وشرطة عمان السلطانية والجيش السلطاني العماني، كما توجد اتحادات متخصصة تمارس العرضة كالاتحاد العماني للهجن والاتحاد العماني للفروسية، وعلى المستوى الاجتماعي هناك العديد من الأندية الاجتماعية منها نادي صور للفروسية ونادي جعلان ونادي الأصائل ونادي الكامل والوافي واسطبلات الفيروز ونادي الصواهل ونادي الشموخ ونادي الخابورة، بالإضافة إلى العديد من الميادين الأهلية التي تمارس فيها العرضة.
وعرضة الخيل والهجن فن من الاستعراض يقوم الفرسان أو راكبو الجمال من خلاله بعروض تعكس مهارة تعامل الإنسان العماني وترويضه للهجن والخيل والتناغم بين الفرسان أثناء تأديتها، وتبدأ العرضة بدخول الفرسان أو الجمال أو دخولها معاً في شكل صفوف ترحيبية وهي بكامل زينتها وجمالها، ويردد الفرسان أو راكبو الجمال فنوناً شعبية وأبياتاً شعرية تسمى بالهمبل وهم على ظهورها، بعدها تبدأ فقرة المحورب وهي المشي بالخيول والإبل في الميدان ببطئ بشكل طولي يتقدم فيه كبار السن ثم الشباب، ومن اشتراطاتها دخول الخيول في المقدمة تليها الهجن إذا كان الاستعراض مشتركاً.
وتلي هذه المرحلة ركضة العرضة وتكون الخيول في خط مستقيم متساوٍ ويقوم الفرسان بلقطات متنوعة كالوقوف على ظهور الخيل والتشابك بالأيدي لإظهار براعتهم وقدراتهم، أما الجمال فتكون باركة على الأرض وتنطلق مباشرة عند ركوب المشارك على ظهرها وتسمى هذه العملية "بالزجر" وتنتهي العرضة بالتنويم وهو نوع من المهارة تظهر العلاقة والانسجام عند المشاركين وقدرتهم على ترويض الخيل والإبل.
التراث الثقافي غير المادي
وتضم القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية اليوم 399 عنصراً. وتصبو هذه القائمة إلى إبراز التقاليد والمعارف والمهارات التي تنقلها المجتمعات المحلية، لكن دون منح هذه المجتمعات أي معايير امتياز أو احتكار للعناصر المدرجة في القائمة.
وشاركت السلطنة في أعمال الدورة الـ13 لاجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التي بدأت أعمالها في مركز سوامي فيفينكاناندا الدولي للمؤتمرات بجمهورية موريشيوس وتستمر حتى الأول من ديسمبر المقبل.